التاسع عشر
كان بيبرس مستلقي في فراشه عندما رن هاتفه .. اعتدل ليجيب بنعاس " ماذا هناك هاربتي "
كيف علم أنها من تهاتفه . سألت فاطمة بغضب " ما الذي فعلته في منزل مراد أيها الوغد . "
ضحك بيبرس بخفة و سألها بخبث " أعجبته هديتي "
قالت فاطمة بنزق " أيها المختل كدت تصيب شقيقتي بذبحة صدرية "
سألها بمكر " و لكن لا يهمك أن يصاب بها مراد "
ردت غاضبة " بل يهمني أيها الوغد أنه زوج شقيقتي هل جننت لتحول يوم زفافها ليوم رعب من تظن نفسك "
زفر بيبرس بحرارة هل كلما تحدثا سيتشاجران " هاربتي لم لا نتحدث في أمر أفضل من هذا الحديث التافه ككم اشتقت إلي مثلاً . أو كم تريدين رؤيتي أو تسأليني ماذا أفعل فأجيبك أفكر بك و أحلم بيوم زواجنا نحن أيضاً .."
ردت فاطمة بعصبية " لن أتزوجك بيبرس لو كنت الرجل الأخير في الكوكب "
قال بيبرس ببرود " الكوكب المجرة العالم من قال أني أطلبك لترفضي هاربتي أنا فقط أفكر في يوم زفافنا لكن كيف سنتزوج الله أعلم "
ردت فاطمة بحنق " أقول لك . أغلق الهاتف فحديثك يصيبني بالجنون "
قال بيبرس بحزن مصطنع " لم أصيبكِ بالجنون هاربتي . لم لا أصيبكِ بالحب . بالعشق . حتى بالود ربما تحسنت الأمور بيننا .. "
قالت فاطمة بنزق " رغم توترها من حديثه الذي تريد منه المزيد ليثلج صدرها .. " بل سأصيبك بالصاعقة إن شاء الله لا تصبح على خير "
أجابها بصدق " تصبحين على قلب رجل واحد هاربتي يحبك و يحتويكِ كما تريدين "
لم تستطع أن تغلق دون أن تسأله بمرارة " و لكن ليس أنت "
رد بيبرس بهدوء " إذا أردتِ و لكنك لا تريدين .. اعتذري لدهب نيابة عني كونها تأذت فقط أردت تأديب ثقيل الظل حتى لا يستخف بي "
أغلق الهاتف دون أن يعطيها فرصة للحديث فتمتمت بغضب مغتاظة " بيبرس تاج الدين أيوب أتمنى أن تتعذب في الجحيم عقاباً لما تفعله بحياتي "
***************
لقطات من وقت فات
سمعت صوت النافذة يفتح و أحدهم يقفز بهدوء و لم تكد تغفو . اعتدلت فخرية في الفراش و هى تضيء المصباح الكهربائي الصغير بجانبها . وجدته يقف متكتفا و يتطلع عليها بضيق . رفعت حاجبها باستنكار قائلة " هل جننت "
قال يجيبها بضيق "أجل "
قالت فخرية بنزق " تأتي من النافذة كاللصوص "
أجابها بسخرية " لا أتي من الباب و أخبرهم أني صديق الجدة و أود الحديث معها عن حفيدتها لتخبرني عن أخبارها"
شدت الشرشف عليها بعيداً عن السرير لتفسح له مكان و هى تربت على الفراش قائلة " أجلس يا مجنون "
جلس بيبرس بعصبية و سألها " ماذا كان يفعل هنا هل حقاً وافقت و قرأتم الفاتحة "
ردت فخرية بلامبالاة " أجل . و لم لا توافق إذا كان مناسب و لكنها لم تقرأها لا تخف "
قال بيبرس بعناد "هى لن تتزوج غيري "
ابتسمت فخرية بخبث و أجابت بلامبالاة مصطنعة " لقد وافقت على مراد بمليء إرادتها هذه المرة لا شيء لتفعله لتثنيها عن ذلك و إن كانت غير موافقة داخلها و لكنها لن تعترف بهذا "
قال بيبرس بغضب مكتوم " جدتي ماذا تقولين هل تريدين أن تخرجيني عن شعوري "
قالت فخرية بحنق " أخفض صوتك يا أحمق ألا يكفي نتقابل كاللصوص تريد أن يراك أحد هنا معي و يظننا عاشقين نتقابل سرا "
رد بيبرس بنزق " جدتي هذا ليس وقت مزاحك "
زفرت فخرية بحنق قائلة " حسنا أتركنا من هذا ماذا ستفعل"
قال بيبرس بهدوء " لقد طلبتها و رفضت "
قالت فخرية بلامبالاة " لم تخبرني بشيء من ذلك و لكنها كل ما تخبرني به هو اللعنات التي تصبها على رأسك كلما أتت سيرتك لقد حولت حياة حفيدتي لبائسة أيها الأحمق"
زفر بيبرس بحرارة " حسنا أخبريني ماذا أفعل معها "
ردت بهدوء " أطلبها الثانية و الثالثة و العاشرة "
ضرب قبضته براحته غاضبا " لا لن أعطيها المزيد من الفرص للسخرية مني "
ردت فخرية بلامبالاة" على راحتك ..هيا أذهب أريد النوم فأنا امرأة عجوز و لست شابة مثلكم "
نهض بيبرس و قال بتحذير " أخبريها أنتِ لتتركه و سأتي لطلبها من السيد قطب و حذار أن أراه يمسك بيدها كما رأيتها اليوم و هى تسير معه "
قالت فخرية بمكر " أنا من أخبرتها لتتقرب منه إذا كانت ستتزوجه يجب أن يتعرفان على بعضهما بشكل أفضل"
" تريدين إثارة غضبي جدتي " قالها بيبرس بحنق
عادت فخرية لتنفض الشرشف و هى تقول بحدة " هيا أذهب يا ولد أريد النوم "
قال بيبرس ببرود محذراً " لو رأيته يلمسها سأكسر له يده و أنتم أحرار لتتحملوا ذنبه أنتِ و حفيدتك الهاربة "
قالت فخرية بحنق " تعلم لها حق حفيدتي أن لا تطيقك هيا أغرب عن وجهي و حاول أن تقنعها لا أن تأتي لتتنمر علي و تهددني بأذية الرجل المسكين "
" تقول مسكين .. هل تريدين أن تثيري جنوني " قالها غاضباً .. ردت فخرية بحنق " أخفض صوتك يا مجنون و هيا أغرب عن وجهي الأن أريد النوم و إياك و المجيء لهنا ثانياً سأبلغ عنك الشرطة و أقول لص "
توجه بيبرس للنافذة قائلاً بلامبالاة " لا يهمني .. كل ما يهمني أن حفيدتك الهاربة ستكون زوجتي في النهاية "
ردت فخرية بسخرية " اقنعها هى لا أنا أيها الغبي هيا أذهب و أغلق النافذة خلفك ليصيب عظامي الواهنة البرد فلا تجد من يساعدك بموتي "
قال بيبرس بصدق " أطال الله عمرك جدتي إن شاء الله لن تذهبي لمكان إلى أن تحملي أحفادك مني و فاطمة "
ضحكت فخرية بمرح " حسنا يا أحمق إن شاء الله ذلك تصبح على خير الأن "
قفز خارج النافذة و قائلاً " و أنتِ بخير "
ذهب بيبرس و فخرية تتمتم بسخرية " مجنون حقاً .. مجنون فاطمة "
****************★
عودة للوقت الحاضر
كانت جالسة تشاهد التلفاز عندما جاء مراد ليجلس بجانبها قائلاً برفق " حبيبتي ما رأيك نذهب لتناول العشاء في الخارج اليوم "
التفتت إليه دهب قائلة ببرود رغم توترها من بادرته في التقرب منها فمنذ زفافها من أسبوع مضى و هى لم تسمح له بالاقتراب منها بعد رؤيتها لذلك التمثال الدامي الذي أرسله له بيبرس بعد تجاوز صدمتها دفعته عنها قائلة بغضب محذرة أن لا يقترب منها مجدداً و ها هى و بعد أسبوع تراقبه كالصقر مستعدة للدفاع عن نفسها إذا لمسها تبا له لولا طلبه الحديث مع فاطمة قبل أن يتزوجها لربما وافقت على تقرباته و ربما وافقت على الزواج به و لكن و هى تستمع إليه يطلب من والدها وجود فاطمة شرط لزواجهم و هى لم تعد تطيقه . " لا أريد الذهاب لمكان إذا أردت أنت فلتذهب "
اقترب مراد على الأريكة بجانبها و لمس وجهها برقة و هو يقول برجاء " عزيزتي لقد مللت من الجلوس في المنزل ربما تشعرين بالتحسن عند عودتنا "
سألته ببرود و هى تنحى وجهها بعيداً عن راحته " و من أخبرك أني لست بخير أنا لست متضايقة من مكوثي هنا و أنت يمكنك الذهاب للعمل لترفه عن نفسك لحين تجد عروس و نتطلق "
شعر مراد بالضيق لا يعرف ما الذي بدل حالها هكذا بعد أن شعر بقبولها يوم هروب فاطمة ليجد نفورها و رفضها للزواج به بعد ذلك . ماذا فعل لا يعرف . حسنا هو لا يفكر في البحث عن عروس ثانية فقد كان يستميلها لتوافق . عليه الآن أن يجعلها تتقبل زواجهم فقط هل تظن أنه سيطلقها حقاً قال يجيبها ببرود " أنا لن أطلقك ذهبيتي لحين أجد عروس أخرى "
ردت دهب بضيق " هل طلبت منك لتفعل غير ذلك عندما تجدها فقط أبلغني و سنفترق بهدوء "
قال بسخرية يستفزها " لم لا تساعديني لأجد عروس إذن "
ردت بهدوء مصطنع " حسنا إذا صادفت واحدة سأبلغك "
قال مراد بخبث رغم شعوره بالضيق من لامبالاتها به و عدم غيرتها التي تدل على عدم تقبلها له كزوج بالفعل " حسنا إليك مواصفاتها كما أريدها أنا .."
رمقته دهب بجمود ليعود هو يضيف بخفوت نظرا إليها بشغف " أن يكون شعرها بني طويل عندما تسدله و تسير بجانبي على الشاطئ يتطاير ليضرب وجهي بنعومة و أنا الف ذراعي حول خصرها و أنا أدعي التذمر من لمسه لوجهي .. "
ابتلعت دهب غصة و عيناها محملقة في وجهه و هو يكمل بهمس .. " أريد عيونها بلون العسل عندما أنظر إليهم أجد صورتي مطبوعة داخلهم كأنها داخل برواز و عينيها تحتوي صورتي كمن تحتويني بين ذراعيها.. شفاهها وردية بلون التوت البري أريد قطف قبلات و قبلات منها حتى تشبع شهيتي و لكنها لا تفعل بل تزيدني جوعا إليها .."
راحته التي كانت تلمس وجنتها برقة و حسية جعلتها تغلق عيناها بقوة تبعد عنها هذه المشاعر الخائنة التي بدأت تدق باب قلبها الذي يلح عليها لتفتح مرحبة و لكنها تأبى أن تفعل ذلك و قد أشترط للزواج بها بما لم يطلبه زوجي شقيقتيها . ما أن لمست شفتيه شفتيها برقة مقبلا حتى فتحت عيناها غاضبة مانعة إياه من تعميق قبلته و هى تنحي هذه المشاعر جانباً و هى تقول غاضبة
" إياك أن تفعل ذلك مرة أخرى مراد و إلا سأرحل منذ الآن نحن لسنا زوجين مفهوم "
قال مراد بضيق و هو يتنفس بصعوبة "بلى نحن كذلك و لم لا أفعل أنتِ زوجتي دهب هذا أبسط حقوقي "
ردت دهب باكية و غاضبة " لا لست . أنت تزوجتني لحين تجد عروس أخرى . أنت لا تحبني كما لم تحب فاطمة أنت لا تحب أحد "
قال مراد بحدة " و هل أعطيتني فرصة لأفعل و أحبك أنتِ بدلاً من أخرى "
قالت دهب غاضبة " تقصد أن أتركك تشبع رغباتك لحين تجد من تحبها .. لا أنسى ذلك أنا لست حقل تجارب دكتور مراد لتجرب بي ما ستكون عليه حياتك مع أخرى "
أمسك بذراعيها بقوة " من طلب منك أن تكوني هكذا أنا أخبرك أن تعطينا فرصة و تعطي زواجنا فرصة "
قالت دهب ببرود " حسنا لك هذه الفرصة و لكن دون علاقة أنا لن أجازف معك و أكون الخاسرة الوحيدة إذا لم تنجح علاقتنا . إذا كنت تريد أن يستمر زواجنا أثبت لي أنك تريد بالفعل إنجاحه "
سألها بحنق " كيف ذلك و أنتِ لا تسمحين لي حتى بتقبيلك كيف سأظهر لك حبي "
توجهت لغرفتها التي تحتلها منذ قدومها قائلة ببرود " لا أعرف كيف تصرف هذا الزواج أنت من يريده أن يستمر لا أنا "
عاد مراد للجلوس غاضباً و هو يتمتم بحنق " تبا ذهبيتي يبدوا أن الحياة معك لن تكون سهلة كما كنت أظن "
سمع صوت صفق الباب بحدة ليعلم أنها سمعت حديثه .
*****************★
جالسة خلف مكتبها تعمل بشرود و لا تعرف حقاً ماذا تفعل و هل هى أفسدت عمل الرجل أم تسير بشكل صحيح . كانت و من بعد زفاف دهب و مراد و ما حدث بعدها عندما هاتفتها شقيقتها لتخبرها بما فعل و كأنها من حقها أن تعلم عن فعلته الشنعاء تلك هاتفته على الفور و قد وجدتها حجة لتسمع صوته البغيض . هل اصيبت بالفصام الأن تريد أن تسمعه و تراه و لا تطيق تصرفاته . ها أنتِ قد قلتها فاطمة لا تطيقين تصرفاته و ليس هو . تنظر للباب شاردة كأنها تنتظر هجومه المعتاد عليها في محل عملها . زفرت فاطمة بضيق متمتمه بغضب " اللعنة عليك بيبرس تاج الدين أيوب "
فتح الباب فجأة و صوته القوي يجيب بشغب " ناديتني هاربتي"
شهقة خافتة خرجت منها و هى تضع راحتها على قلبها الخافق فرحا لرؤيته و قالت مدعية الغضب " ماذا تفعل هنا يا قاطع الطريق "
دخل بيبرس بهدوء و أغلق الباب خلفه و أستند عليه قائلاً بمكر
" جئت ألبي النداء هاربتي للتو كنت تذكرين اسمي "
كادت تبتسم و لكنها عقدت حاجبيها بحنق قائلة " من يريد رؤيتك ألم ننتهي لن يكون هناك عرس لي بعد الأن فلترح نفسك "
قال بيبرس بثقة و هو يقترب منها " هناك عرس أخير هاربتي "
أجابته بارتباك " لا عرس أخبرتك " هل يقصد عرسهما هل سيطلبها من والدها . قال بيبرس بمكر " أعدك أنه الأخير " تمتم في نفسه قبل زفافنا هاربتي ..
عادت للجلوس و لا تعرف متى نهضت من مكانها و قالت ببرود مدعي " أنا لن أتزوج " .. غيرك
رمقها بيبرس بتفحص قبل أن يقول " ألن تطلبي مني الجلوس . ألم تشتاقي للحديث معي "
لقد اشتقت إليك كلك أيها الوغد .. ردت فاطمة ببرود
" لا . لم اشتاق و لن اشتاق .. إليك بالذات "
وضع راحته في جيب سترته فقالت محذرة بعنف
" إذا أخرجت سيجارا أقسم لك أن أطفئها في جسدك كما كان يفعلون بالأسرى وقت الحروب "
ابتسم بيبرس بشغب و أجاب بشغف " لو كانت راحتك ستلمسني و أنفاسك ستضربني و رائحتك ستغمرني لن أمانع هاربتي أن تطفئيها في قلبي و ليس جسدي "
احتقنت وجنتها بخجل و قلبها يخفق بجنون لتتذكر حديثه السابق الذي ردده مراراً أنه لن يطلبها مجدداً لتجد عيناها تمتلئ بالدموع لتسيل بصمت أمام نظراته المسلطة عليها و التي ما أن رأت دموعها حتى همس بخفوت " فاطمة تريديني أن أرحل حتى لا تشعرين بالضيق بسبب رؤيتي "
ردت غاضبة بنزق " و هل ستفعل . لقد طلبتها منك مراراً أن تختفي من حياتي بيبرس هل فعلت و نفذت طلبي "
أجابها بصدق " لأني لم أستطع فعل ذلك هاربتي . لم أستطع التفكير في عدم رؤيتك مجدداً و خروجك من حياتي "
لم لا تأتي لتتزوجني إذن أيها الوغد . ها أنا أنتظر .. قالت فاطمة بحزن " و ما الفائدة من ذلك "
قال بيبرس برجاء " قوليها فقط فاطمة "
أغمضت عيناها بقوة . ماذا يريد منها أن تقول . أحبك . تزوجني . أطلب يدي . موافقة . ماذا يريد منها بالضبط أن تقول . قالت فاطمة بخفوت " أذهب بيبرس "
قال هادرا بغضب " اللعنة عليكِ فاطمة ليس هذا "
انتفضت برعب من صوته و صرخت به بدورها " هذا ما ستناله مني أخرج من حياتي اللعينة بيبرس "
رد بيبرس بعنف " و حياتك عندي فاطمة لن يكون "
استدار ليذهب و فتح الباب بعنف ليلتفت إليها مجدداً قائلاً بتحذير " إياك أن تفكري في غيري فاطمة أنتِ لا تريدين رؤية وجهي الآخر "
خرج و أغلق الباب خلفه بعنف و تركها ترتجف متسأله لم لا يأتي إليها فقط لمَ ؟؟!
دلفت فخرية لغرفتها لتجدها تبكي كعادتها مؤخراً . شعرت بالغضب من الوغد الذي حول حياة حفيدتها لبائسة و يستمر في زيادة بؤسها . " فاطمة "
رفعت رأسها تنظر لجدتها بحزن و لم تخفي دموعها و هى تقول بصوت مختنق " جدتي "
جلست بجانبها و ربتت على شعرها بحنان قبل أن تشد رأسها لتريحها على صدرها قائلة " ماذا هناك يا حبيبتي "
هزت رأسها بعنف " لا شيء جدتي . أنا فقط أشعر بالقليل من الاكتئاب ربما لعلمي أن دهب ليست سعيدة و هذا بسببي "
تكذب .. تعلم أنها تكذب و هذا ليس السبب . قالت فخرية سأله بحنان " هل رأيتِ الوغد مؤخراً "
و كأن سؤالها مفتاح الشلال الذي أندفع مسيلا من عينيها مغرقا وجهها ببؤس و شهقاتها العنيفة جعلت فخرية تشتعل غضبا من ذلك الأحمق متوعدة إياه " حسنا كفى يا حبيبتي لا شيء يستحق دمعة واحدة من عيناكِ الجميلة هذه .. أخبرني بما يضايقك ربما هونت عليكِ "
قالت فاطمة ببؤس " لا شيء جدتي أنا سأكون بخير فقط أطمئن أن دهب بخير و أنا سأكون بخير "
لا تريد الحديث . حسنا لا داعي للضغط و الإلحاح عليها لتهدئ فقط " حسنا يا حبيبتي ما رأيك أن نذهب إليها غداً معا لنطمئن عليها "
أومأت برأسها موافقة " حسنا هذه فكرة جيدة "
قالت فخرية و قبلت وجنتها و رأسها بحنان " حسنا لتغفي الأن تبدين متعبة من العمل اليوم فلتنامي الأن "
تسطحت فاطمة على الفراش و جدتها تمسح على رأسها بحنان قائلة " تصبحين على خير يا حبيبة جدتك "
تمتمت بخفوت " و أنتِ بخير حبيبتي "
نهضت فخرية لتترك الغرفة بعد أن أغلقت الباب خلفها بهدوء متوجهة لغرفتها . ما أن دلفت إليها حتى أمسكت بهاتفها تطلبه و قالت بحنق " أيها الوغد أنتظرك في غرفتي الأن على الفور "
**★***★***★**★**★**