(( مفاجئات غير سارة البتة ! ))
أنني واثقة عندما بدلت ضماداتي هذا الصباح بأن كاحلي طبيعي جداً خارجيا على الأقل ولا وجود لأي علامة أو أي شيء مريب ...!
_ هل انتهيتِ ؟!.
لقد قاطع حديثنا الغريب والمخيف صوت رنين جرس الصف ولم يساعدني في دخول الصف أو حتى يرافقني بل دفعت نفسي بنفسي و مر صفين متتاليين من الدروس المرهقة ...
والآن هاهو بجانبي في وقت الاستراحة بعد أن احرج الفتيات بنظرته فغادرن بهدوء .. ماخطب المدعو "دانييل" هذا ؟!
حشرت كتابي بقسوة في حقيبتي التي اضعها خلف ظهري , قلت بهدوء : حسنا , مالأمر ؟!.
توقفت قرب طاولة خشبية دائرية في الباحة حيث الجو بارد قليلا لكنه لطيف وهناك الكثير من الغيوم البيضاء , جلس هو على الكرسي على الجانب الأيسر مني كي يكون متراوياً قليلا و يسمح لي برؤية الباحة و الطلاب في جهتي اليمنى...
_ كيف كان يبدو ؟!.
التفتُ إليه و اضطربت قليلا لقربه ولتحديقه الشديد في عيناي , لأول مرة أجلس مع هذا الشخص الفظ الناري الطباع يجب أن أتوخى الحذر في كلامي معه... فأنا لا اعتبره كـ ليونارد. قد ينفجر بي في أي لحظة , وأجد نفسي ميتة فجأة !.
أجبته بصدق وهدوء لا أدري من أين جلبته وأنا أتأمل بحر الفضة في عينيه و خطوط الذهب السائل : ...ذلك الخيال , كان... كظل طويل يملك ذراعين و ساقين أظن... و بلا ملامح, لم يكن هنالك من عينان أو فم...وما شابة.
ضاقت عيناه قليلا و التمعت , أومأ وهو يهمس بنعومة : ومالذي كان يفعله ؟!.
_ آحم .. لستُ واثقة , كان يراقبني لفترة... اعتقد ..
صمت احاول تذكر الليلة الماضية جيداً , فقال هو يحثني بهمس : و بـعد...؟!
_ أظهر .. تلك العلامة في كاحلي..
_ ...و السلسلة ؟!.
مرت رياح باردة عبثت بشعري و قميصي , فلممته بسرعة و وضعته تحت القميص عند رقبتي , بينما هو لا يبدو متأثراً قط .. لقد تطاير شعره الأسود الحالك حول وجهه الرائع التقاسيم لكنه لم يتحرك قط بقيت عيناه مركزتان في عيني ..و باردتان منتظرتان ...
_ لا أدري من أين جلبها , لكن...والدي لاحظها و أظنها كانت لزوجة أبيه بالتبني ..
كنت أريد أن أشرح له أيضا أن السلسلة تبدو مألوفة بشكل ما لكنه قاطعني بفظاظة وبرودة : أخرجي ذلك الجرس...!
حدقت به , قلت بتوتر : أي جرس ؟!.
_ افعلي فقط ! , أني لا أملك النهار بطوله !!.
أجابني بحده بالغة و عصبية , فرمقته بضيق شديد ثم هززت رأسي و أخرجت الجرس الصغير للغاية والناعم الفضي...
حدق به بضيق واستنفار ثم حرك رأسه ولم يلمسه بل قال بصوت منخفض : أنه جزء من السلسلة ..لا انتبهي !!
كنت على وشك أن أضعهما معاً السلسلة الناعمة والجرس لأن السلسلة ناعمة جدا ستدخل بحلقة الجرس الصغير...لكني فوجئت بقبضته قوية جداً وباردة أطبقت على معصمي بشدة آلمتني !!
_ آآه , ماذا ؟!.
قال بقسوة وهو يصر على أسنانه كي لا يرفع صوته : يالك من ! , لقد أخبرتك صباحاً بأنك بوابة للوحش و ها أنت على وشك وضع شيء ما خطير عليك . هل تحبين رؤية قدمك تتقطع ؟!.
ترك يدي وكأنه مشمئز , ضممت يدي برقة أحاول تدفئتها بينما قلت منزعجة : أتعني بأن بي شيء شرير و هذا الجرس سيحاول اقتطاعه مني ؟!.
_ ها أنت بدأتِ تفهمين !.
قالها لكل سخرية وكأني شخص أخرق للغاية , هززت رأسي احاول التركيز ,قلت أهمس بيأس : و كيف الآن سأحمي نفسي .. كيف أتخلص من تلك العلامة مهما كانت في المقام الأول..!
_ مادام هذين الشيئين منفصلين فهما يقومان بعملية تنبيهك لا حمايتك .. لكن لا تجميعهما معاً فستقلتين , أما بالنسبة للعلامة فهذه .. من وضعها وحده هو من يستطيع ازالتها ..!
لم اقدر على التنفس لثوان , قلت بقلق : ذلك الشيء... لن .. يزيلها أليس كذلك ؟!.
_ ولمَ يفعل ؟! , أنت بوابة ممتازة له ..
_ لا أحب نبرة السرور في صوتك !.
ضاقت عيناه الرماديتان و هزأ قائلا : وأنا بدأت أندم على تحذريك من ذلك الجرس والسلسلة.
رددت بحده : يلا الأسف ندمك متأخراً !.
وافقني ببرود : لكن , رؤيتك تتقطعين أشلاءاً وسط ساحة المدرسة غير جيد على البشر هنا...!
رفعت رأسي ببرود : تتحدث وكأنك لست بشرياً مثلهم !.
ومضت عيناه بخطورة : ومن قال ؟!.
خفق قلبي قلقاً .. ماذا يعني هذا ال... قلت بتردد : إذن لست... بشرياً حقاً... ولا... ليونـ...
قاطعني بلا اهتمام : ليس تماماً بالنسبة لي , لكن ليو حالة أخرى...
همست بقلق وعيناي متوسعة : وماذا تكونان ؟!.
_ أنت لا تزالين في مرحلة أنكار لتلك الوحوش التي تزورك بسعادة , فكيف تردينني أن أخبرك , لن يعجبك هذا لكني لا أهتم في الواقع لما تظنين ..
ضاق جبيني و حاولت قائلة : مصاص دماء مثلاً ؟!. مع أنني أظنك أسوأ...
لمعت عيناه و مط شفتيه ليقول بهمس ناعم : هذا ليونارد ..بالطبع أنتِ عديمة الملاحظة , لكنك نلت نقطة على معرفتك لهذا الوجود !.
فغرت فاهي , ياله من وضيع لا يفوت أي فرصة لأهانتي...
قلت ببرود : مع هذا ليون أفضل منك , لا شك بأنك ابن الوحوش...
ولينتي لم أنطق , لقد برقت عيناه ببرق ذهبي و اهتز جسده مع لفحة هواء جليدية ضربت وجهي .. شحب وجهه جداً وأبيض كالثلج بينما أحمرت شفتاه و قلبت عيناه بسرعة خاطفة للون الذهبي النارية المشتعل ..
هب واقفاً فضممت نفسي بسرعة وكأنني خشيت أن يقطع رأسي .. هدر بحده لم أسمعها من قبل أبداً :
_ لعلمك فقط ولأنارة عقلك الغبي !, أنا ولدت من أروع أبوين عرفهما كلا العالمين هنا.. لا يمكنك حتى أن تنعتهما بأي صفة قريبة من قلة الأحساس !...
التف من الطاولة بسرعة و عنف ثم ذهب بعيداً بينما عبثت رياح باردة شديدة في الساحة جعلت الأشجار تتمايل و الطلبة القليلون يهرعون إلى الساحة الداخلية...
كنت مصعوقة , مالذي جرى له بحق ال....!!
هززت رأسي أحاول التفكير , هل يظنني أهنت أبويه ؟!. آه يالا الحماقة , كلانا أبله و غبي... أني أقصده هو فقط بالتشبيه , ما كان له أن يثير أعصابي هكذا .. لكني لم اتوقع أن يكون محباً لوالديه بهذه الشدة ..! كان علي أن أتعقل أكثر منه... لا يمكن أن يفقد كلانا صبره .. سأضع أعصابي في مياه باردة المرة القادمة .. أن لم يكن هو متعقلا أنا سأكون !.
ساعدت نفسي بنفسي مجدداً و بصعوبة كي ارتقي الألواح و أدخل البناء , رأينني الفتيات "لونا" ذات الشعر القصير و "سيلا" ذات الشعر الأشقر , نظرن نحوي بقلق طفيف ثم ابتسمن وساعدنني في الوصول للصف التالي ..
لم أرى ذلك المدعو "دانييل" كل اليوم و هذا حسن , أني حتى لست متأكدة بأنه يتظاهر بالدراسة لأجل حراستي كـ ليون .. ليونارد الذي قال أنه مصاص دماء .. بصراحة أنا لم أكون أي فكرة أو شكلاً معيناً في عقلي لهؤلاء ..!
حسنا ربما فكرت بـ .. وحش ضخم شاحب اللون جداً رمادي ربما بأجنحة جلدية مخيفة و أنياب ظاهره .. وليس شاباً وسيم المظهر هادئ وحاد بنفس الوقت , مع هذا هو أفضل أخلاقاً من رفيقه .
وفي نهاية اليوم , جاء والدي وكان يبدو شاحباً أكثر من العادة فخفق قلبي توتراً وقلقاً... قلت بهدوء وهو يساعدني على الجلوس في المقعد :
_ أين جيني...؟!
_ في المنزل , معها السيدة فرانس...
عندما قال السيدة فرانس هل يقصد زوجة لوك الرقيقة , أم تلك العجوز التي لا تراني ؟!. لكن لا يهم كثيراً هذا .. ما يقلقني هو أبي , قلت مجدداً بتوتر : ماذا إذن ؟!.
حدق بي قليلا ثم قال وهو ينطلق بالسيارة : لا أدري لقد اسيقظت جيني باكية لاكتشف أنها مصابة بالحمى .. أخذتها للمستشفى ليس بالشيء الخطير أنما فقط مجرد برد , أخذت بعض الادوية و عدت...
شهقت بقلق حبيبتي جيني مريضة , قلت : آوه وكيف هي الآن ؟!.
_ تركتها نائمة و بصبحتها السيدة فرانس لقد تحسنت قليلا..
كنت قلقة جداً وأصابني الرعب فجأة , ماذا لو لم تكن حمى عادية , ماذا لو أذاها شيء ما....! عندها ماذا سأفعل ؟!.
رأيت وجه والدي قلقا جدا شاحباً وكأنه أصبح في الخمسين فجأة , فمسحت على يده برقة و اكتشفت بأن يدي كالثلج ..
صفيت حنجرتي كي يخرج صوتي صافياً : ستكون بخير أبي...
زفر ثم نظر نحوي وابتسم بعطف ولم ينطق بشيء , حتى توقفنا أمام المنزل , لكن والدي لم ينزل من السيارة بل بقي قليلا منتظراً ينظر خارجاً , عرفت بأنه يريد التحدث إلي... و بهذه الطريقة لا يبدو أن الحديث جيد !.
التفت نحوي وقال بهدوء وعيناه الزرقاء لامعة بحزن : لقد وصلت... المربية أنها أخت لوك تدعى ليندا , وهي تعمل طبيبة أطفال لكنها تركت العمل و أتت هنا , هل يمكنك تخيل هذا ؟!.
كان يتكلم بهدوء خافت شديد , يخفي عاصفة غضب رهيبة أعرفها ... كنت أنا أيضا مصدومة أنما ليس بهذا القدر لقد خفف غضبي أيضا من شدة الصدمة ...
هززت رأسي و قلت بتماسك : لندخل أبي .
خرج بخفه من الباب و جلب عربتي لكنه أخذها للداخل , فغرت فمي ... أبــــييي ><... !!
أتى نحوي فقلت مسيطرة بصعوبة على أعصابي : أنت لا تفكر بأدخالي للمنزل محمولة هكذا !!.
زم شفتيه ولم يأبه لي قال بهدوء : هيا كلآرا , أنهم في الأعلى سينزلون خلال دقائق...
فحملني بخفه و أنا أسأل بتردد : عندما قلت أنهم ... من يكونوا ؟!.
_ لوك هنا أيضا , والسيدة جورجيا لكنها قد غادرت قبل مجيئنا...
حسنا ربما تلك العجوز اطمئنت على جيني و غادرت لا يهمها أيا منا الابنة الأخرى المقعدة و والدها البائس !. تضايقت من نفسي و من سوداوية أفكاري ..!
أجلسني أبي على الأريكة و عندما هم بالخروج من الردهة , دخل لوك أعرف قامته الرشيقة كوالدي و من خلفه فتاة . لا بل شابة تكبرني بعشر سنوات ربما !!.
كانت بشعر أشقر داكن وعينين واسعتين عسليتين , آه ربما كانت في السادسة و العشرين , عبست بشدة تبدو جميلة جداً و أصغر بكثير من عمرها , فكشرت بقوة و ألتمعت عيناي و أوشك على الأنفجار...
نظر نحوي لوك و تبسم بقلق واضح , بينما بقي والدي واقفاً قربي ببرود يديه في جيبيه , وقفت الشابة بتوتر هي أيضا ببنطالها الجينز الجديد هذا و قميصها الذي يبدو ثمينا ><"...
بدأ لوك الكلام بهدوء وتمالك : جيني بخير الآن , أنها نائمة , تحتاج لكثير من النوم...
ثم نظر نحوي و تبسم قائلا : هاي كلآرا , كيف حالك عزيزتي ؟!.
أومأت برأسي ولم ابتسم تماماً , مع أن لوك لا ذنب له , لاحظت نظرات المرأة الفضولية نحوي تتأملني بدقة ثم وقعت عيناها بعيني فضيقتهما بعبوس , ابتسمت لي بتوتر ثم تقدمت برشاقة احسدها .
و صافحتني بحرارة وهي تقول بصوت ناعم : كلآرا الجميلة , مرحبا حبيبتي أنا ليندا . كيف حالك ؟!.
توترت جداً , حسنا اعترف بأنها تبدو لي لطيفة لكن لنرى لاحقا....
رددت بهدوء وبلا ابتسام : اهلا , أنا بخير...
قال والدي فجأة ببرود : سأحضر الشاي .
فقال لوك سريعاً : سأساعدك ...
و خرجا معاً و أنا أحدق بهما برعب ... هييييه تركتماني مع هذه المرأة وحدي لماذا ؟!.
بقيت دقيقة جامدة لا أفعل شيئا فتحركت ليندا هذه لتجلس على كرسي قريب مني تقابلني , سألت برقة :
_ كيف كان يومك كلآرا , هل المدرسة لطيفة ؟!.
رددت بهدوء كي لا تظنني مضطربة نفسية : جيد جداً , لا بأس .
أومأت و قالت بهدوء : أنا آسفة أن ضايقتكم و جئت بهذا الشكل وكأنني وضعتكم أمام الأمر الواقع , لكني في الحقيقة تركت عملي منذ زمن و كنت أريد العودة لعائلتي هنا .. كنت بائسة بالمدينة حقاً , لم أحبها .
صمت أحدق بها بهدوء , بدت هناك ظلال داكنة حول عينيها و وجهها شاحب قليلا , سألت بهدوء : أليست الوظيفة رائعة ؟!.
طرفت بعينيها كثيراً وكأنها تفاجئت من تجاوبي معها , قالت مبتسمة بحنان : رائعة جداً , لكني لم أتأقلم جيداً فحاولت و بقيت هناك ثلاث سنوات بلا جدوى .. اكتسبت خبرة لكنها ليست كافية بالنسبة لي.
ابتسمت مجدداً وقالت بتوتر خفي لاحظته : حسنا أنا لا أريد التطفل أبداً , لقد جئت للتحية فقط و رأينا فجأة والدك قادم و معه جيني من المستشفى .. آه لقد انزعج كثيراً .
ضاق جبيني وقلت بخفوت : لكن شكراً لزيارتك.
ابتسمت لي مجدداً ثم نهضت وهي تنظر في ساعتها الثمنية بمعصمها قالت : سأعود لوالداي الآن , يجب ان اعتذر عن الشاي ..
دخل والدي فجأة بالشاي ومن خلفه لوك يحمل صينية كعك , نظروا نحوها متسائلين فابتسمت وهي تقول : يجب أن أذهب.
قبل أن ينطق والدي , قال لوك بسرعة : لا بأس عزيزتي سأوصلك.
زممت شفتي بقوة , قال والدي بصوت بارد واضح جعلنا كلنا ننتبه : ليس قبل شرب الشاي.
خفق قلبي و قلت بنفسي لو أنني مكانهم لفررت بسرعة لا يهمني الشاي , لكن الشابة قالت بابتسام خفيف : لا بأس , لكني سأخرج مباشرة , والداي يريدان التحدث إلي.
فجلست على نفس مقعدها و جلس لوك بترقب على مقعد مجاور , بينما سكب والدي الشاي لهم ثم سلمني كأسي و جلس بجانبي تماماً و رفع ذراعه من خلف ظهري ولم يشرب هو شيء... بل بقي يراقب الجميع ببرود .
حسنا , فعلته هذه وكأنه يحميني , لكن مما أبي بربك أهدأ .. هذه المرأة مسكينة , لا شك بأن لوك بقي أيضا لحماية أخته ×× أكره الأوضاع العائلية المعقدة...!!
قالت المرأة فجأة بمرح : هذا الشاي لذيذ من منكما أعده هكذا , أم أنكما تعاونتما معاً مع أنني أشك بهذا ..
تجهم والدي بينما كدت اختنق أنا بشرابي , نظر لوك نحونا بانتظار , فأجاب أبي بهمس هادئ : لقد تعاونا , المهم هو النتيجة .
ابتسمت بهدوء وهي تلقي بنظرة سريعة على اخيها : معك حق .
ثم قالت مجدداً بهدوء : أتيت من المطار والسماء تقصف و تمطر بقوة , لكن الغيوم هنا كثيفة جداً تبدو كأنها تمطر ..
انصتا فجأة و سمعنا صوت المطر يشتد بتدرج , قلت أنا بهدوء : آوه بهذه السرعة !.
فتبسمت لي الشابة , بينما قال لوك : ربما يجب أن نذهب قبل أن يشتد المطر أكثر , سأجد أليكس وسنمضي الوقت بالبيت...
فوقفت معه اخته و كذلك أبي الذي قال بهدوء : أيمكنك زيارتي غداً...؟!
لاحظت بأنه وجة الدعوة لـ لوك فقط !.. فراقبت ملامح الشابة الهادئة الطبيعية , بينما لوك يجيب : آه بالطبع لا بأس .
لكن فجأة قالت المرأة بهدوء وعيناها مركزتين على أبي : هل يمكنني أن أتحدث معك غداً أيضاً ؟!.
رأيت ملامح وجهه تشتد و شفتيه تحمران , آوه سوف يرفض , لكنه أشاح بنظره فجأة و نظر إلي أنا ..
رد عليها وهو يحدق بي : أجل .
ثم اصطحبهم إلى الباب ... وتأخر بالعودة ربما ذهب للمطبخ , أو ليطمئن على جيني .. قضمت من الكعك
و تناولت الشاي الساخن و عيناي على النافذ المسدلة الستائر لا استطيع الرؤية لكن صوت المطر بدا واضحا أكثر ..
يجب أن اهنئ أبي على قوة تمالكه اليوم , لقد ارهق كثيراً ولم ينفجر غاضباً .. أو ربما غضب وانتهى >>؟!
_ صنعت هذه الشطائر ...
التفت اليه وهو يضع طبق ملئي بالشطائر الساخنة أمامي , و أكمل بسرعة : سأرى جيني...! .
ثم اختفى سريعاً من الباب , تأوهت , أنه لا يزال غاضب...!
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Paranormalتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela