(( جزء من عالم الظلمة ! ))
ركب والدي السيارة و قاطع صوته جمودي
: اربطي حزامك حبيبتي .. هل تشعرين بألم ؟!.
أخذت أحاول ربط الحزام بأيدي مرتجفة و لم أقدر .. ساعدني أبي وهو يهمس بحنان : اهدئي فقط كلآري...
وانطلقنا للمنزل .. بينما عيناي ثابتتان على الطريق , كنت أفكر , مالذي يجب علي فعله ؟!. وكيف ستمر هذه الليلة , يجب أن أحمي والدي و جيني بأي ثمن... يجب أن أخبرهما بذلك الشيء...
ساعدني أبي للوصول لغرفتي , ثم قال بأنه سيأخذ جيني كي تنام في الأعلى ...
ما أن أغلق الباب حتى التفت حولي , في غرفتي المعتمة لم أجد شيئا .. همست بتردد : ليونـ.. ليونارد ؟!.
_ هي !, أنا هنا .
التفت الى طرف السرير كان يجلس عليه و ينظر إلي بهدوء , ابتلعت لعابي بينما هو يقول : مالذي رأيتيه ؟!.
_ ذلك الشيء عاد مجدداً... أنه لن يتركنا و شأننا .. أنا أرى هذا بعينيه !. عينيه الحمراوين ...
_ تماسكِ , نعرف بأنه سيعود .. نحن مستعدين له.. دانييل يراقب والدك و اختك بدقة شديدة .. بينما أنا معك هنا , لا داعي للخوف ..
تنفست بشكل مرتجف عميق , ثم قلت بتردد : لقد .. ذكرت لي مرة بأنه.. ماكر , ربما قد يفعل آي شيء.
_ لكننا اذكى منه , كما أنك أنتِ يا كلآرا يمكنك اخافته أو قتله ..
نظرت إليه : عفواً , لكنه هو المرعب هنا..
سألني فجأة : هل رن الجرس ؟!.
فكرت قليلا ثم قلت بتردد : آه , في الواقع لا .. لم اسمعه هذه المرة ...
ضاق جبينه و قال : هذا غريب , أأنت واثقة ؟!, اخرجيه دعيني أرى ...
اومأت ثم فتشت بجيبي عنه , ضاق جبيني , اين وضعته ؟!.. بحثت حولي جيداً... ثم بجيوب سترتي التي وضعتها جانبا...
_ ماذا ؟!. ألم تجديه ؟!.
قلت بقلق : آووه , لا أدري .. لكني واثقة بأنه كان في جيبي ..آه أين يمكن أن يكون ..!
همس ليونارد : هذا ليس جيدا .. ابحثي عنه غدا والدك قادم الان...
و نهض ليونارد ليختفي من النافذة المفتوحة , بينما طرق باب غرفتي و أطل أبي وهو يقول :
_ هل أنت مستعدة للنوم عزيزتي , جلبت لك دواءا مسكناً...
قلت _ أني بخير أبي , شكرا لك..
قبلني على رأسي و غادر , ليونارد لم يعد .. وضعت رأسي على الوسادة و عندما اغمضت عيني سمعت تكة خفيفة خلفي , هذا ليون مؤكد .. فقلت بهدوء دون أن افتح عيني :
_ سأنام الان ...!
_ وهل سألتك شيئا ؟!.
هذا الصوت البارد ال.....
فتحت عيني بسرعة و نهضت جالسة لأجده يتمشى ببطء شديد حوله بغرفتي متفحصاً كل زاوية ..
شعرت بتدفق الكراهية بعروقي , هذا الولد الغير مهذب اطلاقاً....!!قلت بتماسك وهدوء : مالذي تفعله ؟!.
_ لا شأن لك . عودي للنوم...
زممت شفتي , و يملك الكثير من الأجوبة البغيضة الجارحة .. آه ألا يلاحظ نفسه كم هو عديم الاحساس !
توقف بعيدا , ورفعت بصري لأنظر إلى عينيه , كان يحدق بي أيضاً.. بعيون غريبة ذهبية لكن منطفئة و هادئة ... يبدو مزاجه غريباً... ب
ارداً كالعادة المملة لكن بشيء آخر أيضاً.. يبدو واثقاً هادئاً...
ادرك بأنه يلاحظ نظرتي , وأنا لن اشيح بها كطفلة خجلة , بل أعطيته نظرة أشد برودا منه , استعرتها من جليد القطب الجنوبي !.
رفعت حاجبي ببرود ثم اعطيته ظهري و تغطيت جيداً لأنام متجاهلة هذا المخلوق الغريب في غرفتي...
