.

13 1 0
                                    



تفاجئت كايو بعد سماعها لدقات متتالية وقوية على باب منزلها، فمن قد يأتي إليها في هذا الوقت المتأخر؟ عندما قامت وفتحت الباب رأت أمامها إيفا وهي تلف ذراعها على نفسها بقوة من شدة البرد، فأدخلتها كايو مسرعةً وأعطتها وشاحاً ليدفأها.

كايو: ماذا تفعلين هنا في مثل هذا الوقت؟

أخبرتها إيفا بما حدث في السجن وعند رجوعها للمنزل وأكملت قائلة "كايو إسمعيني أنا متعبة للغاية لا أعلم ماذا أفعل أكثر، أنا يائسة كل شيء يصبح ضدنا. أنا أريده، أريد أرون بجانبي أنا فقط أصبحت أرى كل فعلاً بسلبية. وأُثير غضبي على الكل. لم أعد أستطيع التحكم بنفسي.
كايو: إيفا عزيزتي أنتي تصعبين الأمر على نفسك وهذا سيء. سوف ترهقين نفسك.
إيفا: اذاً أخبريني ماذا أفعل؟ لقد تعبت (تبكي).

حاولت كايو أن تهدأها. هي كذلك لم تكن تعلم الإجابة.  رغم أنها في واقعة في نفس المشكلة مع إيفا إلا أنها في موقفاً أخر وأقل ضرراً. بعد ساعة من هذا كله وتمكن كايو من جعل إيفا تهدأ، أخيراً أستطاعت الفتاتان النوم.

في صباح اليوم التالي وعندما كانتا تتناولان الإفطار معاً قامت كايو بسؤال إيفا إن ما كانت ستذهب للقاء رين بما أنها وعدته للخروج معه.
مازالت إيفا متردده لو أنها تود الذهاب معه حقاً.

كايو: إيفا، إذهبي عليك أن تستمتعي قليلاً أليس كذلك؟
إيفا: اممم...
كايو: توقفي عن هذا ولتخبريه بأنك قادمة بعد أن تنتهي من عمل اليوم.
إيفا: أين تظنين أننا سنذهب؟
كايو: لا أعلم لكنني متأكده لو ذهبتي هذا سيسعدك
إيفا: سأفعل.
كايو: هناك شيء أخر، قبل أن تذهبي عليك الأعتذار لجي
إيفا: حسناً. لا تقلقي.

خرجت إيفا وقبل ذهابها الى العمل أتجهت للمنزل لتطمأن على حال جي ولتعتذر له بعد ما تركته بتلك الحالة المزرية في الأمس، لكن عندما دخلت لم يكن أحد هناك.
كان جي بالفعل قد غادر المنزل قبل وصولها. فقررت أن تتحدث إليه بعد عودتها.

مر اليوم بسرعة وأنتهت إيفا من عملها وغادرت اولاً لتقابل رين. هو أخبرها بأن تلتقي به عند الجسر الصغير الذي يمر من تحته نهر المدينة الطويل. وبعد دقائق من وصولها رأته يركض إليها يحمل شيئاً بكلتا يداه وأعتقدت كم هو لطيف.

رين: هل تأخرت؟
إيفا: لا لقد وصلت قبل قليل، ماذا تحمل؟
رين: طعام، لقد قمت بصنعه لنا.
(ضحكت إيفا).
رين: لماذا تضحكين؟
وهما يجلسان تابعت إيفا كلامها "هذا رائع، أقصد الأختلاف الذي بيننا، رائع وأنا أحبه".
رين: وبماذا برأيك نختلف؟
إيفا: أنت مجتهد حتى في أبسط الأمور. مثل أختيارك لهذا المكان الجميل وصنعك الطعام لنا.
رين: أظنه أمراً عادي لأني أحب القيام به.

بدأ كلاهما تناول الطعام وكانت إيفا تثني على طبخه اللذيذ. كانت المرة الأولى لرين أن يرى فيها إيفا متحمسة وتضحك كثيراً وكان يطيل التحدق إليها ويفكر لما لا تظهر هذا الجانب كثيراً. هو يعلم سبب حزنها لكن لا بأس لو كانت تستمتع بحياتنا هكذا أكثر من أن تكون حزينة وبائسة.

إيفا: مالأمر؟ (قاطعت حبل أفكاره).
رين: كنت أفكر...
إيفا: بماذا؟ أهناك شيء يزعجك؟
رين: أنا لا أفهم، أنت تستطيعين أن تكوني سعيدة وتضحكي طوال الوقت فلماذا تجعلين من نفسك حزينة؟

تفاجئت إيفا من سؤاله فهي لا تعلم من أين تبدأ وماذا يتوجب عليها قولة وماذا لا تقول. كانت الإجابة صعبة جداً.
إيفا: كل شخص لديه جانب حزين, وأظن أنه حزني يتغلب علي..
رين: وماذا عن أصدقائك؟ أليسوا كافيين؟
إيفا: هذا أمر مختلف. فعندما أكون معهم قد أنسى همومي بشكلاً مؤقت لكن اللحظة الذي أكون فيها لوحدي العالم يصبح أسود في عيناي.
رين: أسف لو أنني ضايقتك.
إيفا: لا أنا سعيدة لأنك تهتم بأمري.

بعدها بقليل رن هاتف إيفا وقامت بالرد بسرعة. كان جي.
لقد أخبرها بإن تأتي الى المشفى بأقصى مالديها فهناك حالة طارئة. وقبل أن يغلق جي هاتفة قال لها "أنه أرون".

تركت إيفا كل شيء ولم تنظر حتى الى رين الذي كانا يناديها، فهي ركضت بسرعة متجهة الى المشفى الذي أخبرها جي أن تذهب إليه.

وعندما وصلت دخلت مسرعة ورأت جي فقالت له وهي بالكاد كانت تتنفس "أين هو؟"
جي: في هذه الغرفة، لكن أنتظري حتى يخرج الطبيب.
إيفا: ماذا حدث؟ لما هو هنا فجأه؟
جي: قام شخصاً بضربة عمداً.

الغضب كان يحرق إيفا، فهذا كان أخر شيء تتوقع أن يحدث. خرج الطبيب ومباشرةً دخلت إيفا للغرفة البيضاء بينما كان جي يكلم الطبيب.

مسحت إيفا على رأسه وشعره وكانت تنظر إليه بعينان يملأهما الحزن.
أرون: إيفا.
إيفا: ايألمك؟
أرون: أجل (يضحك).
إيفا: كيف حدث كل هذا؟ من فعل بك هذا؟
أرون: أنه ذلك الشخص... الذي كان مع صديقك الجديد بالأمس.
إيفا: ماذا تقول!!

خرجت إيفا من الغرفة تجري تاركتاً جي وأرون وعادت الى الجسر لكن كان رين قد ذهب بالفعل فأتصلت به وأخبرته بأنها تريد أن تراه حالا، فقال لها أن تنتظره في الحديقة الموجودة أمام المقهى التي تعمل فيها. وبعدما رأته يقترب هي ذهبت إليه بخطوات سريعة وأمسكته من قميصة ودموعها تنهمر على خديها
"قل أنك لا تعلم ما فعله صديقك بخطيبي؟"

أبردُ من الثلجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن