الثاني و العشرون
نظر الجميع لفاطمة بعد القاء عبارتها بدهشة و صدمة كان أول من تحدث جدتها التي تعلم سبب قراراها هذا " هذا رائع يا عزيزتي أن رامي شاب جيد و أعجبني و لا شك الزواج و السفر معه سيتيح لك تغير روتين حياتك الممل هنا و إيجاد وظيفة جديدة و التعرف على أشخاص جدد "
قال قطب يجيب والدته " أنا الذي لا أوافق أمي .. أنا لن أجازف مرة أخرى مع فاطمة .. لا أريدها أن تتزوج أذا كانت لا تريد ذلك "
ردت قطوف بضيق " ماذا تقول قطب .. كيف لا تريدها أن تتزوج "
قال زوجها ببرود " هى في النهاية لن تتزوج بالفعل و ستهرب فلم نعود لتلك الدوامة و القلق معها بالله عليكم لقد وافقت على مقابلة الرجل فقط ذوق مني حتى لا يظن أني متسلط إذا رفضت قبل حديثه أو يظن أني عديم الذوق حتى لا أسمح له بدخول بيتي "
قالت فاطمة بحزن و قد شعرت بالشفقة و الغضب من نفسها لم أوصلت إليه عائلتها بسبب هروبها المتكرر " أسفة أبي لم سببته لك من قبل من مشاكل و لكني أعدك أن هذه المرة غير .. أنا حقا موافقة و لن أسبب المشاكل و أكثر ما جعلني شجعني على الموافقة هو أني سأسافر للخارج أنا بالفعل لا أريد البقاء هنا أريد التغير و هذه فرصة لن تتكرر و لن يحدث ما حدث من قبل صدقني لقد وافقت برغبتي و إرادتي هذه المرة "
قال قطب بغضب مكتوم " لقد وافقت على مراد أيضاً برغبتك و إرادتك و لكن ماذا حدث في النهاية "
لم تستطع فاطمة أن تجادله بالمنطق هى نفسها ليست مقتنعة بحديثها كل ما تفكر به هو رغبتها في الابتعاد و لو يتركها تسافر وحدها لسافرت و لكن لا فرصة لذلك ...
قالت دهب بتوتر مقاطعة أي حديث يبدر عن أحدهم " حسنا نحن سنعود للمنزل أمي و نعرف قراركم في هذا فيما بعد و لكن الأن الأفضل ترك استبرق تستريح من ثرثرتنا "
نعم بالفعل فالجدال على ما يبدو سيشتد و لا داعي ليشهده أزواج شقيقتها و عائلة نجم ..قالت فخرية باسمة " معك حق يا ذهبية هيا لنعود للمنزل نكمل ثرثرتنا و ندع شهاب و أمه يستريحون "
رحل الجميع بعد تقبيلهم للطفل و تهنئة استبرق مرة أخرى و عاد كل منهم لمنزله عندما دلفت فاطمة خلف أبيها قالت له بحزم فهى طول الطريق كانت تعيد التفكير مراراً .. هى حقاً تريد الابتعاد من هنا و هذه فرصة مناسبة ما الهدف من الانتظار لشيء لن يتحقق هو لن يأتي و هى مستحيل أن تطلبه .. حسنا ليذهب كل واحد منهم في طريقه .. " أبي أريد الحديث معك "
التفت إليها قطب ناظرا ببرود " فاطمة لا حديث لن أوافق ثم أنا لا أريد لأي من بناتي أن تسافر و تبتعد عن عيناي .. ما الذي يضمن لي أنه سيعاملك جيداً في الخارج "
قالت فخرية بهدوء " بني لنجلس جميعاً و نتناقش في الأمر بهدوء "
قالت قطوف بأمر لفضة " أعدي الفطور لحين يتحدث والدك و شقيقتك "
رد نادر برجاء " أسرعي بالله عليكِ معدتي تصرخ جوعاً "
تحركت فضة لغرفتها بملامح مازالت جامدة من صدمة ما سمعته هل حقاً طلب فاطمة شقيقتي .. هل يريد أن ينتقم مني لرفضه المجيء لأبي فجاء غصباً و كيدا يطلب فاطمة نكاية بي . هى لم تسمع أي حديث دار بعد سماع اسم الطالب . هل كان في منزلهم أمس يتحدث عن زواج شقيقتها . اللعنة عليه الخائن الحقير . سأقوم بفضحه أمام فاطمة و الجميع هذا الوغد .. و لكن فاطمة تبدو موافقة و متلهفة للرحيل فكرت ببؤس و هى تدلف لغرفتها بدلاً من المطبخ كما أمرت والدتها . ربما هذا ما كانت تريده بالفعل الرحيل و حين أتت الفرصة المناسبة لم تتردد . إذن هل أتحدث و أخبرها عنه أم أصمت فقط ربما أبي لن يوافق .. نعم يبدو رافضاً و الحمد لله .. و لكن هذا الحقير لن يأتي و يطلبني من أبي بالتأكيد بعد أن طلب شقيقتي الوغد الوغد أريد حرقه ..رمت جسدها على السرير ترتجف من الغضب و هى تتوعده لن تسمح له بكسر قلب شقيقتها هى تعلم نواياه الخبيثة يجب أن تذهب و تراه .. أتمنى أن يكون رجلاً أخر و يكون مجرد سوء فهم ..طرق غاضب و دخول عاصف من نادر الذي قال بنزق منتقدا "أنت أيتها الأميرة ألم تقل لك أمي أعدي الفطور و أنت هنا تحلمين "
رفعت فضة رأسها تنظر إليه بشرر هو من جلب هذا على نفسه .. نهضت فضة بغضب و أمسكت بشعره الطويل تشده قائلة بغضب " أيها الشره عديم الإحساس سأطعمك للذئاب لأستريح منك "
دلف قطوف على صراخ نادر و فضة تضربه على كل مكان في جسده " ماذا يحدث هنا أيها الأحمقين "
قال نادر و هو يكاد يبكي " أمي أنجديني لقد حطمت عظامي من شدة الضرب "
نظرت قطوف لفضة بغضب و هى ترى وجه نادر الأحمر " هل جننتِ ما الذي فعله لتضربيه هكذا "
قال نادر بألم " لقد جنت بالفعل أقسم أن أخبر أبي "
قالت قطوف بحدة " حسنا أذهب لغرفتك و تحمم لقد أصبحت رائحتك كريهة من العرق "
خرج نادر و هو يفرك ذراعه بألم و هو يتمتم بخفوت. " تلك المتوحشة لقد حطمت عظامي "
سألت قطوف فضة بحنق " هل تستقوين على أخيكِ الصغير ..لماذا ؟ ماذا فعل لك؟ "
زمت شفتيها بضيق و جسدها مازال يرتجف " أنه غبي لا يفكر بغير الطعام و نفسه "
سألت قطوف ساخرة " و فيما تفكرين أنت غير نفسك أيضاً . ألم أخبرك أن تعدي الطعام و ماذا فعلتِ تسللت لغرفتك أيتها الكسولة الحمقاء هيا والدك يريد تناول فطوره قبل ذهابه لعمله "
تنفست فضة بقوة فنظرت والدتها بغيظ و هى تتركها و قالت بإضافة. " جيد ستتزوج فاطمة و سأنتبه لتصرفاتك عديمة الفائدة "
تهالكت فضة جالسة إذن وافق والدها و ستتزوج ..
************★
كانت تحمل الطعام ذاهبة إليه في العيادة فبعد عودتهم للمنزل و تركهم لاستبرق و عائلتها لم ينتظر ليتناول الفطور و غادر لعيادته متحججا أنه لديه عمل هناك و مواعيد كثيرة .. كانت تبتسم و هى تتذكر عودتهم قبل بعض الوقت عندما مال على شفتيها سارقا قبلة قبل ذهابه .. هو يفعل ذلك دوماً يخطف منها القبلات ذلك السارق . دلفت للعيادة لتجد الفتاة التي تعمل لديه جالسة على مكتبها الصغير في الخارج و هى ممسكة بمرآتها و تصفف شعرها الأسود الطويل . كانت فتاة عادية ليست جميلة أكثر منها لتلتفت نظر زوجها و لكن منذ متى الشكل مقياس الحب عبست دهب و تنحنحت بضيق " هل أستطيع الدخول لزوجي آنستي لقد جلبت له الطعام "
نهضت الفتاة و قالت بهدوء و هى تضع المرآة جانباً و المشط الصغير و كأن رؤية دهب لها تحسن من مظهرها لا تعني لها شيء . " دكتور مراد لديه مريضة في الداخل سيدتي يمكنك انتظاره هنا لحين تخرج "
كانت تعلم أنها لا تستطيع بالطبع الدخول لمراد الأن لحين يخرج المريض فجلست بضيق و عادت تنظر للفتاة التي عادت لتتلاعب بخصلاتها .. قالت دهب ببرود " هل يصح أن تتزيني في العمل متجاهلة مظهر العيادة إذا دخل أحد لهنا و رآك تفعلين ذلك "
قالت الفتاة بضيق " لا يدخل أحد في هذا الوقت لقد طلبني دكتور مراد لأتِ فهو اليوم أتى مبكراً "
شعرت دهب بالحيرة .. هل جاء مبكراً .. لماذا . هى لا تعلم مواعيده بالضبط و لكن ظنت أنه يعمل في عيادته منذ الصباح فهو لا يعمل في مشفى كمعظم الأطباء . حسنا إذا كان هذا ليس موعده من التي لديه في الداخل فمؤكد المرضى يعرفون مواعيد العيادة .. كانت تود لتنهض و تدخل لتعلم و لكنها صبرت حتى تخرج و تراه ضغطت دهب على ساقها براحتها منتظرة بنفاذ صبر و الفتاة تراقبها بفضول . سمعت صوت زوجها يتحدث بمرح .. فنهضت لتلتفت و تراه كان ممسكاً بيد المرأة التي كانت تبتسم بحرارة منصته لحديثه .. " سأتي بالطبع فقط لا تخبريه أريد مفاجأته و سأجلب والدي معي "
شحبت دهب هل هذه هى العروس التي يبحث عنها .. هل وجدها أخيراً . كانت فتاة تكبرها ربما ببضع سنوات و قريبة من عمر مراد الذي تخطى الثلاثون سيحضر والديه ببؤس و حزن فكرت .. كان صوتها الرقيق يجيب بحرارة " سننتظرك بالتأكيد مراد "
تحركت المرأة تاركة يده لترحل تفاجأ مراد بدهب فقال بارتباك " عزيزتي متى جئت "
نظرت إليه بخيبة و عيونها تلمع بالحزن و صوتها خرج جامداً
" منذ قليل "
وضعت الطعام على المكتب أمام الفتاة و أضافت بصوت مختنق بائسة " أحضرت لك الطعام .. سأذهب الأن "
غادرت العيادة مسرعة دون أن تعطي مراد فرصة ليتحدث . تابعها بدهشة و التفت للواقفة بجانبه " أسف عهد لا أعرف لم تصرفت هكذا تبدو منزعجة "
قالت عهد بهدوء متفهمة " لا بأس مراد لتذهب و تراها تبدو بالفعل متضايقة فلتحضرها معك لتتعرف على الأولاد "
صافحها مجدداً و ودعها على باب العيادة قبل أن يلتفت للفتاة لديه قائلاً بضيق " متى أتت دهب علية "
ردت بهدوء " منذ نصف ساعة دكتور "
قال بحدة " لِمَا لم تخبريني "
هزت كتفيها بحيرة " كان لديك مريضة دكتور كيف أدخلها " زفر مراد بضيق قائلاً " حسنا أغلقي العيادة لن أتي قبل التاسعة و أنت كوني هنا في السادسة "
خرج بدوره فقالت علية بضيق " تعالي أذهبي أفتحي أغلقي "
***************★
هتفت براءة بدهشة " وافقتِ لا تقوليها "
قالت فاطمة الجالسة خلف مكتبها في شركة أنيس ببؤس " وافقت و في المساء سيأتي رامي و اليوم سأتقدم باستقالتي فلن أعود للعمل مرة أخرى لحين وقت زواجي و سفري . أظن أنه لا وقت للعمل أصلا " أضافت بصوت مختنق .. شعرت براءة بالحزن لعلمها أنها متعلقة بذلك الأرعن الحقير "حبيبتي هل يعني ذلك أنه يومك الأخير "
أجابت فاطمة بحزن " أجل في نهاية يومي سأخبر السيد أنيس بذهابي . أساساً هو لولا ... " صمتت فاطمة بضيق فهى تعلم أنه لولا الوغد لطردها منذ زمن .. لا تعرف و لكن هذا شعورها إنما يبقيها من أجل بيبرس خاصةً أنها تتركه كثيراً و لا صاحب عمل يقبل بهذا .. سألتها براءة بتساؤل " لولا ماذا فاطمة أكملي "
قالت فاطمة بهدوء " لا شيء براءة أنا فقط أخبرك حتى لا تطلبينني هنا مرة أخرى "
قالت براءة بحزم " أنا أتية إليك في الشركة أنتظريني "
أغلقت الهاتف قبل أن تعطيها فرصة للرد .. زفت فاطمة بضيق و هى تتذكر حديثها مع والدها اليوم و اصرارها عليه ليوافق و ساعدتها على اقناعه جدتها لذلك هى هنا و تجمع اشيائها لترحل ربما تكون محظوظة فلا ترى المختل لحين تتزوج و تسافر ..
عادت للعمل فليكن لديها بعض الضمير و تعمل طالما هى هنا اليوم ..
**************★
دلف مراد للمنزل هاتفا بلهفة " ذهبيتي أين أنتِ"
لم تجيب دهب فدلف لغرفة نومها دون طرق الباب ليجدها تجمع ملابسها في حقيبتها و هى تبكي بصمت .. سألها مراد بانتقاد
" ماذا تفعلين دهب "
ردت و هى تعطيه ظهرها تضع بعض الملابس في الحقيبة الصغيرة " أفسح لزوجتك الجديدة المكان "
تكتف مراد بهدوء يراقب ارتجاف يديها و هى تضع الملابس باضطراب " زوجتي هنا بالفعل ألم تكوني تعرفين .. زوجتي الجديدة و القديمة المستقبلية و الماضية هنا في هذه الغرفة بالتحديد "
التفتت إليه دهب تنظر إليه بخيبة " لقد سمعتك تخبرها أنك ستذهب مع والديك إليهم اليوم "
رد مراد بلامبالاة " اها و بعد "
ضاقت عيناها إذن سمعت بشكل صحيح تنفست بقوة لتجيب بغضب " و ها أنا أفسح لها المكان فلتسعدا معا أعتقد لم يعد لي مكان هنا و قد وجدت حبيبة كما كنت تقول "
أخذ مراد عدة أنفاس ليهدئ نفسه و تقدم بتأني و أمسك بيدها يمنعها من إكمال ما تفعله .. " أعتقد أنه حان وقت حديثنا الجاد ذهبيتي "
قالت بعنف و هى تنفض يدها مبعدة يده بقوة " لا أحاديث بيننا سيد مراد . لقد انتهينا "
أمسك بكتفيها ليجبرها على الجلوس على طرف الفراش بعنف قائلاً بحدة " أصمتِ دهب لقد تحملت طفوليتك منذ تزوجنا للأن و كنت أصبر نفسي أنك ستعلمين في القريب أن اتفاقنا كان هراء عندما تعرفيني و لكن ما حدث أنه حتى بعد أن تفاهمنا لنعطي أنفسنا فرصة مازالتِ على حماقتك "
بكت ببؤس و قالت بمرارة " حماقتي أنا .. أنا من قلت أني سأتزوجك لحين أجد حبيب أخر "
قال مراد باسما " بل أنا من قلت ذهبيتي لقد قلت لتوافقي فقط الزواج بي بدلاً من فاطمة .. لقد كان دوماً أنت هى من أريدها "
نظرت إليه دهب فاغرة فاه .. هل يكذب الأن ليبرر نفسه من رؤيتها له مع أخرى خرج مخصوص ليذهب إليها و يقابلها في عيادته قبل موعد عمله الأساسي .. لن تصدقه لن تفعل . أمسك مراد بيديها و ضغطها بقوة و أكمل بصدق " أحبك أنتِ دهب أحبك أنتِ فقط .. لقد رأيتك منذ بضعة أشهر كنتِ مع صديقة لكِ تجلسين في أحد المطاعم الصغيرة . كنت حينها تتحدثين و تضحكين على شيء قالته لك . وجدت نفسي أجلس بعد أن كنت ذاهب و ظللت أراقبك حتى خرجتِ معها . لأجد أني أريد أن أعرف من أنتِ و أين تعيشين .. أنا لم أصدق نفسي عندما ذهبت خلفك و راقبتك حتى وصلت لمنزلك . "
شردت دهب قليلاً تتذكر ذلك اليوم عندما تقابلت مع أحلام صديقتها قبل أن تسافر لقد كانا معا في الدراسة حتى تخرجت من المعهد العالي للفنون التشكيلية . حسنا هذا هو الوقت الذي افتتح مراد به عيادته لديهم هل يا ترى تصدقه هل أتى من أجل أن يكون قريب .. قال مراد و كأن ما يدور في عقلها مرتسم على وجهها يقرأه بوضوح " أجل أنا تركت عيادتي القديمة و جئت هنا لأكون قريباً منك "
رمقته بمرارة و سألته بحدة " هل تمزح معي طلبت شقيقتي بدل مني و تخبرني أنك كنت تريدني أنا منذ البداية هل تظن سأصدقك "
ابتسم مراد برقة " هل لو طلبتك كان سيوافق والدك . ما فعلته هو أني فكرت جيداً في نسبة رفض والدك من قبوله و لم أكن لأجازف بذلك .. سمعت عن زيجتي شقيقتك و نهاية ما يحدث معها و زواج شقيقتيكِ من خطيبيها .علمت أن والدك يفعل ذلك حتى في زواج شقيقتيكِ كانت تتزوج الكبيرة أولاً و كنت أعلم أنك بعد فاطمة لذلك بدلاً من المجازفة بطلبك و الرفض طلبت فاطمة لعلمي أنها ستهرب كما تفعل كنت متأكد من فعلتها و لكن ."
