الفصل التاسع
" انا موافق ..."
قالها حازم اخيرا لتتسع ابتسامة سنا تدريجيا ... قفزت من مكانها واحتضنته بقوة وهي تصرخ من شدة الفرح بينما ظل هو جامدا في مكانه غير مستوعبا بعد لما تفوه به ...
بعد لحظات حرر نفسه من بين احضانها ... امسك بيديها وقال بجدية :
" سنا ...لازم تعرفي حاجة مهمه ... انوا جوازنا هيفضل بالسر لحد ما اطلق هنا بعد سنة من جوازي منها ..."
اومأت سنا برأسها مؤكدة على كلامه رغم الضيق الذي سيطر عليها ...
قالت بضيق خفي محاولةة تغيير الموضوع :
" مش وقت الكلام ده يا حازم ...."
ثم اردفت متسائلة :
" هنكتب الكتاب امتى ..؟!"
" دلوقتي لو عايزة ...؟!"
قالها حازم بنبرة جادة لترد سنا :
" تمام دلوقتي... اتصل بخالد يجيب المأذون ومعاه شاهد تاني ... "
" حاضر ..."
قالها حازم وهو يتجه الى غرفته ليحمل هاتفه ويتصل بخالد...
طلب منه ان يجلب معه مأذون وشاهد ويأتي الى شقته ...
تعجب خالد من طلبه وحاول ان يستفسر منه عن سبب طلبه هذا لكن حازم اخبره انه سيشرح له كل شيء حينما يأتي ...
وبالفعل اذعن خالد لطلبه وفعل ما اراد بينما اغلق حازم هاتفه وعاد الى سنا وهو ما زال يفكر في قراره المجنون وتبعاته ...
..................
دلفت هنا الى شقتها بتردد شديد ...
كانت تشعر بالخوف من الدخول اليها مرة اخرى ...
ضغطت على كف يدها بقوة وسارت بخطوات بطيئة الى الداخل ...
اول مكان وقعت عيناها عليه هو المطبخ الذي شهد اخر لحظات انتحارها ...
ابتلعت غصة مريرة تكونت داخل حلقها ... لقد كادت ان تموت بسبب فعلتها المجنونة ...كادت ان تخسر رحمة ربها الى الابد ...
اتجهت نحو غرفتها... جلست على سريرها ووضعت يدها على بطنها التي بدأت تؤلمها قليلا ...
اخرجت بعدها هاتفها من حقيبتها واتصلت باختها تسألها عن حال والدتها ...
اطمأنت من اختها انها بخير فاغلقت الهاتف و تمددت على السرير لتغرق في نوم عميق ...
استيقظت بعد حوالي نصف ساعة على صوت رنين هاتفها ... ضغطت على زر الاجابة بسرعة وهي تشعر بالقلق الشديد فالمتصل لم تكن سوى ريهام اختها ...
" هنا ... ماما عايزة تشوفك حالا ..."
هكذا بكل بساطة قالتها ريهام وكأنه امرا عاديا ...
هي سوف ترى والدتها ... بعد كل ما سببته لها من الم... بعدما خذلتها وطعنتها في ظهرها ...
حاولت ان تقول شيئا او تعترض الا ان ريهام شددت عليها بحزم :
" هي طلبت مني ده ....قالت عايزة تشوفك قبل العملية ..."
واضطرت هنا الى تنفيذ امر والدتها فخرجت من شقتها متجهة بسرعة الى المشفى التي تقطن بها والدتها دون ان تغير ملابسها حتى ...
وصلت هنا الى المشفى وتحديدا الى الغرفة التي تقطن بها والدتها ....
دلفت الى الداخل بخطوات متعثرة لتقع عيناها على والدتها التي تحتل سرير المشفىى...
كانت تبدو شاحبة للغاية ...
تقدمت منها بخطوات خجول مرتبكة لتتأملها والدتها عن قرب بنظرات تدل على اشتياقها لها ...
لكن سرعان ما اخفت هذه النظرات ما ان رفعت هنا بصرها نحوها فحلت محلها نظرات البرود والازدراء ...
" ماما ...انا ... انتي كويسه ...؟!"
قالتها هنا بنبرة متلكأة لتومأ والدتها برأسها دون ان ترد ...
ضغطت هنا على شفتيها بقوة حتى لا تبكي لكنها لم تتحمل هذا واتجهت بسرعة نحو والدتها واحتضنتها بعدما انهارت من البكاء ...
تفاجئت والدتها مما فعلته ولم تستطع ابعادها عنها فاخذت تربت على ظهرها وهي تقول :
" خلاص يا هنا ... اهدي ..."
هدأت هنا اخيرا بعد وقت ليس بقصير لتبتعد عن احضان والدتها وتقول بنبرة معتذرة :
" اسفة ..."
تأملتها والدتها بشفقة ثم قالت بجدية :
" عملتي ايه يا هنا فمشكلتك ..
؟!"
رفعت هنا بصرها نحو والدتها وقالت بجدية:
" متقلقيش ... كل حاجة هتبقى كويسه ... انا هتجوز بعد عمليتك على طول .."
" ابو الطفل ...هتتجوزي ابو الطفل ولا حد تاني...؟!"
اجابتها هنا :
" ابوه ..."
" كويس ..."
قالتها والدتها باقتضاب لتمسك هنا بكف يدها وتقول بترجي :
" سامحيني يا ماما ... سامحيني ارجوكي ..."
ابعدت والدتها يدها من قبضتها وقالت بضيق :
" ربنا يسامحك يا هنا ...ربنا يسامحك يا بنتي ..."
تدخلت ريهام في الموضوع :
" تعالي يا هنا نخرج بره ونسيب ماما لوحدها ... هي اكيد عاوزة تنام دلوقتي ..."
نهضت هنا من مكانها واقتربت من والدتها ...طبعت قبلة على جبينها ثم تحركت بسرعة خارج الغرفة تتبعها ريهام اختها ...
...................
" لقد اعلنتكما زوجا وزوجة ... مبارك لكما ..."
قالها المأذون اخيرا لتبتسم سنا بانشراح ولم يستطع حازم ان يمنع ابتسامته فهو قد ظفر اخيرا بسنا ... حبيبته التي تمناها طويلا ...
نهض كلا من المأذون وخالد وحازم والرجل الاخر الذي جلبه خالد ليشهد على العقد ...
ودع حازم وخالد المأذون والشاهد الاخر بينما وقف خالد امام حازم وقال :
" انا مش هسألك ليه وازاي... لاني تعبت خلاص ومعدتش قادر استحمل تصرفاتك دي ..."
" خالد ..."
قاطعه خالد بملل وضيق :
" بلا خالد بلا زفت ... عن اذنك ... "
ثم رحل بسرعة تاركا حازم لوحده يشعر بالضيق والالم ...
شعر حازم بيد تربت على كتفه ليلتفت نحو سنا التي قالت بابتسامة هادئة :
" بلاش تدايق نفسك ... اللي حصل حصل ... خلينا فاللحظة دي ... احنا بقينا مع بعض ...اخيرا ..."
احتضنها حازم بقوة وكأنه يؤكد لنفسه بأنها حقيقة وباتت بين يديه ...
ابتعد عنها بعد لحظات واحتضن وجهها هذه المرة بين كفيه ثم انحنى بشفتيه نحو شفتيها وقبلها برقة ...
استجابت سنا له على الفور وذابت معه في قبلته قبل ان تشعر بجازم يحملها ويطيرر بها نحو غرفة نومه ليعيشا اسعد لحظات عمرهما ....
نهاية الفصل
عارفة انوا قصير بس والله كنت مشغولة جدا ويادوب لحقت اكتب ده ...
بكره باذن الله فيه فصل كمان ❤
لينك صفحتي على الفيس بوك هتنزل عليها الرواية
https://www.facebook.com/sarah.ali997/