تحركت الشمس نحو المشرق...معلنة...صباح جديد...و بداية جديدة...للحكاية....
تلونت الملامح الطفولية...بانزعاج لطيف...و هي تباعد عنها...بطانيتها الدافئة...
مريم....هايديييي انتي يا هذه....
اسما....اااه مريم....الا يمكن.. .ان انام لخمس دقائق بعد.....الجو بارد....و البطانية...ولا احلى منها.....
ضحكت بسخرية لتردف....حقاااا جنم...دعيني اذكرك...انكي في طرابزون الآن..و لم تعودي في الجزائر...
ان تاخرتي دقيقة واحدة....س تبقين خارج الصف....
قامت بفزع من مكانها قائلة....اللللللهم....كيف نسييت....مرريم.....كم الساعة....
ناظرت الساعة بلطافة....لتهمس....لا تزال لدينا نصف ساعة.....ان اسرعتي....س__
ارتفع ضغطها على وقع حروفها لتردف بتوتر....
يلزمني ساااعة حتى اجهز....اماان يااا ربيي....
مريم....كزم كوووووووش (اسرعي يا بنت )في الجزائر....
بقيت مائدة الافطار على حالها....مثلما وضعتها....الام....
بينما العائلة في حداد...عن هجرة....الحمامة البيضاء.....
قام بتكاسل و هو يردف....
صباح الخير يا امي.....
الام.....اجلس ايها الولد....لدي ما أقوله لك...
الاخ...عساه خير.... منذ الصباح....؟؟
الام....سأجهز مختلف المكسرات...و الحلويات...و علب العسل و الاعشاب...
ابتسم بمكر و هو يحتسي...الحليب خلصته ..ليهمس
هل من اجلي؟؟
جعلت الجرعة تعلق...في حنجرته...من ضربتها....
الام....و لم اكافؤك....ايها الابليس...هل من أجل نومك الثقيل....ام انك بقيت من دون دراسة.....
اااااه.....لو شبهت اختك....و لو بظفر...قدمها الصغير....
وضع كاسه جانبا ليردف...اتضح انكي....سترسيلهم لها...
و انا من سيقوم باللازم....هكذا؟؟
الام....تماااماا يا عمري....سمعت ان هذه الاعمال و التوصيلات.. تاخذ وقتا....
و لدى خالك احد يعرفه....يعمل في المطار...ستتدبر الامر....اليس كذلك؟؟في طرابزون....
تناغمت خطواتهن السريعة....
و هم يتخذون من محطة الحافلات ..وجهة لهم....
مريم....اخذت الاوراق....و الاقلام..الممحاة ايضا بحوزتي....شيء....بقي لي أن اشتري المساطر الطويلة...
اسما....الى اين سنذهب الآن مريم؟؟
مريم....الى المحطة يا عزيزتي....
لنقل حافلة .....عندما يقول السائق سورميني....ننزل هناك...هل فهمتي. ؟؟
توقفت خطواتها على وقع حروفها الاخيرة...اين شردت....و ملامحها...اشتاقت..
اسما....بعيون دامعة....ناظرت في احدى شرفات...البيوت....عائلة تتناول افطارها. بكاملها...
همست ببحة شوق...و دموع طفولية....."عائلتي"
مريم....يااا بنت لم توقفتي....فالحافلة ليست من هناك.. .بل من هذا الطرف....
مسحت دموعها باطراف اصابعها الصغيرة...لتعد خطواتها بالقرب...مت صديقتها الجديدة....و المجنونة..
صرخت بطفولة و هي توقف الحافلة...مشيرة بيدها.. "سووووورمينييييي....نحن ذاهبات الى سورميني "
ابتسمت ببراءة و هي تقول
مريم:يا بنت لم تصرخين....كان سيتوقف اساسا....
عبست ملامحها مناظرة....الحشد....داخلها..
اسما.....مقلدة للهجة البحر الاسود...نينيييم يااا ربييي
مريم....اركبي جنم....هذا هو حظنا....
أنت تقرأ
"ستكتبين...اجمل حكاية"
Romanceحكاية فتاة عربية.. التجأت باحلامها الكبيرة....الى البحر الاسود... عسى...ان يسعها... حتى تكتب حكايتها...بيدها... و تناظر...احلامها... و تكون حكاية لحلم...آلاف...الفتيات... لكن للقدر دائما....خطط اخرى...