ألا يفترض به أن يراقب والدي و جيني ... ربما ليونارد أسرع باخباره عن الجرس المفقود فأتى ينظر حوله .. لا يهمني الان أي شيء... غدا سأفكر بالأمر...
_ كلآرا .. كلآرا افيقي سنتأخر عن المدرسة ! , آوه هيا حبيبتي !.
فتحت عيني بصعوبة , أشعر بأن جسدي كله يرتجف .. قلت بتعب : لكن... أريد أن أنام قليلاً...
_ ما بك ؟!. آه..
و شعرت بيد أبي بارد كالجليد على جبيني الساخن ..
تأوه والدي : يا ألهي كلارا .. أنتِ محمومة !.
فتحت عيني بقوة , ماذا ؟!.. حمى !... لا لا يمكن أن أمرض الان...
قلت وأنا أشعر بالدوار : أبي مهلا .. اعطني بعض الوقت لاستعد...
_ كلا , ابقي بفراشك...
قلت بإصرار : أبي سأتناول بعض الادوية و سأكون بخير.
وفي النهاية انتصرت انا بالنقاش و بعد دقائق كنت بالمدرسة أقف على عكازيّ , بعدما ذهب والدي بثانية شاهدت الفتاتين سيلا و لونا يلوحان لي .. و لكن فجأة تجمدتا و حدقتا بشي ما خلفي...
طرفت بعيني و التفت أنظر إلى ليونارد الواقف بلا أي صوت خلفي .. قال بهمس وهو ينظر بعيدا و كأنه لا يكلمني :
_ هل شعرت بشيء هذه الليلة ؟.
_ لا.
_ أتحتاجين لمساعدة ؟!.
_ أني بخير.
_ جيد سأراقبك من هناك.
و التفت ثم غادر بخطوات خافتة , مشيت خطوتين بحذر , ثم جاءت لونا و سيلا ترافقانني و عبرن عن سعادتهن لأني أصبحت استخدم العكاز بدل الكرسيي ..
همست لونا بسعادة : أنتِ تتحسنين كلارا بشكل جيد ..
وقالت سيلا بتفاؤل : لن يمر وقت طويل حتى تسيرين مجددا برشاقة , أنا واثقة !.
ابتسمت بشحوب ولم أقل شيئا , بأن تخيلات الفتيات هذه لن تحدث ..شعرت بالغصة لكني تماسكت وهدئت ..
دخلنا الصف بهدوء و جلست بكرسيي المنفرد و أمامي لونا و سيلا ملتفتتان نحوي يتلكمان عن المادة التي سنأخذها الان , مادة العلوم الكيميائية ..
دخل أحدهم بهدوء لكن الصف هدئ قليلا ليحدقون بـ ليونارد المرتدي الاسود وكأنه قائد دراجة نارية .. جلس خلفي مباشرة بحركة رشيقة ..
وبقي كل شيء هادئا صامتا طوال اليوم .. ليونارد مؤدب و بارد بنفس الوقت , و هذا يعجبني أنه لا يحاول الاختلاف معي.
شعرت الفتيات بالاحباط لقلة معلوماتي عنه .. لكن لم يلححن كثيراً , بل علقن على مظهره الخارجي الرائع , ولم أقل أنا لهن بأنه يمتلك صديقه .. فهذا سيجلب المزيد من الاحباط لهن و الاسئلة المزعجة ~~".
مر يومان بشكل طبيعي وهادئ , لم أرى المدعو دانييل قط , لكن كما ذكر ليونارد هو موجود .. كما أن والدي لم يذكره .. و جيني تبدو مرحة و مشعة كالعادة ..
لكن قلبي يخفق بدم مليء بالقلق , و اشعر بالخوف كلما غربت الشمس .. الخوف والترقب يمتصان شجاعتي ببطء و استمرار ...
آوووه ماذا أفعل ؟!. مالذي يجب أن أفعله أن حدث أمر ما مريع ؟!.
_ لماذا تزفرين بهذا الشكل ؟!.
طرفت بعيوني وحدقت بعيون أبي الزرقاء . قلت بسرعة : آآه لا شيء . فقط أفكر بالدراسة..!
وليتني لم أذكر الدروس , فقد شحب والدي و توتر , قال بهدوء : حسنا .. كلي طعامك الان كي نخلد للنوم.
عدت لغرفتي بعكازيّ بحركات رشيقة قدر استطاعتي , اغلقت الباب خلفي بهدوء , مع أنني بحثت عن الجرس كثيرا لكني لم اجده آووه أين يمكن أن يكون هذا أيضا ؟!.
اشعر بالتوتر كثيرا بدونه الان .. وكأنني مجردة من سلاحي...!
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Paranormalتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela