الفصل الرابع

5.1K 168 14
                                    


غرفه رشا .. 

مرت الأيام ببطئ قاتل لها حتى جاء اليوم الموعود ..يوم تقدم أيمن لها وهاهي تجلس بغرفتها منذ ساعه تنتظر النتيجه .. 
أشعر أني بين نارين حسام ونظراته التي تحمل تهديد يتوعدني به وكأنه يعلم شئ وأيمن الذي لم يتفهم ظروفي وأنا أخبره عن عجزي للقائه .. أشعر أن حسام يراقبني هذه الأيام ولا أستطيع المجازفه ورغم هذا لقد جاء البارحه لجامعتي وفرض علي الذهاب معه للسوق .. 
أبتسمت وهي تذكر أنه سحبها أمام صديقاتها بدون أن يهتم باأحد ليشتري لها خاتم .. المجنون اشترى الخاتم قبل أن يرتبط بها ..لقد أخفته بين أغراضها حتى لايجده أحد ..ضحكه خرجت منها وسط توترها .. رغم كل شئ هو مختلف يجعلها تشعر أنها البنت الوحيده بعينيه... كل ليله يتكلم معها على الهاتف لساعات حتى أدمنت كلمات عشقه وتغزله بها ... بدأت تتخيل كيف حياتها معه لتعيش احلاماً ورديه وما أسرع ان تستيقط منها ..

في غرفه الجد :
يجلس الجد على سريره بينما حسام امامه على أحدى الكراسي الأثريه التي يعتز بها الجد.. بعد أن رحل أيمن طلب منه ان يلحق به وحده أمام أنظار صلاح الذي زاد غضبه وهم يتجاهلونه وكأنه لاشئ ليخرج من البيت منطلقاً الى أحدى النوادي ليلتقي أصدقائه ليخفف من غضبه من كل شئ ..... أحتفظت أمهم بهدوئها المعتاد فهي تعلم أن الجد لا يسمح لغير حسام بالتدخل بهذه المواضيع .. 
نظر الجد لحسام بتمعن قبل أن يسأله بصوته الوقور 
( مارأيك أنت ) .. هل يقول له ما أكتشفه عنه ... ماضيه غامض وكأن هناك من حاول أخفاءه .. ولكن احساسه يقول بأن هناك شئ خاطئ ..
( الرأي رأيك ... ولكن لم يعجبني أن يأتي لخطبتها وحده .. صحيح أن أباه متوفي ولكن ماذا عن عمه لماذا لم يأتي ) .. أبتسم جده وهو يدرك رأي حسام منذ بدايه اللقاء كما أنه محق فذلك الرجل لم يرق له ..
( أنت أخوها الكبير وأنت صاحب الشأن لهذا قرر وأنا أثق بك ) أقترب حسام من جده ليقبل رأسه وهو يشعر بالفخر لثقه جده به .. لقد قرر رفض أيمن منذ أن قرأ الملف الخاص به ولكن أنتظر حتى يراه لعل هناك شئ سوف يغير قراره ...توجه الى غرفه رشا ليرى رده فعلها ... فهو يكاد يجزم أنها على علاقه بأيمن رغم نكرانها ..
دخل غرفتها بعد أن طرق الباب بدون رد منها ليراها تجلس كما تفعل دائما على الكرسي وهي رافعه ركبتيها الى صدرها وعيونها سارحه بعالم أخر ...
( ما مدى علاقتك به ) رغم هدوءه المصطنع ولكن كل حرف يحمل لها تهديد .. فزعت وهي تراه أمامها وبدون أن تتظاهر بجهلها عن مايقصد.. ( لقد أخبرت أمي أنه رأني صدفه و.. ) قطع كلامها المرتبك بوضوح ليقول بحزم ( حسناً ... سوف أصدقك هذه المرة رشا ... ) أبتسم قليلاً بطريقه جعلتها تشك أن يريد أن يوترها فقط .. ( من الجيد أذن أنكِ لاتهتمي بالزواج .. فقد قررنا أنه لايناسبك ) لمح أهتزاز نظراتها قبل أن تداريها بسرعه أمامه ... السخريه كانت تلون كلامه وهو يسألها ( ماذا رشا ألن تقولي شئ ) .. نظرت له بتحدي كاذب فهي تعرف أنها لاتملك الجرأه للوقوف أمامه والرفض ..( لا بالنهايه رأيكم هو المهم ) .. أختفت سخريته ليتقدم ناحيتها بضع خطوات ( أجل رشا رأينا هو المهم ... لأنك لاتعرفين خطوره هذا العالم الذي نعيشه تنقادين حول مشاعرك بدون تفكير ..وواجبي هو حمايتك حتى لو كان من نفسك )..نظرت له بدون تعبير تنتظره أن يخرج .. كم هو ظالم .. لم تعد تطيق هذا البيت وهذه المعامله .. يارب هل مصيري أن تغتال أحلامي قبل أن تولد ..

يامن اسرتي الفؤاد ترفقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن