00

411 32 29
                                    

مدينة يانغسان، مقاطعة غيونغسان،
كوريا الجنوبية
1939

- بوك دونغ-آه ! كان ذلك صوت والدتها ينتشلها من أحضان النوم.

همهمت بتذمر آبية التخلي عن غطائها، إلا أن أمها شاركتها عنداها لتخرجها عُنوة من مضجعها.

- بوك دونغ-آه أفيقي، أخوك راحل ودِّعيه.

انتصبت فور سماعها كلمات أمها، لتركض ناحية أخيها تعانقه و تبكي، فهو أٌرغم كغيره من شباب كوريا على ترك الدرسة و المحاربة تحت اسم "التلاميذ الجنود" لصالح الصفوف اليابانية، إذ بلاد الشمس الحمراء الساطعة كان تبسط نفوذها على عديد من دول المنطقة، و لسوء حظ نهر الهان، هو الآخر قد ضُمَّ إلى الأراضي اليابانية.

حاول أخوها أن يبقى منتصف الجذع لا يهتز أمام ناظر والدته و شقيقته، فهو مرغَم على الخوض في غمار الوغى لا بطل، كوريا تحت رحمة اليابان و أنَّى له أن يرفض.

بوك دونغ لم تعِ متى أُجبِرت على ترك أخيها يرحل، و لا تذكر آخر كلماته لها. هي لم يعد بمقدرتها شيء إلا الدعاء، الدعاء لنصرة المُحتل، لعل أخاها يرجع سالما.

***

مرت فترة على اندلاع الحرب العالمية الثانية، و صباح إحدى الأيام فوجئت بوك دونغ بمجيء يابانيين لمنزلهم، لتُصعق أكثر حين طلب منها الرحيل معهم.

بأعين تطوي تساؤلات عدة رمقت أمها، لتفرج عن شفتيها سامحة لنظرتها أن تترجمها الكلمات.

- إلى أين يأخذونني، أمي.

ابتسمت المسؤولة لصغيرتها لتنحني ناظرة في مقلتيها مجيبة.

- سيأخذونك لمصنع تخاط فيه بذَل الجنود و العساكر، فهم بحاجة ليد عاملة و سيدات صغيرات من أمثالك.

ثم تنحنح الياباني محدِّثا السيدة كيم، مطمئنا إياها عن المستقبل المجهول الذي سترسل إليه قرّة عينها.

- نعِدك أن نرجعها فور بلوغها سن الزواج، ليس هناك دافع لرفضكم العرض حقا.

هزت أمها رأسها إيجابا، مرغَمة هي الأخرى كما أرغمت على توديع ابنها، فإن رفضت أمرهم سيُسلبون كل ما بحوزتهم، بل و سيُنفوْن من كوريا، سينفيهم المحتل من وطنهم و أرضهم.

بوك دونغ تعلم بالفعل بسوء وضعهم، و على الأقل في مصنع لن تموت بسبب الحرب، ذاك كان تحليلها للوضع، لذا هي استجمعت شجاعتها لتخبر السيد الياباني.

- حسنا، سأذهب.









مرحبا،
مقدمة بسيطة لتوضعوا في الإطار الزمني و التاريخي للقصة، و تعريف بسيط بالوضع السياسي لكوريا آنذاك.

كيم بوك دونغ سيدة عاشت بالواقع، و القصة برويها بناءً على أحداث هي جد عاشتها، مع إضافة بعض الأشياء و لمستي الخاصة للقصة طبعا.

رجاء أخبروني بآراءكم بالتقديم البسيط للرواية لحد الآن، بكون جدا ممنونة لكم.

و فقط، أتمنى تغمروا إيانفو بالعديد من الدعم و الحب،
و أحبكم 💕

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 21, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إيانفو || 慰安婦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن