العاطفة و البرود

2.6K 65 19
                                    

الكل يلمح سقوط فتاتان داخل البحر.. وبعد ان شاهد ياغيز ذلك المنظر شعر بأن قلبه سبقه ليقع معها..فنادى بأعلى صوته لإسم هزااان وهو يركض نحو سقوطها..ليرمي نفسه في البحر أثناءها بنية انقاضهما...

بعد أن رأى امير خوف ياغيز عليهما أمتلكه الغضب وقرر أن يتبعه لمساعدته بالإنقاض ومنه ليلفت إنتباه الجميع لطيبة قلبه..

بينما هزان ونهال يتشبثان ببعضهما للخروج الى سطح البحر ومحاولتهما التغلب على التشنج وتنمل الجسد يراهما ياغيز وهما يسعون الى السباحة نحو الشاطئ.. فيسرع إليهما ويرافقه أمير في ذلك ويمسكان بهم..

تشعر هزاان بلمسات يد ياغيز نحو خسرها من الخلف..ليلفها بين ذراعيه.. ويخرجها نحو سطح البحر..برفقه أمير ونهال...

عند وصولهم الى سطح البحر نهال وهزان يتعبان جدا من ضربات أمواج البحر ويسترخيان بأجسادهن بين أيدي ياغيز وأمير..

ينظر ياغيز الى هزان وهي تسعل من شدة مقاومة المياه المالحة وغير مصدقة بأنها بين أحضانه على سطح البحر..لترتجف بين ذراعيه من البرد...وشفتيها ترتجفان ليصعد البخار من فمها...

هزاان لتتوسع عيناها : ياااز ؟!..هذا أنت ؟!..كنت اعلم انك ستنقذني.. ولن تتركني اموت غرقا...كنت اعلم ذلك..

ياغيز ليغمض عينيه من شدة الغضب وهي تبتسم لخوفه عليها وضعفه نحوها ويقول لها..

ياغيز ليتذمر : مالذي تحاولان فعله ؟!!..هل جننتما ؟!..كيف تتشاجران على سطح السفينة ؟!..ألا تدركان انكما كنتما على وشك الغرق..أي غباء تملكانه...زاتا من أكلم انا..
هزااان لتتشبث به : آه إنني أتجمد هنا دعنا نخرج أولا..

أمير : ياااز سنخرج نحو الساحل اولا..بعدها نصعد الى السفينة..
ياغيز : حسنا..

كانت هزان جد سعيدة بين ذراعي ياغيز وهي تنظر اليه وتتأمل تلك اللحظة بكل تفاصيلها..ابتسمت لتعابير وجهه الغاضبة ، عاقد الحاجبين وهو يسحبها نحو الساحل..كانت تحترق شغفا بنار رجولته و قسوته...

عند وصولهم الى الساحل يوبخ ياغيز كل من هزان ونهال ويقول لهما..

ياغيز ليشتد غضبه : ماهذا الجنون اللذي رأيته ؟!.. كيف تسقطان في البحر دون أن تنتبها..هل اقول لكما شيئا..كان يجب ان تبقيا داخله حتى تتجمدان و تعودا الى رشدكما..
أمير : اهدأ ياز.. إنهن فتيات لا يعرفن ما يفعلنه..قد تشاجرا قليلا وحدث ما حدث...
ياغيز ليمرر يده على شعره : إنهما أكبر مصيبتان حلت على رأسي..
نهاال لترتبك وتتوتر : ياااز..أنا آسفة..لقد كان حادثا..لم أتوقع ان نصل الى هذه الحالة..
هزااان لتتذمر منها : لا تتأسفي عزيزتي..فهو لم يهتم لأمر انقاضك.. بل لإنقاض الفتاة التي يحبها..

قالت ذلك لينظر إليها ياغيز بكامل غضبه وتذمره من ثقتها لكلامها..

أمير ليسخر منها : حقا ؟!.ومذا عني حين رميت نفسي.. هل يجب أن اكون عاشقا حتى انقض فتاة ؟!.هههههه... انتي مخطئة يا آنسة، مافعلانه انا وصديقي.. كان بدافع طيبة قلبنا لا غير..
ياغيز ليزمجر ويتمالك نفسه : انتما معتوهتاان فعلا..الأفضل أن تدخلا السفينة لتغيرا ثيابكما حتى لا تمرضا..وهنا ينتهي كلامي معكما..أمير لنذهب..
أمير لهما : ههههه إنني أعشق طيبة قلبه كثيرا هههههه

ربيع العمر 💔💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن