المسيرة

46 2 1
                                    

كنت أنا و علي ومحمد من أفضل اﻷصدقاء منذ الصغر وفي يوم قررنا الخروج في رحلة إلى البحر في مدينة تجاورنا خرجنا معا واتجهنا إلى خارج المدينة قبيل الظهيرة بعد عشرة كيلو مترات تقريبا تعطلت السيارة إثر حفرة مررنا من فوقها كانت هناك مسافة قصيرة بيننا و بين قرية نزلنا و دفعنا السيارة إلى داخل القرية و تركناها هناك ذهبنا لنبحث عن مساعدة مشينا بهدوء و لم يكن أحد في الخارج كان الهدوء طاغيا على كل شيء لدرجة مخيفة بحثنا و لم نجد شيئا يمكنه مساعدتنا و بعد أن بدأت الشمس بالمغيب اتفقنا أن ندخل في أي منزل قال علي : لا.. ومايدرينا لما هي خاوية؟! فالنذهب علنا نجد نزلا.
فأصبناه القول وسرنا حتى بلغنا النزل كان هناك شخص يرتدي ثوبا أبيض يخفض رأسه ناديناه ولم يجب انحنيت لاطمئن عليه نظرت إلى وجهه كان شبه مشوه!! في البداية صدمت و تراجعت وأكملنا لنمشي إلى الداخل ولاتزال الفزعة تملؤني كانت هناك صورة كبيرة في الواجهة عليها حداد كانت لصاحب النزل ركزت في الصورة...إنه نفس الرجل الذي بالخارج !! قلتها بصوت عال قال محمد : لقد قلت بأن وجهه مشوه.
ارتعب علي بدوره فقال : لا.. أنا لن أنام هنا فالنعد إلى المنازل لننام في أحدها أهون علي.
خرجنا و وجدنا منزلا مفتوحا دخلنا و أغلقنا الباب ، لم يكن في المنزل ضوء و لكن يوجد أدوات كهربائية قلت لابد أنه يوجد مولد للكهرباء ، ذهبنا إلى المخزن و فعلا وجدناه و أوصلناه بالغرفة التي كنا فيها لم يكن هنالك شبكة إنترنت ولا شبكة للهاتف. محمد كان قد نام أما علي يبحث في الخريطة على هاتفه التي تفقدها ونحن في الطريق نظر إليها ولم تكن القرية ضمن الخريطة ربما القرية لم تحمَّل... لا نعلم
لم نستطع النوم أنا وعلي أما أنا فكنت أحدّق في شاشة هاتفي وأنا أسمع صوت الريح كان الهدوء سائدا مع مرور الوقت في بيت لا أعلم لمن كان غلبني النعاس ولكنني كنت أقاوم إما خوفا أو تمسكا...
اصبحت في حالة صراع بين النعاس واليقظة حتى تخللت اشعة الشمس شقوق الغرفة التي كنا بها. أيقظت محمد فعلي بعد أن جلسنا أخبرتهم أن علينا العودة إلى النزل فإن الإجابة التي نريدها ستكون هناك.
بعد شد وجذب في الحديث اقتنعا واتجهنا إلى النزل عند دخولنا ذهبت أنا وعلي وكان محمد وحده فهو الشخص المغامر من بيننا. رُحت أنا وعلي نبحث عن مكتب المدير في حين أن محمد قد وجده من قبلنا دخل محمد المكتب كانت قطع من الشمع المستعمل على الأرض وقد شعر برعشة فور دخوله. ومن بين الأوراق المتناثرة على المكتب كانت ثلاث ورقات مطوية تناولها بيده إحداهن كانت باللغة العربية وكانت كل كلمة لا صلة لها بالكلمة التي تليها. قرأ محمد السطر الأول من الورقة وسمع صوت شي سقط بقوة في الخارج كاد أن يخر صعقا لولا نداءنا له.. وضع الأوراق في جيبه عدى تلك التي كان يقرأها فقد سقطت منه عندما فزع
خرج إلينا وعند باب النزل سألته
_ماذا وجدت؟
_ فقط هذه الأوراق ولكني لم أفهم منها شيئا!
بينما كنا ننظر إلى الأوراق توقف محمد لوهلة وقال:
_هناك ورقة ثالثة علي إيجادها . لابد من أنها سقطت مني.
رجع محمد إلى الداخل وعندما دخل المكتب بدأ البحث عنها على الأرض وعندما انحنى وجد أن الشموع قد أوقدت !!
أسرع إلى الباب ولكنه أغلق عليه. اشتد اشتعال الشموع حتى احرقت ما حولها كان محمد يصرخ ويستنجد حاولنا فتح الباب ولكنه كان شديد الإيصاد حاولنا كسره معا ومع تزايد صوت محمد في الصراخ شددت علي وأخذنا قطعة من المعدن وضربنا بها حتى شوهنا القفل فتح الباب .. كان محمد جثة مشوهة مرمية على الأرض بدأت النار تنطفئ تدريجيا وسكن الوضع سحبناه إلى خارج الغرفة وتركناه خرجنا متجهين نحو الطريق التي قدمنا منها منتظرين أحدا يمر لمساعدتنا انتظرنا لربع ساعة أتت سيارة من بعيد أشرنا لها ولكنها لم تتوقف قال علي: ومن سيقف لشخصين في مكان مهجور إلا أن يفكر أننا قطاع طرق.
في طريق العودة إلى القرية كنت افكر بأن علينا العودة إلى ذلك النزل وإيجاد الورقة الثالثة بأي وسيلة لكنني خفت من ردة فعل علي فقد كنت متأكدا بأنه لن يوافقني الرأي .. تابعنا السير حتى مررنا بالنزل أبطأت الخطى فتوقف علي ونظر إلى ثم قال: حسنا.. ليس لدينا خيار فالننهي هذا.
دخلنا وركبنا السلالم متجهين إلى مكتب المدير لم يكن هنالك غرف في الطابق الثاني غير الخزينة والمكتب وغرفة مقفلة.
مررنا بجثة محمد فدمعت عيني وأصيب علي برعشة. تماسكنا ودخلنا .. سمعنا صوت أرجل تمشي ببطئ همس علي "علينا الخروج". لم أرد أن يتكرر ما حدث لمحمد فأمسك علي بالورقة من الأرض وخبأها في جيبه وتراجعنا في هدوء ثم اسرعنا الخطى وقبل أن نصل إلى نهاية الممر إلتفتنا كان الرجل صاحب الرداء الأبيض يقف في بدايته. لم أرى ملامحه حتى لذت بنفسي وقطعت نصف الطريق على السلالم ولكن علي كان جامدا بمكانه صرخت بأعلى صوتي أنادي "علي!" ولم يحرك ساكنا حتى وقف ذلك الشيء أمامه لم يكن بينهما مسافة كبيرة سوى بضع إنشات .. كانت يده حادة بلى أصابع لم تكن يد بشرية. ضرب بها على عنق علي وبينما كنت أنادي علي كانت رأسه تتدحرج على السلالم وتسكن أمام رجلي استقرت الصرخة في حلقي ولم تكد تخرج شعرت بثقل في رجلي واشتممت رائحة غاز في ارجاء المكان فعرفت أنه دوري..
رجع إلي شعوري يقدمي وركضت نحو الباب وأشتعلت النيران وانفجر المكان وانا على مقروبة من الباب فرمى بي الضغط بعيدا . اصبت بفقد للوعي ورأيت أنوارا كثيرة تأتي من بعيد وسمعت صوتا يقول "اتصلوا بالمطافئ".

_لاحقاً

أنا جالس في المشفى قد أصبت بتمزق في ذراعي وارتجاج بالمخ وبعض الحروق في وجهي والآن أخضع لجلسات علاج نفسي. أما الشرطة التي أتت كان قد أبلغهم صاحب السيارة الذي لم يتوقف لنا. وقد تبين أن الرجل صاحب النزل أسمه -حسن صادق- طرد من مدينته المنشأة لتعامله بالسحر وانتقل إلى تلك القرية وبنى بها النزل وكان محبا للمال فأبرم عهدا مع الشيطان بأن يقدم له في كل فترة قربانا دم إنسان مقابل المال فإن لم يفعل فروحه و ارواح من بالقرية ولم يفعل وحصل ما حصل ولم يكن النزل شيئا إلا مكانا للقرابين وأما مكتبه فكان المكان الاستحضار وأما الأوراق الثلاثة فهي طلاسم الاستحضار وعندما قرأ محمد الورقة عادت اللعنة لتبدأ من جديد .. إنتهت قصتنا والأوراق لاتزال في النزل.

🎉 لقد انتهيت من قراءة منازل الشياطين والرحلة الأخيرة 🎉
منازل الشياطين والرحلة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن