السادس و العشرون
بعد رحيلهم بخمس دقائق وقفت براءة متخصرة أمام أنيس بعد أن ألقى بيبرس عبارته النارية الساخرة تاركاً وراءه زوابع و عواصف براءة مهددة بالانفجار لتجتاحه . سألها أنيس بحنق و هو يسب داخله بيبرس " ألن نجلس لخمس دقائق معا وحدنا قبل رحيلي براءتي "
رفعت أصبعها في وجهه محذرة " لا تقل براءتي . أجب عن حديث صديقك المختل بصدق و إلا ستتحول براءتك لاتهام مع سبق الإصرار و الترصد "
قال أنيس بخيبة و قد ضاعت فرصة حديث هادئ معها قبل رحيله " أنت قلتها مختل . هذا الأحمق يتحدث عن ما كان قبل سبع سنوات "
تكتفت براءة بعد أن كانت متخصرة و قالت ساخرة " و لكن على ما يبدو العادات لم تتغير مازالت تلهث خلف الشقراوات سيد أنيس و الدليل أمامك "
قال أنيس بغضب مكتوم " هل صدقته . الوغد لم يصدق حديثي وقتها و ظن هذا بي طوال سنوات . ذلك اليوم لم أكن أركض خلف شقراء بل عضو في عصابة متخصصة في خطف القاصرات و بيعهن بطريقة غير شرعية "
قالت بقسوة لا تدل على مظهرها الناعم الملائكي الذي أسرة منذ اليوم الأول لرؤيتها " لماذا يقول أنه يتمنى أن أكون الشقراء الأخيرة إذن . هذا دليل على وجود أخريات غير تلك المرأة "
شعر أنيس باليأس فقد خربت ليلة خطبته و الفضل للوغد . تبا له يقسم أنه لن يمرر له ذلك .." حبيبتي لم لا ننسى ما مضى و فقط نهتم بالحاضر . لماذا تظنين أني أريد الزواج بك .. لأني أحبك و ليس لشيء آخر هذا ما أريدك أن تعلميه و تعطيني فرصة لأثبته لكِ.. أني لم و لن أحب أحد غيرك . أما حديث بيبرس فلتلتمسي له العذر فقد أذهبت صديقتك عقله فلم يعد يعرف بما يتفوه و ما عاد يعرف خلفه من أمامه "
كانت تريد أن تصدقه و لكن حديث الأخرق ذلك بث الشك في نفسها من ناحيته تخشى أن يكون مثله و يفعل بها ما يفعله هو بفاطمة . نفت براءة لا بالطبع لقد طلبني و خاتمه في أصبعي فكيف يكون يتلاعب بي و بمشاعري . بالطبع لا . حسنا سيد أنيس سأعطيك هذه الفرصة التي تريدها و لكن قسما لو فعلت شيء يؤلمني لـــــــــــ..
و كأن أنيس قرأ أفكارها و هواجسها فنفي بصدق " لن أجرحك يوما ما صدقيني فقط أنسي ما قاله الأحمق "
تنهدت براءة و وقفت باعتدال قائلة "حسنا أظن أنه حان وقت رحيلك لمنزلك فقد تأخر الوقت و سيتسأل أبوي فيما نتحدث كل هذا الوقت"