في احدي النوادي الكبري وفي احدي زواياه ... جلست كما اعتادت يوميا ومنذ سنوات تكتب في دفترها مرتديتا نظارتها السمراء والتي تخفي معظم معالم وجهها فلا يستطيع من يراها بدونها ان يتعرف عليها ... وشعرها المخملي المستدل علي ظهرها متطايرا مع كل نسمة هواء تمر خلاله لترسم من خلاله امواجا حريريه مستمتعا بقهوتها الدافئة امامها ... كانت ولمدة ساعتين يوميا دائمتا الكتابة بحيث لا تجعل ايا كان يقطع عليها عزلتها فيها تعشق كتابة الخواطر الذاتية وتدوين كل ما تشاهده ويحدث امامها وتعيشه بداخلها مع ذاتها ...
اما هو فكان يأتي الي نفس المكان ولكن مع فرقته التي تتكون من عازفين وراقصين حتي يستعد للحفل الفني الكبير الذي يقيمه سنويا في هذا الصرح الكبير ... كان كل ما يشغل باله في هذا المكان هو فقط البروفات والتحضيرات التي تاخذ يومه بالكامل فلم يكن ينتبه الي اي كائن حي خارج محيطه الذي حدده لنفسه منذ ان بداء مشواره وهو شاب ذو السابعة عشر سنه حتي وصل الي ما وصل اليه الان بعد مشوار طويل من الجهد والتعب ليصبح من اشهر مطربي جيله في هذا السن الصغير الكبير في ذات الوقت والذي جعل الكثيرين يحسدوه علي ما وصل اليه وكم اعدوا له من المكائد والمؤامرات حتي يوقعوه من مكانته هذه الا انه كان كثير الحظ ليخرج منها في كل مرة اقوي واصلب ليصمم علي تكملة حلمه حتي يصل الي ما يربو اليه وهو العالمية...
اما هيا فكانت وعلي الرغم من صمتها وعزلتها التي بنتها لنفسها الا انها كانت تعلم بمجريات الامور حولها ... فهي تعرف ما يتم اعداده والحفل الكبير الذي سيقيمه النادي لصالح بعض الاغراض الخيرية التي يشارك فيها النادي بكل من فيه ... وعلي الرغم من انها من النوع المتحرر المنطلق والتي تدافع دائما عن حقوق المراءة الا انها تعرف دائما حدودها التي يجب الا تتخطاها... وعلي الرغم من نشأتها الغربية الا ان اصولها الشرقيه بداخلها والتي تجعلها تجمح وتكبد هذا الجموح قبل ان يصل الي ذروته ... لهذا كانت لا تؤمن بما يسمي الحب من النظرة الاولي ولم تكن تعتقد ان هناك حب يمكن ان يصل الي مرحلة تتعدي العشق والجنون تجعل معها الاثنان لا يقويان علي الابتعاد عن بعضهما او ان يتحمل ايا منهما فكرة ان ما بينهما يمكن ان ينتهي ليصبح لا شئ ... فهذه الحوارات بالنسبة لها ليست الا كلام قصص وروايات واغاني ... انما الواقع فهو آمر من ذلك ولا يوجد به مجال لكل هذه المسميات مع عصر السرعة الذي نعيشه والذي جعل معه كل شئ مثل التيكاوي حتي المشاعر والاحاسيس ... والتي اصبحت تشك ان البعض بداء يستخدمها كالالعاب حتي يصل لهدف ما ثم يترك ويرحل ...
كانت جالسة تفكر في كل تلك الاشياء التي لم تعتاد عليها لتجد نفسها قد خطت في دفترها ما يجول بخاطرها لتتجمع دموعها بعد ان احست بنفس الالم بنفس الوجع الذي عاشته يوم فاقت من نومها علي رساله بجوارها خطها بيديه من كلمات لم تتخيل ان يتركها لها في يوم من الايام علي الرغم من احساسها الدائم بانها لن تكمل معه الا انها كانت دائمت التكذيب لهذا الاحساس...
أنت تقرأ
آسرتنى ( Complete )✅✅✅✅✅
Romantizmwhat will happen when two different people come together