───※ ·❆· ※───
'الكبرياء بالكبرياء و النسيان بالنسيان و البادئ أظلم'
تذكرتُ ما قلته لنفسي في ذلك اليوم الذي تُركتُ فيه
و أصبحت علكة في أفواه الذين يستحون والذين لا يستحون وأنا أنظر للمكان الذي بقيتُ فيه واقفاً، فناء القصر.. كنتُ أطل من الشرفة واضعاً يداي في جيبيأقسمتُ أنني سأُذيقها من نفس الكأس الذي شربتُ منه، لكن ما أن مضى بعض الوقت حتى وجدت أن ذلك الغضب تلاشى وكأنه لم يكن
لم أستطع التفريط بها خاصةً بعدما هربت، لشهرٍ كامل ووالدي يبحث عنها هو ورجاله، أقسم أن يجعلها تدفع الثمن، ورغم علمي بمكان وجودها إلا أنني تظاهرتُ بالجهل، إن وجدها أبي سيقتلها
يراها الآن عار للعائلة ويجب أن تتم إزالتها من الدنيا حتى يعود شرفه واسمه وجاهه يرفرف في الأعلى
غير ذلك، لا يوجد حلحزمتُ أمتعتي وسافرت دون إخبارهم، كلهم ظنوا أنه بسبب ما حدث، لأنني كنت غاضب كالثور الهائج .. لكن في الحقيقة سافرتُ لأشتت ذهني و أصفي قلبي من الكره والحقد اللذان استقرا هناك وجعلاه مُظلماً وإن لم أستطع طردهما سأصبح ظالماً
في أول أسبوع لي هناك في إسبانيا و تحديداً في مدينة مدريد، تعرفتُ على فتاة عربية أردنية الأصل، كانت جميلة، أنيقة وطيبة، لبقة في حديثها و حساسة، رقيقة وشفافة كالزجاج
ذات جمال ملائكي، عيون خضراء بلون الشجر، كانت فاتنة
يُمكن معرفة ما تفكر به بمجرد التحديق بها، تعرفنا وأمضينا أياماً معا .. عشنا نوعاً من المشاعر المتبادلة، لم يكن شيئاً عميقاً كالحب ولا سطحياً كالإعجاب
كان ما بين البينين، ويتخللـه الاحترام و التفاهم
وبعد ذلك سافرت هي لوطنها الأم لبعض الوقت، بقيتُ وحيدا و عادت أفكاري التي طردتها عندما كنتُ برفقة 'دانا'
اكتشفتُ حينها انها كانت الحاجز بيني و بين تلك الأمور التي جرحتني وقررتُ أن أعرض عليها الزواج بعد عودتهاعادت، وافقت و تزوجتها دون علم عائلتي، فقد أردتُ تجاوز كل ما يسمى بالعادات والتقاليد التي تأخذ وقتاً طويلاً، وبعد سنتين أنجبت 'قصي'، كانت هي من أسمته وانا وافقت، برأيي كان ذلك منصفاً فأنا لم أستطع إعطاءها الحب الذي حلمت به لذا عزمتُ أن أعطيها كل ماتطلبه علّ ذلك يشفع لي، ربما يكون كالبلسم الذي يداوي مشاعرها المجروحة التي أبت أن تتلاحم مجدداً
أنت تقرأ
مُـشـْْتـَـقَّـةٌ مِـنْ آدم
عاطفية- آدم سَيَعُودُ غَداً ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ كَانَتْ كَفِيلَة بِجَعْلِي أُعَانِي مِن صُعُوبَةٍ فِي التَنَفُسْ، الرَّجُل الذِي تَرَكْتُهُ فِي أَسْعَدِ يَوْمٍ فِي حَيَاتِهِ سَيَعُودُ. عِنْدَماَ نَلْتَقِي سَأَكْتَفِي بِالتَحْدِيقِ فِي عَيْنَيْكَ، فعَيْنَايَ...