قالت دهب بسخرية " لم تهرب و وجدتها و كنت ستتزوجها "
تنهد مراد بضيق " هل تعلمين كل خطوة كنت أخطوها معها لقاعة الزفاف كنت أدعو الله أن تهرب و تجن كما تفعل كل مرة ذلك الوغد بيبرس أكد لي ذلك عندما ذهبت إليه "
اتسعت عيناها بصدمة " هل ذهبت لبيبرس ؟؟!! لماذا ؟"
قال مراد يجيبها بمرح " كنت أريد التأكد من أن الذي سمعته عنها صحيح و لحسن حظي كان هو التحري الذي أرسلني إليه صديقي لقد عرفته عندما رأيته . ذلك اليوم انتابني شعور أن هذا الرجل خلفه سر يخص شقيقتك و بالفعل حسي كان في محله و هو بالفعل حبيب فاطمة "
قالت دهب بعنف " لا تقل هذا عن شقيقتي تظهرها بمظهر سيء و هى غير ذلك "
سألها بمكر " لم تهرب إذن إذا لم يكن لها حبيب "
قالت دهب بعنف " تبا مراد لا تقل هذه الكلمة عن شقيقتي لا تقل حبيبها هذه "
ابتسم مراد بخبث و قال بهمس جوار أذنها عندما مال عليها مقتربا منها " و أنتِ ذهبيتي ...ليس لكِ حبيب .. و إن كان هل أعرفه "
ابعدته دهب بيد مرتجفة " أنت لم تخبرني عن تلك المرأة التي كانت لديك في العيادة و علاقتك بها "
رد بلامبالاة " أنها زوجة ابن عمي و عادوا من السفر منذ وقت قريب لقد أتت تدعوني لأذهب إليهم في منزلهم بمناسبة عيد ميلاده تعد له حفل و تريده أن يكون مفاجأة له لذلك لم تستطع أن تخبره ليدعوني حتى لا يعرف و بالطبع سيأتي معي والدي فهو ابن شقيق أبي .. لم تعطيني فرصة لأعرفك عليها و هربت مثل الجبانة "
ردت دهب بعنف " أنا لست جبانة .. ظننت أنك ستتزوجها فأردت أن لا أكون سببا لأحراجك "
مط شفتيه بسخرية " حقاً .. لم لا تقدميني إليها على طبق من ذهب "
ذكرته دهب ببرود " أنت لا تحبني لأتمسك بك "
لوى شفتيه بضيق " هل هذا يعني أنك لا تحبيني أيضاً "
" و هل تحبني " سألت بخفوت
أجاب بنزق " فيما أتحدث منذ الصباح و أخبرك .. لقد تركت عيادتي في ذلك الحي الراقي و جئت في حيكم الهادئ الذي يغفو قاطنيه عند الثامنة "
" أغفو في العاشرة " أجابت بتحفظ
رفع حاجبه بحنق " هذا كثير سيظهر لك هالات سوداء أسفل عيناك لسهرك عزيزتي "
ابتسمت دهب بمرح و همست " أحبك أنا أيضاً "
انشرحت ملامح مراد فأضافت دهب بغضب " و لكنك كنت ستتزوج شقيقتي و طلبتها بدلاً مني و هذا لن اسامحك عليه "
نهضت دهب غاضبة و تحركت لتخرج من الغرفة .. نهض مراد بدوره ليذهب خلفها خشية أن تترك المنزل و لكنه تفاجأ بها تدلف لغرفته و تغلق بابها لمعت عيناه بقوة و طرق الباب برقة هاتفا بها بشغب " ذهبيتي هل تفتحين الباب لي أم أذهب للعمل منذ الآن بعد أن أخبرت علية أني سأعود في التاسعة "
سمع صوت المفتاح يدور ففتح الباب بهدوء و دلف للغرفة وجدها واقفة متكتفة قرب النافذة فقال بمكر " من يدخل لغرفتي لا أسمح له بالخروج إلا على جثة ذلك التمثال الذي أرسله الوغد بيبرس ليلة زفافنا "
ارتعشت دهب عند تذكرها مظهر الدمية الدامية " مراد لم ذكرتني سأحلم بها اليوم "
ضحك مراد بخفة و تقدم منها يحتوي كتفيها قائلاً بوعد " لن تحلمي بشيء غيري و أنتِ بين ذراعي غافية اليوم أعدك بذلك "
قالت بدلال " و لكني مازالت غاضبة منك "
رد بشغب " سأقبلك حتى ترضي "
" مراد " قالتها خجلة
ضحك بخفة و هو يقترب ليهمس براحة " زوجة مراد .. ذهبيتي"
***★***★***★***★***★***★***★***