الرابع و العشرون
أمسك أنيس بكتفه يوقفه و هو يسأل بغضب " أنت أيها الوغد لأين ذاهب . ماذا فعلت مع فاطمة ماذا قلت لها "
وقف بيبرس و نظر إليه بحدة " أبعد يدك و لا شأن لك فيما تحدثت به معها . "
دفعه أنيس في كتفه بحنق " حسنا أذهب إلى الجحيم جيد أني تخلصت منها و منك أنت أيضاً و سيعود لي راحة بالي و هدوئي الذين فقدتهما معكم منذ دخلت حياتك "
عاد بيبرس ليتحرك راحلا فزفر أنيس بضيق . يعلم أنه متضايق و لكن أليس هو سبب كل ما يمر به و ما يجعل الفتاة المسكينة تعانيه . " بيبرس " ناداه أنيس بضيق قبل أن يركض خلفه . سار بجانبه بهدوء و لم يسأله عن شيء . مرا بسيارة بيبرس و بسيارته و لم يتوقف فزفر أنيس بيأس و أسرع الخطى قليلاً . " لأين " سأل بهدوء . رد بيبرس ببرود " لا أعرف . أريد السير فقط "
قال أنيس بحنق " قدمي ألمتني فلنستقل سيارة خاصتي أو خاصتك "
رد ببرود " لم أخبرك أن تأتي . عد من مكان أتيت "
قال أنيس بحنق " ليتني ما خرجت خلفك لقد راحت علي فرصة ذهبية للحديث مع براءتي و أنظر من أجل من شخص جاحد "
توقف بيبرس و نظر إليه بهدوء " هل سألتك المجيء فلتذهب إليها"
رد بحنق " و هل تترك صديقتها متضايقة و تتحدث معي . أنت قمت بالواجب و ازعجت الجميع بالفعل خاصة فاطمة كانت تبكي . هل قلت شيء أغضبها "
سار بيبرس ثم توقف ليجلس على الرصيف بصمت و أخرج سيجاره و أشعله بهدوء " كانت تبكي غيظا و ليس كوني ضايقتها "
نظر أنيس لمكان جلوسه قائلاً بتساؤل هادئ " أنت حقاً ستجلس على الرصيف و تتحدث عن فاطمة "
زفر بيبرس الدخان بكسل و مدد ساقيه براحة قائلاً بلامبالاة " أجلس لنراقب المارة كتغير "
لم يصدع رأسه بإقناعه بالنهوض و الرحيل معه ليجلسوا في مكان محترم كمقهى أو مطعم . جلس بجانبه و مد يده فنظر إليه بيبرس بتساؤل صامت . قال أنيس بسخرية " سيجارة "
رفع حاجبه بمكر " ستدخن "
قال أنيس بنزق " أنا أدخن منذ دخلت فاطمة لحياتك . فلم لا أجرب ربما وجدت به متنفس "
أخرج له بيبرس سيجارة و مدها له وضعها أنيس في فمه فأشعلها بيبرس بالقداحة . أخذ نفس طويل و لكنه سعل بقوة و ظل يسعل حتى دمعت عيناه . كان بيبرس مستلقي على الرصيف بجانبه من شدة الضحك . قال من بين ضحكاته " أنها للرجال فقط "
لكمه أنيس في معدته بقوة فعاد بيبرس يجلس و هو ينثني للأمام محيطا معدته بذراعيه متأوه . قال أنيس بغضب " أنها للأوغاد و ليس الرجال . الرجال المحترمون لا يدخنون "
" أيها الوغد سأقتلك فقط يذهب ألم معدتي " قالها بيبرس بحنق و هو يمسد معدته براحته . نهض أنيس قائلاً بتشدق " أذهب و أقتل سارق حبيبتك الذي أرسلته لباب بيتها بنفسك أيها البطل . أحمق مختل "
تحرك أنيس راحلا فنهض بيبرس غاضباً " سأريك من الأحمق عندما تقع في يدي "
ركض أنيس أمامه و بيبرس خلفه و الأول يقول بمرح " لتمسك بي أولا "
كانت فاطمة و براءة تمران بسيارة الأجرة عندما أشارت براءة للرجلين الراكضين على الطريق " أنظرى أليس هذان المختلان هما مديرك و الوغد صديقه "
نظرت فاطمة لبيبرس تلمحه قبل أن تسرع بهم السيارة متمتمه بحدة " معك حق مختل وغد "
************★
نظرت إليها فخرية بحنان و هى تستعد للقاء القادم مع والديه . كانت تعلم أنها لا توافق في قرارة نفسها و لكنها فضلت أن تبدأ حياتها بشكل جدي طالما الحقير بيبرس لا يريد أن يتقدم خطوة . و ربما فعل شيء و أتى ليمنع الخطوبة . فهى كانت حريصة على ابلاغه بنفسها . سألت بهدوء " هل متأكدة فاطمة أنك تريدين أن تكملي هذه الخطبة . عندما طلبت ذلك كنت مستاءة من حالتك وقتها و لكن الآن أريد سؤالك بجدية هل توافقين على الخطبة من رامي و السفر معه "
التفتت إليها فاطمة بهدوء . هى لن تبكي و لن تغضب و تصرخ و تثور كما تريد أن تفعل منذ رأت الحقير بيبرس اليوم فلتكبر فقط و تكف عن ازعاجها لوالديها و دلالها السمج و هى تعرضهم لمصيبة تلو الأخرى . إذا كان أحد غير بيبرس ليكن رامي فهو لديه ميزة عن غيره و هو أنه سيتيح لها السفر و الابتعاد عن الجميع ربما عادت حياتها لها . " أنا أوافق على الزواج جدتي و ليس الخطبة . لا تقلقي . أنا لن أعرض ولدك لمزيد من الضغط و المعاناة بسببي "
زفرت فخرية بحزن و نهضت تمسك بعصاها تطرقها على الأرض
" حسنا كما تريدين يا حبيبتي لتعلمي أني سأكون بجانبك دوماً و لكن ليس في الخطأ بالطبع "
ردت فاطمة بهدوء ممتنة " أعلم جدتي لطالما كنت بجانبي و تواجهيني بأخطائي و توجهيني للصواب . حسنا جدتي أعدك هذه المرة أني سأكون ابنة جيدة لأبي و لن أسبب له الضيق . "
قالت فخرية بحزم " حسنا أكملي استعدادك فالرجل على وشك الوصول "
خرجت و تركتها شاردة صامتة بقلب مثقل بالهموم و متألم ..
***********★
أغلقت الباب خلفها بهدوء متوجهة للفراش لتستلقي ببؤس رافعة راحتها أمام وجهها تنظر لذلك الخاتم الذي ألبسها إياه رامي بعد أن قراءة الفاتحة و الاتفاق على كل شيء و تحديد موعد الزواج . لقد مر الأمر بهدوء رغم رؤيتها لتوتر والدها و عدم راحة والدتها و نظراتها المتوجسة لها . جدتها فقط من كانت تنظر إليها بتشجيع و والد رامي يتحدث عن الزواج . جلجل صوت هاتفها منتشلا إياها من أفكارها و بدون النظر علمت من الطالب و تركته يرن مرة تلو الأخرى تلو الأخرى تلو الأخرى حتى نفذ صبرها . لا تريد أن تغلق هاتفها حتى لا يظنها تخشاه أو تعطيه أهمية . فتحت الهاتف و قالت بهدوء
" نعم من معي " رغم أنها تعلم و لكنها أرادت استفزازه .. جاءها صوته الهادر يقول بغضب " أنظرى من النافذة فاطمة "
ضغطت على أسنانها بقوة غيظا و نهضت تراه ذلك المتلصص المطارد . شدت الستائر بعنف عن النافذة لتجده يقف هناك في جانبه عند الشجرة الكبيرة . رفع يده محذراً بأصبعه قائلاً بقسوة
" إياك . ثم إياك أن أطلبك و لا تجيبي من أول مرة . هذا تحذير لك فاطمة سأسامحك هذه المرة و لكن صدقيني أنا لست دوماً هكذا متسامح"
فتحت النافذة و أخرجت رأسها تبحث عن أص من أصص الزهور التي تنتشر خارج كل نافذة و شرفة من المنزل أمسكت بواحد صغير ليسهل حدفه به و قالت ببرود و هى تلقيه تجاهه " هذا ردي أيها البغيض "
لم تقترب و لو متر منه و سقطت على بعد من النافذة . قال بيبرس بمرح " أنت تقذفين كالأطفال . تحتاجين التدريب على ذلك و من أفضل مني ليكون مدربك "
قالت تجيبه ببرود مغيظة إياه " بل سأجعل رامي يدربني بما أنه سيكون زوجي بعد أسابيع قليلة . أنظر لخاتمي أليس جميلا . هل تراه من مكانك " كانت ترفع راحتها أمام وجهها ملوحة بها لينتبه إليها . قال بيبرس بهدوء مصطنع لم يخدعها للحظة " هاربتي هل اشتم رائحة مشاكسة و اغاظة منكِ لي "
ردت بسخرية " و لم أفعل ذلك . أنا أقول فقط أني حصلت على مدرب جيد العقبة لك "
سمعت صوت زفرته لتعلم أنه بالفعل مغتاظ رغم هدوء صوته المزيف . فأضافت بجزل مصطنع " أنا لا أصدق سأتزوج قريباً و أسافر لقضاء شهر العسل في بلاد أوروبية لقد حصلت على الأفضل أليس كذلك بيبرس تاج الدين أيوب "
رد بحدة ساخراً " كنت أود لو أخبرتك أنه كذلك هاربتي و لكن للأسف . شديد الأسف و أنا أخبرك أنك ستقضين شهر عسلك بين ذراعي و في بيتي المتواضع فأنا لا أحب الذهاب لأماكن غريبة لأبث بها حبي لزوجتي .أنا أفضل خصوصيتي "
قالت فاطمة غاضبة و قد فقدت أعصابها " بيبرس تاج الدين لا تخرج جنوني فأهبط للأسفل و أمسك برأسك أفصله عن جسدك و أعلقه على باب بيتنا أغرب عن وجهي أنت لن تكون زوجي أبدا و سترى قريباً "
ضحك بيبرس بخفة و قال بشغب " حبيبتي العنيفة . أحبك عنيفة متمردة و عنيدة هكذا لأروض عنادك "
أغلقت الهاتف بعنف و عادت لتجلس على الفراش تتنفس بقوة الوغد الحقير فاق الجميع وضاعة و جنونا يخرجها عن شعورها و يخرج كل ما هو سيء بها اللعنة عليه . ضج هاتفها ثانياً فلم تبالي بالجواب . اتتها رسالة ففتحتها تقرأها عاقدة الحاجبين من الغضب
" هاربتي أخذنا الحديث و لم أهنئك على الخطبة القصيرة هذه مبارك لكِ هروبك الرابع الوشيك و مبارك لي علمي أنك ستفعلينها لأجلي . أعديها مفاجأة لي و أهربي إلي . إلى حبيبك بيبرس تاج الدين أيوب "
أغلقت الهاتف و قالت بقسوة " سنرى من منا الذي سيتفاجأ حقاً عندما تحلق الطائرة تحملني للبعيد "
************★
قالت قطوف غاضبة " ما بك أيتها الحمقاء هل جننت لا أحد و لا شيء يعجبك في المنزل "
كانت فضة تجلس على فراشها باكية بعد أن وبخها أبيها و طردها من على طاولة الطعام بعد سكبها طبق نادر على ملابسه . أضافت قطوف بغضب " إذ لم تتأدبي أيتها الحمقاء أدبتك بنفسي . تضربين أخيكِ و أصمت ترفضين المساعدة في شؤون المنزل و لا أهتم . ترفضين مساعدة شقيقتك في الاستعداد لزواجها و أقول لديها مذاكرة . تقللين الاحترام مع ضيوفنا كلما أتوا لرؤية شقيقتك ترفضين الخروج و تتسببين في احراجنا و أقول تخجل من ذلك و لكن تقلين أدبك أمام أبيكِ و سكب الطعام على أخيكِ أثناء وجوده هذا ما لن امرره لكِ "
قالت فضة باكية " أنا لم أفعل شيء ألم تري طريقة حديثه معي و عدم احترامه لي "
ردت قطوف ساخرة " عندما تحترمين نفسك أولا يحترمك الأخرون هذا تحذيري الأخير لكِ فضة و لن أعيدها "
تركتها باكية و خرجت . كانت غاضبة للغاية و لا تتحمل أن يقول أحد كلمة لها أو يطلب شيء لتفعله تشعر بالسقم و الضيق و تكاد تموت قهرا و هى تعلم أن ذلك الوغد الذي ظنت أنه يحبها جاء و طلب شقيقتها نكاية بها لرفضها المجيء لوالدها ذلك اليوم . لم تصدق أذنيها عندما سمعت فاطمة تذكر اسمه و أنها موافقة على الزواج به . إذن جاء و طلب فاطمة ذلك اليوم الذي كانت هى تجلس تتلاعب بهاتفها بلامبالاة بينما هو جالس مع أبيها لطلب شقيقتها . و الذي يثير الغضب أكثر هو طلب والدته و والده رؤيتها و التعرف عليها . ما هذه الوقاحة من ذلك اللعين ليجعلها تأتي و ترى والديه اللذين طلبا شقيقتها . لم تطلبه و لم تتحدث معه بعد أن قررت فعل ذلك تراجعت و صمتت و اكتفت فقط بالابتعاد عن طريقهم كلما أتوا رافضة رؤيتهم مما سبب الضغط على أعصابها فباتت تغضب من كلمة و تثور رافضة لطلب ستتزوج فاطمة قريباً . ستتزوج حبيبها هى . ستتزوج و تسافر معه بدلاً منها هى . هل فعل ذلك لتتحدث و تخبر والديها . هل ظن أنها ستقول لوالدها أنه كان يخبرها هى بحبه و كان يريد الزواج منها هى . لو ظن ذلك يكون أحمق . ربما هو ببساطة لم يكن يحبني و يتلاعب بي ذلك الوغد و عندما فكر في الزواج طلب شقيقتي . ربما فكر كوني كنت أقابله من خلف أبي أني فتاة سيئة ربما هذا ما فكر به لأنه لم يثق بي و بأخلاقي و لكن لماذا فاطمة . لم لا يطلب أخرى فقط . هذا يعني أنه يريد قهري أيضاً و عقابي . شهقت فضة بقوة و هى تفكر بمصير أبيها و عائلتها لو علموا أنها كانت تفعل شيء كهذا و تقابل خطيب شقيقتها في السر من قبل . مؤكد ستكون صدمتهم قاتلة و سمعتهم في الوحل . لا . لا يجب أن يعلم أحد بما كان بيني و بين رامي الحقير ليتزوج و يبتعد مع شقيقتها سينساها و تنساه و فقط تبتعد عن طريقهم عند العودة . و لكن هل تستطيع و هل تعتبر خائنة لعائلتها إذا لم تخبرهم
***************★
ممسكة بعلبة عصير تقرأ تاريخ الصلاحية من عليها قبل أن تضعها في العربة الخاصة بالسوبر ماركت لتمسك بأخرى تحتوي على البازلاء الخضراء المجففة عندما سمعت صوت مرح يقول بحرارة
" يا لحسن الحظ الذي أملك مؤكد والدتي تدعوا لي الجميلة هنا "
التفتت براءة لأنيس ببرود هذا الرجل مجنون كما الآخر و لا تظن أنها تحب أن تتعرف على من هم مثله لقد حول صديقه حياة فاطمة لبؤس و جعلها توافق على ذلك الرجل لتترك له البلاد في أقرب فرصة . و هى لا تحب أن تسير على نفس الخطى . " هل أعرفك "
رفع أنيس حاجبه بمكر و تمتم بشغب " أنا من كنت أغني للحائط منذ أيام ألا تتذكريني براءة .. أنه براءة أليس كذلك أو ربما أخطأت الحائط أقصد الشخص "
نظرت إليه باشمئزاز لتشبيهها بالحائط تفهم قصده جيداً . " هل هذا مزاح أم حديث جاد فأنا لا أعرف التفرقة بينهم لجهلي بشخصك "
رد أنيس باسما " لا بل مشاكسة "
أمسكت بالعربة لتدفعها قائلة بسخرية " يفضل أن تجد لك قطة تشاكسها أفضل من مضايقة الناس بمزاحك السمج إذن "
كاد أنيس يمسك وجهها بيده يقربها منه قائلاً . أنا لا أمزح . كيف تتعرف الناس عليك إذن فهذه الفتاة صعبة للغاية تتحدث معه و كأنها لأول مرة تراه . و لكن بدلاً من ذلك قال بتحدي معرفا إياها ما يريده منها " و هل أتزوج القطة أيضاً فهذا ما كنت أريد أن أتحدث معك به ذلك اليوم "
وقفت براءة أمامه متخصرة " صدقتك "
قال أنيس بحنق " و لم لا . هل أطلب منك مقابلتي في السر لتشكي بي . أنا أطلب مقابلة والديك لطلب يدك منهم براءة .. "
سألت بسخرية " هكذا ببساطة . دون أن تعرفني أو أعرفك تأتي لتطلبني "
قال أنيس بمكر " أريد أن أتعرف عليك بشكل صحيح و شرعي أليس هذا ما تريدينه "
ردت بنزق " لا بالطبع . من قال أني أريد الزواج أو أوافق عليك بالذات أو أريد معرفتك "
سألها بتشدق " لماذا .. ما بي تعترضين عليه "
قالت براءة ساخرة " لقد رأيتك ذلك اليوم على الطريق أنت و ذلك المأفون "
سأل أنيس بحيرة " اه و بعد ماذا رأيتِ "
قالت ببرود " رايتكما تركضان على الطريق مثل المجانين . أنا لا أظن أني أريد الارتباط بمجنون . خاصةً أنك صديق ذلك الرجل بيبرس و هو بالفعل مختل و حول حياة صديقتي لجحيم حتى أنها ستترك البلاد كلها بسببه "
قال أنيس بحنق " و ماذا ذنبي أنا إذا كان هو و صديقتك غبيان عنيدان "
رمقته بغضب " لا تسب صديقتي "
رد ببرود " لا أفعل أنا أصف لك حالهم فقط "
عادت لتتحرك " إلى اللقاء لقد تأخرت على أمي بالأغراض "
سار بجانبها بصمت و هى تبحث عن باقي طلباتها . رمقته بنظرة جانبية متجاهلة وجوده . سمعته يدندن بخفوت " ياه ياه يا واد يا تقيل ياه ياه يا مجنني . دا بالي طويل و أنت . أنت عجبني "
توقفت براءة و كادت تنفجر ضاحكة فصوته و طريقته في غنائها بشعة و مضحكة قالت ببرود مصطنع " لا حوائط هنا "
قال أنيس مشيراً لكيس البازلاء في العربة قائلاً " أغني للبازلاء هل لديك مانع "
قالت مشيرة حولها في المتجر " أذهب و أجلب كيس غني له غير الكيس خاصتي ربما أصبح طعمها سيء عند سماع صوتك "
قال أنيس بنفاذ صبر " بزلتي أقصد براءتي متى سأتي لمنزلكم لطلب يدك "
" هل هذا طلب زواج " سألت بسخرية
أجاب أنيس نافيا " لا هذا طلب شراء براءة اختراعك من والديك لتكوني لي حصري و للأبد "
صمتت تنظر إليه بضيق ما هذه الطريقة القبيحة لطلب يدها . هى لم تتفاجأ بالطبع فهو منذ راها و هو كمن سحر بها . هل أحبها حقاً . لا تصدقه فهو وغد كصديقه بالتأكيد . و لكن هو طلب المجيء لوالدي . هل أصدق جديته . قالت بلامبالاة " عنوان بيتنا مثلما كان لا أظن أنك نسيت العنوان "
تركته و ذهبت مسرعة تدفع عربتها كمن تهرب . هل هذه موافقة منها . سيعرف بالتأكيد عندما يذهب ..
***********★
دلف للمنزل و أغلق الباب خلفه بعد أن فتح له و عاد للداخل كالعادة مؤخراً . كان المنزل كالمرة السابقة مكب قمامة . أزاح أنيس علب الطعام عن المقعد و جلس و بيبرس مستلقي أمامه على الأريكة . قال أنيس متشدقا " على الأقل أنت تأكل "
أدار بيبرس رأسه ينظر إليه ببرود " ما الذي أتى بك . ألست سعيد بتوقفي عن الذهاب لشركتك "
قال أنيس بلامبالاة " بالطبع سعيد و لكن اشتقت لسماجتك فأنت منذ خطبت فاطمة و لم تظهر "
" تثاءب بيبرس " لا مزاج لي للخروج من المنزل هل أنت شريكي "
وضع أنيس ساق فوق الأخرى و قال بلامبالاة " لا لتذهب للجحيم لقد جئت لأدعوك لخطبتي و براءة اليوم ظننت أنك تريد المجيء معي و ربما شخص أخر يأتي "
نهض أنيس ليرحل لقد فعل ما عليه و هو حر أعطاه فرصة للحديث مع فاطمة ربما يتفاهمان . " وافقت الشقراء عليك غريب "
سأله أنيس بنزق " ما الغريب في ذلك أنها عاقلة و ليست مجنونة و غبية كأخرى "
قال بيبرس ببرود " لتمسك لسانك حتى لا تذهب بكدمة في وجهك"
سأل أنيس بحدة " هل ستأتي "
رد بنفي " لا و لكن هنيء الباربي نيابة عني"
قال أنيس بصبر " بيبرس . الزواج بعد أسبوع فكر جيداً لا تنتظر أن تهرب فاطمة هذه المرة لقد أكدت لي براءة أنها لن تفعل و هذا الأحمق لا أظن سينطق بكلمة عن اتفاقكم خوفاً من والدها "
قال بيبرس بهدوء " لا تشغل بالك أنت لدي الشخص الذي سيجعل فاطمة تهرب برضى و ضمير غير مؤنب "
سأله أنيس باهتمام " من هو "
***★***★***★***★***★***★***