استيقظَ جونغكوك على أرضيةِ غرفةِ المعيشةِ الخاصةِ ب كيم تايهيونغ بتشنجٍ في رَقبتهِ وعينانِ مُنتفختانِ إثرَ النَوم، لكنّهُ استيقظَ سعيداً؛ هو بأمان حيثُ أنّ أكبرَ خطرٍ في حياتهِ قد إختفى الآن.
رفعَ بصرهُ نحو السقف لعدة لحظات في محاولةٍ لإستكشافهِ، بالطبع لا يزالُ يمتلكُ تلكَ الندوب والعلاماتِ الباهتةِ على بشرتهِ لكنّه لم يَنظر للمرآةِ بَعد.
اسقامَ بعد أن خاضَ حرباً ضدّ جسدهِ المُتخدر وعندها تَمكن من رؤيةِ تايهيونغ.
كانَ يرسم في المَطبخ، مُحاطٌ من قِبل أشعةِ الشمس التي كانت تقتحمُ المكانَ عبرَ النافذة القابعةِ خَلفهُ، يُلطخ الطلاءُ القميص الذي كانَ نائماً بهِ بالإضافةِ إلى أنّه يبدو نَعِساً، لكن نوعاً من السلامِ الغريب كانَ يَتخلل ملامحَ وجههِ.
إنّه يبتسمُ لكنها لم تَكنْ ابتسامةٌ كاملة تماماً، كانَ تعبيراً آسراً أكثرُ من أيّ شيءٍ آخر قد شاهدهُ جونغكوك على الإطلاق، آسرٌ أكثرَ من الزهورِ التي يَهوى جمعها، آسرٌ أكثرَ من المرةِ الأولى التي استمعَ فيها إلى ديبوسي بعدَ مُقابلتهِ لتايهيونغ للمرةِ الأولى.
عندما كانَ كُل شيءٍ بارد و غيرَ مؤكد حيثُ كانَ في حالةِ سُكرٍ تامةٍ بسبب شعورهِ المحدودِ بالحرية، لم يَكن يتذكر أيّ شيءٍ من ذلكَ اللقاء عدا عن صورةِ تايهيونغ وصوتهِ بينما يمتزجانِ مع المَطر.
أما الآن فلقد أصبحَ كُلّ شيءٍ دافئ، بشرةُ تايهيونغ تلمع وشعرهُ يضيء، عيناهُ تتلألأ أثناءَ تحديقهِ بالشيء الذي كانَ يرسمهُ فوق ذلكَ القُماش الأبيض أمامهُ.
هو لم يُلاحظ بعد أنّ جونغكوك استيقظ، لذا فإنّ جونغكوك استغلَ الأمر وأخذ يُلقي نظرةً على أرجاءِ الشقة.
الجُدرانُ بيضاء، وأرضيةُ المطبخِ بلونٍ أشقر فاتح ولامع، المائدةُ الخشبية مُغطاةٌ برسوماتٍ على وشكِ أن تَجف، يفترضُ جونغكوك أنّ تايهيونغ قد رسمها للتّو، هناكُ بقعُ من النباتِ الخضراءِ تنتشرُ في كُل مكان، بالإضافةِ إلى وجودِ لوحاتٍ صغيرة تغطي الجُدران، الأثاثُ في غرفةِ المعيشة غير مُتطابق وممزق ومُغطى بالسجادِ والبطانيات.
هذا ما يكونُ عليهِ المنزل.
فكرَ جونغكوك في منزلهِ القديم؛ المَنزل الذي كانَ يتشاركهُ مع حبيبهَ السابق، ذلكَ المنزل الذي لم يكن أبداً قريباً من مُسمى منزل ولا يبعثُ على الدفء مُطلقاً، المَنزل الذي كانَ يُسمى منزلاً فقط لأنّ آلامهُ وكدماتهُ نشأتْ فيه.
كانَ أحدُ اسباب بقائهِ مع حبيبهِ أنّه لم يَكن يملكُ مكاناً للذهابِ لهُ؛ لقد انفصلَ عن والديهِ وابتعدَ عن دعمهم بمسافةِ آلافِ الأميال، لذلكَ عانى بمفردهِ بقدرِ المُستطاع في حين انهارتْ علاقتهُ المِثالية ببطء.
أنت تقرأ
Something In The Rain | TK
Fanfiction"إذا كنتُ أنا بيكاسو، فأنتَ ستكون ديبوسي" -بيكاسو: رسام ونحات وفنان تشكيلي اسباني شهير. -ديبوسي: واحد من أهم وأشهر مؤلفي الموسيقى في فرنسا. شيءٌ ما تحتَ المطر؛ حيثُ يلتقيان فقط عندما تُمطر تايكوك في الأرجاء 🌈 * .. * . {قصة مُترج...