تساقطت تلك الحبات المنفوشة من السماء ابتغاء افتراش الأرض واخفاء كل ما لوثها بعيداً عن الأنظار اسفلها..... ولكن.. هل ابقاء الشيء مخفياً يعني زواله ؟
أإن غطت الثلوج الأرض ستخفي ما عليها من جرائم ؟ من ظلم ؟ من قهر ؟ من معاناة ؟ من تشرد ؟ من بؤس ؟ من حزن ينهش في قلوب من فقد عزيزاً ؟
إن كان كذلك فهما يتمنيان حقاً لو تدفن الارض تحت طبقات الثلج هذه علها ولو قليلاً تخفي ما بداخلهما من غضب.. من حنق.. من قهر.. من ألم..
ظلا يراقبان الحبيبات المنفوشة وهي تتساقط... حبة تليها الأخرى....
متذكران آخر مرة رأياها فيها مع حبيبتهما.... ملاكهما.... من ظلت مبتسمة لأجلهما رغم ألمها وعلمها بكونها لن تبقى معهما ثانية أخرى..... تراقبهما وهما يكبران أكثر فأكثر......
" نيه جيون نيي.... هل تظن أنها تراقبنا من الأعلى ؟ "
نطق ذا الشعر المتفحم والعينين الزمرديتين مخاطباً أخاه الأكبر ليرد عليه الآخر بإيماءة
جالسان بجانب بعضيهما أمام النافذة متمسكين بوشاحيهما ذوا اللون الأحمر وتطريز البرسيم الرباعي بنهاية كل وشاح....
" لقد كانت آخر هدية منها هذان الوشاحان أليس كذلك ؟ قبل أربع سنوات "
نطق الاصغر مجدداً ليجيبه أخاه بذات الايماءة شاردين في الثلوج المنهمرة التي تزداد مع ازدياد هيجان مشاعرهما متذكرين ما صنعته لهما والدتهما كهدية لهما قبل أربع سنوات ، كأنها تحاول مواساتهما بذلك او تجسيد ما يشعران به.......
انهمرت دموع الأصغر أخيراً بعد عدة محاولات للبقاء ثابتاً من أجل شقيقه ، وعندما علم أنه لن يتمكن من كبحها فضل عدم اشعار الآخر بما يفعله غير عالم أنه كان مراقباً منه بالفعل ليأخذه بعناق جانبي......
" لا بأس ريو لا بأس..... عليك افراغ ما بقلبك أحياناً صحيح ؟ خاصة وأنك بذلت قصارى جهدك كي تبقي ابتسامتك لأجلي.... أنا واثق بأن والدتنا فخورة بك كما افعل.... "
قال مبتسماً وبعض اللآلئ بدأت بالتجمع في سماويتيه.....
" أعلم ذلك.... أعلم ذلك... ولكن..... لا يمكنني فقط تصديق ذلك... لقد رحلت.... ولم نفعل شيئاً لمساعدتها.... او حتى انقاذها...... لن نتمكن من الاحتفال معاً.... مجدداً..... كنا فقط نحضر للإحتفال بعيد الميلاد معاً..... ولكن.... لكن..... "
لم ينهي كلامه وهو يستحضر مظهر جثة والدتهما وهي مضرجة بالدماء ، هما رأيا كيف قتلت في عيد الميلاد...
عيد ميلادهما... حيث صنعت لهما ذلكما الوشاحان وقاية لهما من البرد...
هو حقاً حماهما من البرد خارجياً ولكنه لم يتمكن من حمايتهما او تدفئتهما من الصقيع بقلبيهما....
أنت تقرأ
ARIGATOU//Thank you llO. S
General Fictionفي ليلة الميلاد الجميع يجلسون في بيوتهم محتفلين مع عوائلهم...... نحن كنا كذلك حتى ما قبل أربع سنوات حيث كرهنا ذاك اليوم..... حيث لم يعد لدينا عائلة نحتفل معها..... ولكن الآن أظن أن ذلك اختلف..... " شكراً لكم وعيداً مجيداً " // الون شوت تابع لقصة (Fo...
