"كانت عارية، تسترُها الورود على أنحاء جسدها اليقق المُتفتح و بين خُصلات شعرها، البتلات تستلقي.تميلُ برأسها على كتفِ افروديت و بيدها سهم كيوبد، اختلط سيماءها المتناقض ما بين البهجة و اليأس.
و ما تبين من جسدُها، كانت الورود تقع، تحلُّ مكانها ندوبًا، وجروحًا.
ينزف أيسر صدرها، وتناجي بصيحات داخلية، مع طلائع خائفة، هالعة، من بعد الهدوء الذي كان يستوطنها.و الاوراقُ البيضاء التي كانت تحوي على رسماتٍ بخطٍ محترف، ترسمُ ظهرها عاريًا على يد رسام، أنامله تخطُ نعيمًا، لا خطوط.
إنّها تحترق على الأرجوحة التي إعتاد على يجلس عليها الشابُ الوسيم،
و على حينِ غرّةٍ، ظهر هو فجأةً!
شاهدتهُ... يمدُ يده في نهاية السبيلِ و ظهره فيه أجنحته تكاد تنكسر، إنّها تريد ولا تريد.تعلمُ أنّه محرّم، و يعلم أنّها تعلم سوفَ تهشم.
"أحييني، وشابكي أيديكِ معي، لا أريد السقوط وأن تتأذي وتؤذينني."
تتحدث أعينه، بيقينٍ تام من نفسه، وثقة. فما من حبٍ اضحى أقوى، ومتشابكًا أكثر، الّا من صفعاتٍ كسرته امرارًا تُصدع.
هي تبكي، هو يكاد يبكي، دموعهما تتحولُ الى بحيرة من الالماس تحت أقدامهما.
و في نهاية المطاف، على تسارع نبضات قلبها و التي كادت ان تُهشم جدار صدرها، كلُّ ما فيها أضحى ثقيلاً للغاية! بالكاد اطراف أصابع اقدامها تتحملُ حملها.
كانت خائفة و هو؟
واثقٌ متمسك بطرفِ خيطٍ من النور، ولع روحه ملأه، فتناجي أنامله في إحتياجٍ كي يتحسسها، و يتوقُ صدره على مقربةٍ منها، شفاهٌ تنزف سكرًا و أعين ملأتها السَدم.
امالت برأسها على جهةِ ايسر صدرها، قلبها،
بدون النظر اليه و لا حتى لمحه هي قد رفعت يدها بترددٍ كبير، كان كلُّ شيءٍ في تلك اللحظة مدعيًا للاحتفال بالنسبة له.الانامل تكادُ ان تتشابك، الزهور التي ذبلت و سقطت من على جسدها تكادُ تعود! و اجنحتهُ تلتئِم، الرسماتُ على الارجوحة نصفُها عادت طبيعية بدون النار المقيتة...
لكن الامر توقف... و يكاد أن يحدُث."
خُطت قصة حبٍ مجهولة على يدِ كاتبٍ مجهول، و تُركت... أضحت منسية
الا لها، فهي تتذكر، وتعرف.لكنها توقفت عن الاستمرار، لأنّها تعلم أن لا مستقبل مفتوح، ولا حلمٍ قد يتحقق.
و قد رُسمت بأناملٍ ثلاثية لوحةٍ تكريمٌ لهذه الرواية،
فأُسميت:
"نعيمٌ ساقط".
