الخلخال
قصة قصيرة...
...
...
في ذلك اليوم الطويل من ايام الشتاء قارص البرد ...
عدت ليلا ادراجي خائبا بعد خسارتي كل مراهنات القمار التي اعتدت الفوز بها...
كنت لا املك قرشا واحدا وكنت بحاجة ماسة الى من يعيرني ذلك القرش لاكسب منه لقمة عشاء اسد بها رمق جوعي ....
كانت تلك الليلة باردة جدا وكنت اسير تحت اضواء الاعمدة وينساب المطر فوق جسدي كما السيل...
وصلت بيتنا العتيق الذي يجاور المسجد الكبير الذي لم تصبني رهبته يوما بسبب طغياني وغروري...
دخلت واحة البيت وانا اتضور جوعا وجدت خبزا وبعض الخضروات ملأت بها بطني ....
تسللت الى فراشي كالمهزوم واحسست بحرارة جسمي بدأت تتصاعد وبدا انفي يترطب واخذ العطاس مني مأخذا ...
استيقضت امي على صوت العطاس....
مالخطب يابني ...
لاشي يا امي يبدو انها نزلة برد ...
عدت فراشي وبدأت حرارتي ترتفع جدا لم اقوى على القيام الا حينما سمعت صوت انفجار مهول هز اركان غرفتي ....
خرجت مهرولا الى الشارع وجدتها سيارة مفخخة قد انفجرت ورايت الناس قد تجمهروا في الشارع والكل مذعور....
لم التفت لشخص ما ابدا ....
انما لفت اسماعي صوت خلخال تحمله ارجل عشرينيه ناعمه ...
كنت اعرفها انها سارة ...
رايتها تهرول بسرعه وكان منظر الخلخال ادهشني ....
كان عقلي وفكري ومخيلتي يداعب ذالك الخلخال ...
كنت الهث خلفه واتابع خطواته ....
نعم كنت وفي تلك اللحظة افكر في خطف الخلخال قبل صاحبته ....
كانت سارة تهرول وتركض وتصرخ وانا كنت اصرخ واشعر بالفرح لان ذلك الخلخال الذهبي سيخرجني وينجيني من فقري ...
لاضير ان فقدت سارة خلخالها او فقدت ذهبها فهي بالطبع ستفقد احدهم في هذا الانفجار ...
وسط فرحتي وانا اركض خلفها...
تعثرت بحجر ووقعت على وجهي....
...
...
ثواني معدودة استفقت ...
اختفت سارة...
اختفى الناس جميعا ...
عاد الصمت والهدوء والظلام ....
واويلتاه اختفى الخلخال ....
تبعثرت امالي كلها ....
استفقت على صوت امي ثانية ....
( يمه حرارتك عالية اسويلك كمادات)
واويلتاه اختفى الحلم ...واختفى معه الخلخال 😭😭😭😭
