رصـاصـة فـي القـلـب

البارت الرابع عشر

إتضحَ أنَّ الحفلة تشبه أي حفلةٍ أخرى، حيث يغوصُ الجميع في خمر ويحشونَ أطباقاً لا حصر لها من المقبلات ويتبادلونَ الثرثرة  والأحاديث مما أثارَ دهشةَ جونغان. بحلولِ منتصف الليل كان الرجال قد انتشروا في كلِّ مكان، بعضهم مغمى عليه على الأرض من شدّة ثموله و بعضهم يستلقون بترنحٍ فوق بعضهم البعض. جون الذي كان يمتلك شرائح فيليه سمك المخبوز (والذي لم يستطع أحد أن يتذوقها غيره) كانَ يقوم بتحركاته على گايوون ومن الواضح أنه فشلَ بذلك. يوجد ريو ومجموعة صغيرة من أتباعه في إحدى نهايات الطاولة حيث يقومون ببطولة مصارعة اليد الخاصة بهم. في النهاية الشخص الوحيد الرصين وغير الثمل في الغرفة هو جونغان.

"جونغان!" جون الذي انتقل إلى طاولة البطولة نادى عليه.

هذا لا يمكن أن يكون جيداً. جونغان يشق طريقه إليهم ، مستغرقاً وقته.

"إجلس هناك." يقول جون مشيراً إلى الكرسي أمامه بينما مِرفقه كانَ مستقراً بالفعل على طاولة المصارعة اليدوية.

"فالنتصارع!" هوَ هتفَ ثم إختلسَ النظر على گايوون والتي قامت بدحرجةِ مُقلتا عينيها بوضوح.

جونغان يلعن داخلياً وهو يحيط علماً بأذرعِ جون الشبحية الهائلة. ليس هناك شك في أنَّ جون سوف يخلع عظامه أو يقسمها إلى أجزاء. في حالة من الذعر يقوم جونغان بخلقِ مشهدٍ تمثيليّ بينما يُمسكُ بطنه.

"آه! أنا - أعتقد - سأتقيء!" هو يأن بينما يركض إلى الباب الخلفي للخروج من النادي.

الحظ لا يزال على جانبه لأنهُ لاحظ أنّهُ لم يتبعهُ ولم يرهُ أي أحد. في الخارج يستقبلهُ مسبحٌ كبير الحجم في الفناء الخلفي وهو أروع منظر قد رآهُ على الإطلاق ويبرزُ في منتصفِ المسبح جِسرٌ مُزينٌ على الجوانب بالبِلّورات و حيث توجد طاولة مستديرة وعدد قليل من الكراسي النبيلة. هوَ تجولَ عبر الجسر الزجاجي مندهشاً من شفافيته. هوَ ينظر إلى الأسفل ويرى الماء يتسارع عند قدميه ، المنظرُ كانَ ساحراً حقاً.

"تحرك،" صوتٌ عميق خلفه يقول.

في صدمة مفاجئة جونغان يستديرُ بحركةٍ سريعة و تنزَلِقُ قدمه على الحافة وتُفقده توازنه. هوَ يمسك بأول شيء يراه ، شخصية سوداء ، لكنه يتعثرُ و يسقط في الماء. هوَ يهبط بقوة مرتطماً بالمياه بينما تمتلئ أذنيه بالضوضاء المكتومة و جسده أصبحَ خفيفاً كما لو كانَ لا يزن شيئاً. هوَ يركل قدميه ويُحرّك يديه في الماء و يدفعُ جسده إلى الأعلى بينما يلهث ويرتجفُ من البرد هو يصل إلى جانبِ المسبح ويتسلق إلى حافة الجسر. هو يختنقُ في أنفاسه بينما يرمي بجسده على الأرض العُشبية في الفناء الزجاجي. هوَ يسمع بصوت ضعيف أصوات رش مياه مستمرة. عيناه تطير مفتوحة إلى المسبح و يرى شخصاً يكافحُ تحت الماء. من دون تأخير هوَ يقفز في المياه مرّة أخرى ويسبحُ في اتجاه الشخص الذي لا يتزعزع. هوَ يُشاهد سيهون والذي كانَ قد فقدَ الوعي وهو يغرقُ ببطء في أعماق ظلامِ الماء الأزرق. منجمداً ويناضلُ من أجلِ أنفاسه هو يمسكُ سيهون بينَ ذراعيه. هوَ يُحيطُ بذراعيه بجسدِ سيهون بينما يدفعُ بوجهِ خاطِفه على عنقه. عندَ وصولهِ إلى الحافة يتسلقُ جونغان بينما يسحبُ جسدَ سيهون على الأرض الكونكريتية الجافة.