خرج ياغيز إلى حقول الزيتون لكي يلهي نفسه و يتعب حتى لا يفكر بشيء وهو غاضب من حياته و قدره هل يستحق أن يعيش هكذا حياة دون حب و سعادة مع امرأة لا تريده لقد صبر عليها 10 سنوات إلا أنها لم تصبح إلا أسوء حتى بعد أن أنجبت التوأم لم تتغير أبدا وكل هذا لم يكفي لتدخل تلك الغريبة لتقلب حياته رأس على عقب دون أن تدري على حاله وحال قلبه الذي كان يجب عليه أن يخفق لزوجته التي تزوجها منذ زمن إلا أنه آب أن يخفق لها حتى أتات تلك الغريبة ليصبح مجنون بها لدرجة أنه يخاف أن يسمع أحد صوته...
الن توقفها عن السفر هل ستدعها ترحل هكذا يا آغا.. التفت ياغيز خلفه ليرى من يتكلم معه ليجد تلك مرأة الغجريه من تكلمه مرة أخرى..
ياغيز :- أهذا أنتي
المرأة :- لم تجبني هل ستدعها ترحل
ياغيز :- من أنتي.. وماذا تفعلين هنا
المرأة :- هل مازلت تحلم بها أم لم تعد إلى أحلامك
ياغيز :- كيف تعرفين كل هذا الأشياء عني وأنا لا أعرفك حتى.
المرأة :- أنا مجرد عابرة سبيل تبحث عن لقمة عيشها كم قلت لك من قبل و أعرف أن قلبك متعب للغاية..
ياغيز :- غير صحيح ما تقولينه.
المرأة :- إذا لما أنت غاضب إلى هذه الدرجة إذا لم تكن رجلا عاشقا للفتاة غريبه لا تعرف عن حالك حتى.
سكت ونظر إليها وقال :- كيف تعرفين كل هذا عني.
المرأة :- أنه القدر يا آغا.. القدر
ياغيز :- أنا لا أفهم ما قصدك
المرأة :- يجب أن ترض بكل ما هو مقدر و مكتوب وأن تصبر على كل ما يصيبك لأن الصبر هو النعمة الكبرى..
ياغيز :- لماذا... ماذا سيحدث
المرأة :- أصبر يا آغا أصبر
قبل أن يقول ياغيز أي شيء آخر رن هاتفه نظر إليه ومن ثم رفع رأسه ليجد أن تلك المرأة قد أختفت مثل مرة الماضي التفت حوله إلا أنه لم يجد أحد.. ناد بصوت
عالي :- أيتها المرأة أين ذهبت.. هى أيتها الغجريه أين أنتي.. ومن ثم ضحك بقوة وهو يقول :- يبدو أنني قد جننت وأصبحت أرى الأشباح أيضاً.. ههههههه ومن ثم صرخ بكل قوته ياإللهي.. ياإللهي..
وكانتا ايجه و هازان قد خرجوا لتشتري هازان بعض أشياء لها و تجولوا معا في مدينة حتى المساء..
كانت هازان في غرفتها ترتب أشياءها وتجهز حقائبها و كانت ايجه معها يتكلمون..
ايجه :- سأشتاق إليك كثيراً يا صديقتي.
هازان :- و أنا أيضاً سأشتاق إليك وإلى الجميع خاصة التوأم فقد أعتدت عليهما كثيرا لدرجة أني كنت أذهب إليهما قبل النوم وبعد النوم أيضاً و كأنهما أطفالي أنا..
ايجه :- أعرف هذا وأظن أنهما قد أعتدتا عليك أيضاً إذا كيف ستذهبين الآن و تتركينهما ها..
هازان :- لا أعرف.. ولا أستطيع بقاء هنا إلى من أجلهما .
قالت ايجه بعفوية وهي تضحك :- إذا تزوجي من أخي.
صدمت هازان من كلام ايجه وقالت بتعثلم :- ماذا... و.
ولكن أخوك.. أنا.. هو.. أنتي.. و.. و.. هي.. أقصد.. أنا..
و.. هو.. لا.. أقصد..
ايجه :- ما بك يا فتاة كنت...... وقبل أن تكمل ايجه أتات الخادمة لتقول لهما أن العشاء جاهز..
ايجه :- هيا بنا لنتناول العشاء لأن سيفينش خانم لا تحب التأخير على موعد الطعام.. و ذهبت ايجه قبل هازان تاركت إياها مصدومة من كلامها وهي تفكر بذلك الكلام وما كان قصد ايجه منه..
على العشاء كان كل من عزيز آغا و سيفينش و ايجه و كنان و ليلى و هازان جالسين يتناولون الطعام بهدوء...
كانت هازان تسأل في نفسها عن الآغا وأين هو لأنه قد خرج دون أكمل إفطاره حتى ولم يرجع حتى الآن إذا أين هو.. ولما لا يسأل عنه أحد خاصة هذه الزوجة..
كسر ذلك الصمت و تفكير هازان صوت ليلى وهي تسأل :
إذا ستذهبين من هنا و غداً..
هازان :- نعم يا خانم.. غداً سأذهب.
ليلى :- والتي كانت أظن أنك لن تذهبي من هنا.
هازان :- عفواً.. لم أفهم ما ترمين إليه.. ماذا تقصدين..
ليلى :- ما أقصده أنك ربما وجدتي شخص و.....
سيفينش :- ليلى يكفي..
كنان :- إذا هل تريدون الخروج اليوم إلى مكان ما..
نظرت ايجه إلى هازان وقالت :- هل نخرج
هازان :- لا.. لقد تجولنا اليوم و أنا متعبه.
ايجه :- حسناً.. كم تريدين
عزيز آغا :- ما رأيك بأن نشرب القهوة من يدك لآخر مرة
هازان :- طبعاً يا آغا.
بعد ساعتين من تناول العشاء و شرب القهوة و تحدث وضحك صعد كل إلى غرفته لأن وقت قد تأخر ولم يرجع ياغيز بعد..
كانت هازان جالسة في غرفة التوأم تريد أن تشبع منهما آه يا صغيراتي كم سأشتاق إليكما وإلى بكاءكم وصوت ضحكاتم وما هي أول كلمة التي ستنطقون به و أول خطواتكم.. هل ستشتاقون إلى خالتكم هازان ها لا تنسوني لأنني أنا أيضا لن أنساكم أبدا يا صغيراتي و أقترب منهما تقبلهما من جبينهما و يديهما وكانت عينيها حمرات من بكاء والتفتت للخروج إلا أنها وقفة بمكانها وهي ترى ياغيز واقفاً على باب غرفة يستمع إلى كلامها..
نظرت إليه وإلى حاله كان يبدو عليه التعب و الإرهاق كانت ثيابه متسخت و مبعثره ووقع نظرها على يده المجروحة وكانت دماء عليه جافة.. شهقت هازان بفزع و أتجهت نحوه وهي تقول :- ياإللهي.. يدك أنها تنزف. و أمسكت بيده و سحبته وراءها إلى حمام حتى تقوم بتنظيفه و تعقيمه.. فتحت باب الحمام وأقتربت من مغسلة وفتحت الماء ووضعت يده تحت الماء وقامت بغسله جيداً بنعومة.. ليغمض ياغيز عينيه مستمتعا بهذا اللحظة و بقلبه قهر كبير لا يستطيع بوحه به..
هازان بقلق :- ماذا حدث و أين كنت ها..
فتح عينيه ياغيز وقال :- لقد كنت في حقول الزيتون و كنت أعمل ولم أنتبه على يدي..
هازان :- عمل.. وما هذا العمل الذي يجعلك تنسى يدك.
ياغيز :- عمل مهم..
هازان :- حقأ.. لا تفعل ذلك مرة أخرى صحتك أهم.
ياغيز :- أمرك يا خانم.. أمرك
نظرت إليه هازان بخجل وقالت :- هيا إلى غرفة لكي أقوم بتعقيمها و ربطها بشاش.. هيا..
كم كان ياغيز سعيدا وهو هكذا بين يديها تسحبه من هنا إلى هناك و تآمره بألا يفعل ما يتعبه..
جالسا مرة أخرى على الأرض وقامت هازان بوضع يده بحضنها حتى تقوم بتعقيمها وفتحت العلبة و أخرجت المطهر و قطن وبدأت بتعقيم الجرح بقلق وهي تعض شفتها كعادة و تبلليها بتوتر.. هازان :- ياإللهي.. أنظر كم أصبح الجرح أعمق من البارحة لأبد أنك قمت بعمل صعب أليس كذلك.. ياإللهي..
ياغيز :- لا ترحلي
رفعت هازان رأسها بأندهاش وقالت :- ماذا
ياغيز :- لا تذهبي.. لا تسافري إلى إسطنبول.
هازان :- لماذا
ياغيز :- من أجلي ومن أجل بناتي..
هازان :- ماذا تقصد.. من أجلك ومن أجل التوأم.
ياغيز :- لأنني أحبك.. و أريدك إلا تذهبي.
هازان :- لكنك رجل متزوج و أنا..
ياغيز :- أي زوجة.. هل تسمينها زوجة.. سأطلقها.
هازان :- وماذا عن أهلك و عشيرتك.
ياغيز :- أنا الآغا ولا أحد يستطيع أعترضي لا أحد.. و أقترب منها وأمسك بوجهها ومرر إصبعه على شفتيها وقال :- ألم أقول لك إلا تعضيها أمامي..
أحمرت خدود هازان خجلا وإلاسوء أنه قرب رأسه إليها و أخذ شفتها حمراء إلى فمه يقبلها بنعومة و لف يده حول عنقها يقربها إليه أكثر حتى مددها على الأرض وهو مازال يقبلها وسط أندهاش هازان مما يفعله...
هازان :- يا آغا.. هل أنت بخير.. هل آلمتك..
أنتبه ياغيز على نفسه و نظر إلى هازان التي كانت تنظر إليه و تسأله أن كان بخير فعرف أنه كان مجرد خيال و قال :- نعم أنا بخير.. شكراً
بعد ذلك أنتهت هازان من لف جرحه بشاش وقالت :- أرجو إن تهتم بجرحك و إلا سيلتهب.. بسلامة
سحب ياغيز يده من بين يديها وقال :- شكراً يا خانم..
ونهض يريد الذهاب توقف وقال لها :- متى ستسافرين
هازان :- في صباح الباكر.
ياغيز :- إذا كوني جاهزة أنا سأخذك
هازان :- حسناً
غادر ياغيز إلى غرفته وهو يشعر بغضب وقهر لأنه لا يستطيع منع المرأة الوحيدة التي خفق قلبه من أجلها من الرحيل لأنه رجل متزوج و آغا عشيرة كاملة إذا هو
كان الآغا ويفعل هذا إذا ما سيفعل الآخرون لذلك أختار الصمت ودفن ذلك الشعور في داخله إلى الأبد على أن يدمر حياة فتاة يتيمة لا تعرف عن حالة قلبه شيء و دخل إلى غرفة حتى ينام هذا اذا نام و دخل إلى حمام ليبدل ثيابه..
حل الصباح...
لم يذق كل من ياغيز و هازان النوم.. كانت هازان قد جهزت نفسها وبعد تناول الفطور ستذهب.. أستيقظ الجميع باكراً لكي يقومون بتوديعها حتى ليلى ليس حب و إنما فرحه لأنها ستذهب ولن تعود.. كان ياغيز يعدل قميصه عندما دخلت ليلى إلى غرفة وقالت له :- هل تعرف كم أنا سعيدة لأن تلك الفتاة ستنقلع من هنا و أرجو إلا أراها في حياتي مرة أخرى.. ياإللهي..
نظر إليه ياغيز بغضب فهو يعرف ماذا تقصد إلا أنه لم يرد عليها وكأنها ليست موجودة أصلا..
ليلى بأستفزاز :- هل أنت سائقها حتى تأخذها أنت ها إلا يوجد أحد آخر يأخذها.. أم تريد أن تكون آخر من يرى حبيبة القلب و أنت تودعها ههههههه..
لم يتحمل ياغيز أكثر ليرفع يده ويضربها على خدها بقوة لدرجة أنها بصقت دما وقال :- يبدو أنك أصبحت مجنونة حتى لا تفهمي معنى عدم أزعاجي يا هذه..
أبتعد ليلى عنه لتهرب إلى الحمام و تغلق الباب خلفها وهي تصرخ بصوت عالي :- كل هذا من أجلها ها.. كل هذا من أجل تلك الفتاة الحقيرة.. كل هذا من أجلها..
زفر ياغيز بضيق فهو لا يتحمل حاله حتى تأتي هذه لتكمل عليه وهو لم يضرب في حياته امرأة من قبل لكن ليلى كانت تستحق و أكثر من ذلك لأنها لا تتعقل..
بعد تناول الفطور ودعت هازان الجميع و بكت كثيرأ وهي تودع التوأم و قالت ل ايجه أن تتصل بها كل يوم حتى تتكلم مع التوأم و معها أيضاً..و ذهبت مع ياغيز الذي أخبر ايجه إلا تذهب معهم لأنه لن يأتي إلى البيت بعد توصيل هازان إلى مطار... في السيارة كانا صامتين كل بقهره.. ياغيز وهو يرى حب حياته تذهب دون رجعت.. و هازان الذي كانت قد أعتدت على هذه العائلة و على التوأم و على حبهم و أحترامهم لها.. و بعد صمت طويل قالت هازان :- لقد وصلنا إلى نهاية الطريق..
ياغيز :- نعم.. لقد وصلنا..
نزل ياغيز من السيارة و كذلك هازان و قام بأخراج الحقائب أيضاً و أعطها ل هازان..
هازان وهي تمد يدها إليه قالت :- لقد تشرفت بلقاك يا آغا و..... لم تكمل لأنها كانت على وشك البكاء..
مد ياغيز بيده إليها و أمسك بها وقال :- و أنا أيضاً يا خانم..
هزت هازان رأسها لتسقط الدموع من عينيها وقالت :- الوداع
ياغيز وهو لا يستطيع فعل شيء غير قول :- الوداع
سحبت هازان يدها و أمسكت حقائبها تجرها وراءها دون توقف عن البكاء و أمام باب المطار التفتت لتنظر إليه لآخر مرة إلى ذلك الرجل الذي أخذ منها شيء دون أن تدري شيء لم تتخيال أنه قد تعطيه إياه.. و هكذا سافرت هازان... ولكننا لا نعرف ما ينتظرنا غداً أم ماذا سيحدث......
أنت تقرأ
حب من نظرة الأولى. ( مكتملة )
Romantikهو آغا طيب قلب شجاع و فارس مغوار هي فتاة يتيمة تدخل إلى بيتهم و تتغير حياتهم