ستحتفظ بكل تذاكر القطارات التي تركبها دون أن يراها أحد، في المرة الوحيدة التي ستقرر أن تنخلص منها، سيصعد إلي القطار خمسة مفتشين، الواحد تلو الآخر، يسألونك عنها..
ستريهم كل تذاكر رحلاتك القديمة، لكنهم يسألون عن تلك تحديدا، ستقص عليهم مأساتك، كيف أنك احتفظت بآلاف التذاكر على مر السنين دون أن يسألك عنها أحد، لكنهم سيكررون السؤال دون أدني اهتمام، ستقسم لهم بأغلظ الأيمان أنها المرة الأولي، وربما الأخيرة! ستخبرهم أن حقيبتك ممتلئة، وأن الحمل ثقيل، وأنه رغم أن تذكرة واحدة لا وزن لها، إلا ان حملها معك يوميا لسنوات دون أن تتخلص منها، قد ضاعف وزنها آلاف المرات! ما بالك وأنت تحمل منها آلاف التذاكر؟ يبدو أنه لا أحد يسمعك، كما لم يسمعك أحد من قبل..
ستسأل إن كان هذا هو جزاء التزامك في آلاف الرحلات؟ ألا تشفع هذه لتلك؟ ستراهم يغادرون في قسوة، يفتحون الباب، وينظرون إليك..
ماذا؟ لا أحد يجيبك، لكن الجواب واضح، اقفز! لا مكان لك على متن هذا القطار أيها النتن! لن ندعك تلوث القطار بفقرك او قلة التزامك..
ستنظر إليهم نظرة أخيرة، بعيون متوسلة فمستنكرة فغاضبة، ستغمض عينيك، ترجو النجاة، ونجاتك في القفز!
