الجلوس علي المقهي وحدي شيء ثقيل للغاية، ولهذا قررت أن أكتب إليكم، تمضية بعض الوقت معكم قد تساعدني كثيرا، هل تسمحون؟
شيء ما يخبرني أن الشخص الجالس فى المقهي أمامي قد قرأ نفس الرواية التي قرأتها بالأمس..
شيء ما يخبرني أن الشخص الجالس فى المقهي أمامي قد شاهد نفس الفيلم الذي شاهدته منذ يومين، وقد حرك شيئا ما فى داخله تماما كما حرك شيئا فى داخلي، وأنه يتوق شوقا ليخبر أحدهم بوجهة نظره تلك، بينما لا يجد، مثلي تماما!
شيء ما يخبرني أن الشخص الجالس وحده فى المقهي أمامي يحمل قدرا من الطموحات، وأن انحناءة ظهره قد أصابته من تكرار خيبات أمله المتتالية، آخرها انتظاره لشخص ما، لم يظهر أبدا منذ ساعات..
شيء ما يخبرني: يبدو أنه هو الآخر يرغب أن يبادلني الحديث، ربما يصبح صديقا مثاليا، نتبادل خيبات الأمل عبر طاولات المقهي دون ان يبرح أحدنا مكانه..
لقد صدق إحساسي، ها هو يترك مكانه ويتحرك باتجاهي، يبدو أنني علي وشك اكتساب صديق جديد! ها هو ينحني باتجاهي، سأضع الهاتف علي الطاولة كي أنتبه لحديثه جيدا، ثم سأعود لأكمل لكم..
مرحبا، لا أعرف من أنتم، ولا أعرف من هذا الأبله الذي كان يحدق بي عبر طاولات المقهي، لكنه بدا لي كأحمق فانتهزت الفرصة، انحنيت وسألته إن كان يحمل قداحة، ثم بسهولة التقط هاتفه من علي الطاولة ووضعته فى جيبي، لقد قال شيئا ما عن أن نصبح أصدقاء..
دعكم من هذا الأبله، لقد كانت هذه أسهل سرقة قمت بها في حياتي، لكن شيئا ما يخبرني أنكم ستصبحون جميعا أصدقائي، شيء ما!