*حاله حب*
__________
ها ..الحلقه باصبعه كانت كافيه لمنحه الاطمئنان قليلاً .. اصابعه ترتجف انتبه لها .. يحتاج أن يهدأ
عندما استيقط اول شئ فعله قبل أن يفتح عينيه كان تلمس الفراش ليسحبها نحوه ..اصاب بالهلع عندما لم يجدها قربه ولا بالحمام لبس قميص البجامه يسابق الزمن وبدأ يبحث عنها ليصدم بها تقف امام ليث تطلب منه هاتف ... وبهذه الملابس .. كان سيؤذيها حقا لو كان رجل اخر غير ليث فهو صديقه وحتى انه لاحظ عينيه بعيدا عن رشا وهو يتكلم ... يعرف ان ليث ماكان ليفكر بشئ او يخون ثقته ..
لم تنظر له ولو لمرة طول الطريق .. عندما مضى بعض الوقت واستعاد اتزانه ندم لعنفه معها وخصوصا بعد رؤيته اثار يديه على شفتيها المشقوقه .. لماذا يحصل هذا معه عندما يغضب لايعود نفس الشخص .. كيف يفهمها أنه لم يكن يرغب بأذيتها .. كلما يمر وقت يكبر الحاجز بينهما ويزداد اضطرابه اكثر ليفقد السيطرة ..
وصل للبيت وقبل أن ينزل من السياره سبقته الى فوق .. هو مازال غاضب منها ..يشعر أنها تتسرب من يديه لحقها يقطع كل درجتين بخطوة .. وقبل أن تقفل الباب دفعه
( ماذا اتريد ضربي .. ماعاد يفرق شئ معي فتفضل )
توقف بمكانه فقط بدون كلمه يتمعن بهذه اللمعه بعينيها والتحدي بصوتها .. كانت دائما خاضعه له وحتى اعتراضها يسكته ببساطه بطريقته .. كانت تبدو جميله وثائره .. وينوي أن يخمد ثورتها
رد عليها بدون عصبيه بعد أن استدار ليغلق الباب
( ولكن يفرق معي ... انا احبك ولااستطيع أن اعيش بدون وجودك ..
أنتِ لم تمنحيني بيوم شعور بالامان لم تشعريني أنك تحبيني كما افعل ولاتنكري فحتى كلمه حب استجديها منكِ كل مرة ..
اخاف اذا ادرت وجهه مرة عنكِ ستختفين .. )
خفت حدته بالكلام معه بينما تتراجع لتجلس على الكنبه الخضراء خلفها ..تعبت وتشعر باليأس من كل هذا ..لاتفهمه ولاتعرف طريقه كي تتواصل بها معه
( وماذا عنك ..هل نسيت مافعلت بي ..كيف خطفتني هنا وكيف أذيتني .. لقد هجرتني عائلتي بسببك والله اعلم بحاله امي )
ماعادت تتحمل بدأت بالبكاء ..
( انت تتصرف بغرابه .. احيانا تكون الرجل الذي احببت ثم بلحظه تنقلب الى شخص قاسي لا اعرفه .. ماعدت اتحمل )
تسمر بمكانه ..لم تعرف انها جرحته واثارت به بؤس واضطراب ليس بمقدوره التعامل معه الأن ..
( هل تقولين أنك ماعدت تتحمليني .. هل تكرهيني رشا ) رفعت رأسها نحوه تراه يقف كطفل مهجور ..خائف .. هي لاتستطيع أن تقسى عليه عندما تراه بهذه الصورة ليس بيدها ..كان يبدو صادق وضعيف .. يقاربها بالضعف حتى اشفقت عليه
( لا اكرهك ايمن .. ) .. فقط ينظر لها بدون رده فعل ليفكر انه سيخسرها ... عليه ان يفعل اي شئ ليكسر نظره التحدي هذه .. لن يسمح لها ان تتركه ..تحيط قدميها بذراعها تجلس على الكنبه تنظر له بنظرات خاليه من الحياه ... لقد ملت من هذه التقلبات منه ..مجنون رسمي .. غريب عندما ترين وتجربين كل انواع العقاب لن يهمك شئ يريد ضربها ..ليضربها وماذا يعني
منذ أن ترك بيت صديقه وانتقلوا الى هذا البيت بمكان لاتعلم اين مقره ولكن يبدو منعزل وقديم نوعا ما وهو متغير وكأنه ينهار .. يستخدم العنف ما أن يشعر بتهديد
حطم كل شئ يحيط به ومازال لم يهدأ صدره يعلو ويهبض من الغضب ... لماذا تفعل رشا به هذا .. هي تتعمد اغضابه
( اخبرتك أن لاتخرجي للشارع ومع ذلك فعلتي )..
صرخ بها لايريد أذيتها يتحمل الكثير ويعيش بصراع مع نفسه كي لايؤذيها ولكنها لم تبدو نادمه انما غير مباليه وهذا اثار جنونه
لم تهتم لنوبه غضبه فقد تعودت كلما لم يعجبه شئ اثار نفس المشكله ليلعب بعدها دور المظلوم ...طول هذه الايام نفس الحاله يصرخ بها ويكسر الاشياء وحتى مرات يضربها ثم يهدأ فجأة ويعتذر منها ..
سامحت مرة واثنان ثم انتبهت انه فقط يعيد الموضوع بدون أسف حقيقي .. ماعاد يهمها مايفعل وقد نالت منه مايكفي ..
( وأنا اخبرتك أنني اشعر بالوحده والملل ... اذا لم يعجبك اعدني الى اهلي .. )
اصابعه تحولت لقبضه وهو يحاول أن يهدأ نفسه ..تكلم من بين اسنانه
( افهمتك اصبري وسوف نسافر ...
لماذا دائما تعيدين نفس الموضوع ... ربما علي أن احبسك بغرفه حتى تقدري قيمه مالديك ) ... اشتعلت عينيه بنيران عندما ضحكت بهستريه كمجنونه..
( لا بد أنني ناكره للجميل ... انا فقط لا اقدر ..أممم لنرى .. هذه الغرفه التي امضي بها كل يومي او باقي البيت الذي اكون مراقبه به ... ايمن شكراً على كرمك ) ...
استمرت تضحك بدون مرح وهو يتفرج عليها ...
( أنتِ محقه ... لاتقدرين ماامنحك اياه ...
لنرى اذا بعد هذه الليله لن تعجيك الغرفه هذه )
سكتت عندما رأت تغير ملامحه .. كان يبدو غير متزن ...خافت فهو لم يبدو غاضب انما مجنون .. عرفت انها تمادت هذه المرة ولكن من كثره الضغط عليها فقد تعقلها
وصل لعندها وبسهوله حملها على ظهره بينما تقاومه وتصرخ تجهل ماسيفعله وللحظه تصورت انه سيلقي بها الى السريرليفعل بها مثل كل مرة ولكنه خرج من الغرفه ونزل الى الطابق الارضي ...يقيدها بيد على خصرها واخرى تفتح الباب لغرفه مر عليها زمن على تنظيفها .. مظلمه ... انزلها وهو ينظر لها بدون تعبير بينما عينيها تتجول على اركان الغرفه لترى انها تحتوي سرير واحد مرمي على الارض متسخ ومروحه سقفيه بها خيوط عنكبوت فقط مع بعض الصناديق وكأنها مخزن .. الجدران رماديه وقديمه حتى النافذه الوحيده الموجوده فهي مرتفعه الى الأعلى ...
( هذه غرفتك اليوم استمتعي بها ... سوف اجلب لكِ الطعام بالليل ) ...
توسعت عينيها ..لا لن يفعلها .. تغيرت ملامحها المتحديه الى المتوسله
( اسفه .. ايمن أنا اخاف من الظلام و لا اطيق الاماكن المغلقه ...
لايمكنك تركِ هنا ) ...
تصورت انه سيغير رأيه ويعطف عليها ولكنه فقط سار الى الباب وقبل أن يقفله اجابها
( هذا لمصلحتك حبيبتي .. سوف تتعلمين ان تسمعي الكلام مرة ثانيه ) ...
امضت اول ساعه بشجاعه صامده ولكن مع انحصار ضوء الشمس ليحل بعدها الليل وعتمته ذهبت الشجاعه ادراج الرياح ...
كانت تتخيل ظلال واشياء تتحرك .. مخيلتها ابدعت بتخويفها وبث الرعب بها ... كل قصص الجن التي تعرفها تخيلتها
نهضت من جلستها على السرير لتقترب من الباب وتنادي بصوت منخفض بالبدايه
( أيمن .. أيمن هل انت هنا ...
أيمن ارجوك افتح الباب لقد فهمت ماتقصد واريد الأن النوم ) ..
منذ أن اقفل الباب وهو مستند عليه يجلس على الارض ينتظرها ...
( هل تشعرين بالجوع ... اخبرتك أنني لن اتركك حبيبتي ... مستحيل أن افعل ) ...
شعرت بالاطمئنان بعد أن سمعت صوته القريب
( افتح الباب .. انا اخاف الظلام ارجوك )
ظهره على الباب من جهه وهي تركع امامه للباب من الجهه الثانيه
( لا تخافي مادمت معك ... سوف احميك ..لن انام وساظل اسهر حتى تنامي )
هدأت نفسها وعدت الى العشره قبل أن تكمل حديثها لترجع للتوسل
( أيمن حبيبي اخرجني .. انا جائعه لنعد للغرفه )
سمعت اصوات تدل على حركته
( سوف اجلب الطعام حبيبتي ) ربع ساعه وفتح الباب وبيده صينيه بها بعض الطعام ..
( اتركني اخرج ايمن اتوسل بك )
ابتسم لها
( عليك تعلم الدرس .. ستبقين الى الفجر ) ...اصابها الهلع كيف تبقى هنا بهذا المكان المرعب
اتجهت نحوه بسرعه وعانقته لتقبله كما يحب ..
( ارجـوك حبيبي سامحني ... لن اكررها ) ...
ابتسم لها
(سوف ابقى بالخارج لن انام اذا لم تفعلي )
وقبل أن تفعل شئ وهي مصدومه منه خرج وقفل الباب ...
بدأت تصرخ من خلف الباب
( اخرجني ... الأن )
جلس على الارض براحه بينما يستند بظهره على الباب من الجهه الاماميه ..
عندما يأست منه استندت بظهرها الى الباب تقابل عينيها الشباك الصغير ... سمعت صوته بعد فتره قصيره يتكلم بهدوء
( رشا هل تعلمين انني كنت اعاقب بالحبس كلما فعلت شئ .. ولكن كنت احبس بمخزن صغير على الاقل انا الان معك كي لاتخافي أما انا كنت ابقى لوحدي احيانا ليله او نصف نهار وابي لم يكن يعرف شئ او كان يعرف ولكن لم يهتم مع أني ارجح الاخير ...
هذا الشئ افادني وجعلني اتحدى الخوف وبنفس الوقت اتعلم الالتزام بالقوانين ...)
كانت الدموع تجري بدون حساب وهي تستمع لتفكر انها تفتقدهم كلهم ..امها حسام صلاح جدها ... هي من جنت على حالها بتعرفها عليه منذ البدايه ..
ماعاد شئ مهم ..حياتها بلا قيمه .. تتمنى الموت لينتهي كل شئ ..
( أنت تشبهينها نوعا ما ... لطيفه وجميله بجمال خاص بحيث تثيرين بي مشاعر غريبه لا اعرف اذا رغبت بحمايتك أو اذيتك ..)
استوعبت ماذا قال .. من تشبه ..هل يقصد امه التي انتحرت سألت بصوت مرتجف
( من اشبه ) ..
ظهر بريق خاص من عينيه لم تراه وتذكر الياسمين الذي كان يجمعه بصورة طوق ليهديه اياها لمريم كل يوم ...
( مريم ... حبي الاول كنت اظن انها تستحق .. هي فقط قصه قديمه لاتهمك بشئ )
لم يخبرها عنها من قبل ..فضول قوي جعلها تحاول استدراجه بالحديث
( احكي لي .. لماذا لاتستحق )
شعور غريب تولد لديه ليرغب بالكلام ... ماعاد يهمه اذا قال او لا فما خاف منه حصل وبدات تبتعد عنه .. لقد فشل بجعلها تحبه وهاهو كل يوم يرى قوة بعينيها ليزداد اضطرابه بعدها .. يريدها ضعيفه لتعتمد عليه بكل شئ فتراه الحياه .. سيكسرها لترجع له اذا اقضى الأمر
( ابنه الخادمه ببيت ابي وكنا نحب بعضنا ثم انكرت كل شئ .. وخانتني لترتبط بااخر ..ماحصل لها وله هو العداله )
شعور مرعب زحف لها من نبرته واسلوبه
( ماذا حصل ) .. انتبه الى صوتها
( سوف تعرفين اذا خنتني بيوم رشا .. اخبرتك كل شئ ولا الخيانه لن اسامح عليها ) ..
لم تستطع السؤال او قول شئ له فقد ارتعبت وتفكير واحد سيطر عليها ..عليها الهرب ولكن كيف وهو امسكها بعد ان وضعت خطه وتسللت الى الشارع لتصدم به امامها من اول خطوة ..
أنت تقرأ
يامن اسرتي الفؤاد ترفقي
Romanceأحبيبني كما انا ولا تتمردي على القدر فأن اقدارنا تشابكت... فلا تترددي ولا تضيعي الوقت...الحب لم يكن هكذا بيوم يامن عشقت عليك امتلال القلب قبل ان تستبد ..ترفق..تمهل..اصبر علي واحتمل وأفهِمني باي حق... ما اقوله لايحتمل الرفض بأي حق تسألين ..هل تعبثين...