عن مين سوك
اتذكرها جيدا ... اتذكر كيف كانت تفاصيلها
اتذكر كيف كانت عدستيها البنية ... اتذكر عينيها الضيقة الجميلة .... انفها المستقيم ... كرزتيها الرفيعة .... شعرها القصير .... وقامتها المتوسطة .... اتذكر صوت ضحكاتها كالمعزوفة المتكررة فى آذناى .... وعبوسها اللطيف .... وغضبها الصارم ....اتذكر كيف كانت تعاقبنى بعدم تحدثها معى لنهاية اليوم الذى كان كالجحيم بالنسبة لى .... وعناقها الدافئ بعد عودتى من العمل ..كان النعيم ذاته .... التنزه ممسكا بتلك الناعمة خاصتها .... وركضها خلفى بطريقة مضحكة عند محاولة العبث معها
اتذكر انها كانت تعلم كيفية تهدئتى عندما آتى من العمل غاضبا بعناق خلفى مريح ....
كيف كنت استيقظ واراها تتأملنى أثناء نومى بملامح هائمة ومفاجأتى بتقبيل وجنتى عند استيقاظىاتذكر كيف كانت سهراتنا فى الخارج كيف كانت تتأنق وتكون كحورية من عالم لا اعلم عن وجوده شئ كيف كانت فى اروع صور الجمال لرجُلها الخاص كيف كنا نتحدث ونتبادل المواضيع المختلفة وعند بدئى بالحديث كانت تتأملنى وكأنى لوحة فنية رسمت من العصور الوسطى ولا يوجد منها اى نسخ اخرى
اتذكر عندما اكون حزين كيف كانت تسألنى ان كنت بخير ... كيف كانت تعانقنى بين زراعيها الصغيرين لتزيل حزنى واكتئابى ..... كيف كان تواصل عدستينا .... لم يكن فقط تواصل اعين لكن معها فقط علمت معنى تواصل روحى بروحها ...
اتذكر كيف كان بكائها بالنسبة لى جهنم بلهيبها ... وكيف كانت تغضب منى لحديثى لفتاة اخرى امامها .... وكيف اصالحها بزهرتها الفضلة اللافندر .... وسعادتها عند اعطائها الزهرة وكأنها طفلة وجدت لعبتها المفضلة ...
اتذكر كيف كنت سعيد بوجودها هنا ... عند حزنى اعلم ان بمجرد عودتى سأتلقى العناق الذى يريحنى ، الذى يقتلع كل آلامى ... وجملتها المتكررة بأن كل شئ سيكون على ما يرام. ... وان اثق بها دائما ... كنت واثق ان حوريتى الخاصة ستظل هنا .... ستظل بين زراعاى
لكن .... بدون اى مقدمات .... بدون انذار .... بدون وداع حتى .... اختفت ... ذهبت بدون قول اى شئ .... ذهبت لتكون احدى النجمات لسماء لا نهاية لها .... اشعر وكأنى غارق .... اصبحت كمنزل سطحه محطم .... وجدارانه مليئة بالتشققات .... واثاثه فاسد ومهترئ بالكامل
اشتقت اليك كثيرا .... احتاجك .... ارجوك كونى هنا .... ولو للحظة واحدة .... اشتقت إلى عناقك ... حزنك .... غضبك .... ابتسامتك .... تأملك .... كل شئ بك
اراكى فى احلامى .... لكن فى كل مرة احاول لمسك تختفى كالسراب .... فى كل مرة اتخيلك تذهبى مع الرياح .... فى كل مرة اراكى فى كذبتى الخيالية تتبخرى كالرماد
دموعى .... وصرخاتى الليلية ...
آلامى المستمرة ... روحى التى اصبحت مهشمةكيم ران ... اشتقت اليك ... و ...
................ أحبكِ ..................