خرجت "سمر" من غرفتها حاملة الملف الخاص بحالتها الصحية .. توجهت الى مكتب "عدنان" فى الفيلا .. طرقت الباب فسمعت اذناً بالدخول دون أن تتبين صاحب الصوت فدخلت مباشرة .. اندهشت عندما رأت "مهند" جالس أمام مكتب "عدنان" .. فقالت بحيرة :
- افتكرت .. افتكرت "عدنان" هو اللى فى المكتب
نظر اليها "مهند" قائلاً ببرود :
- عمى جاله تيلفون مهم ونزل من ساعة
أومأت برأسها وأغلقت باب المكتب خلفها ! .. تابعها "مهند" بعينيه وهى تتقدم الى المكتب وقالت :
- معلش أنا محتاجه أبعت الحاجت دى بالفاكس دلوقتى .. الدكتور مستنى
ثم تلفتت حولها قائله :
- فى هنا فاكس مش كده ؟
بدون أن يجيب أشار بيده الى الجهاز القابع بجوار المكتب على احدى الطاولات .. ثم عاد الى عمله متجاهلاً اياها تماماً .. توجهت "سمر" الى الآلة التى تجهل كيفية عملها .. وضعت الملف على أحد المقاعد وأخرجت منه أول ورقة .. وبعد معاناة وضعتها داخل الجهاز .. وانتظرت !!
التفت اليها "مهند" .. وهو يتطلع الى ما تفعله بصمت .. ثم قالت :
- انتى كده بعتى الفاكس ؟
التفتت اليه وابتسمت بخجل وقالت :
- مش عارفه .. أصل أنا مبعتش فاكسات قبل كده
ثم أشارت الى الآلة قائله :
- ولا أعرف أصلا بيشتعل ازاى
نهض "مهند" بتثاقل .. وأشار لها بيده لتبتعد من أمام الآلة ففعلت .. سألها بهدوء :
- فين رقم الفاكس اللى عايزة تبعتى الورق عليه ؟
أخرجت من هاتفها رقم مدون وأعطته له وقالت :
- هو ده الرقم
أنجز "مهند" المهمة بسرعة .. ثم التفت ليعود الى مكتبه .. نقلت بصرها منه الى الآلة وقالت :
- خلاص كده اتبعت ؟
أومأ برأسه وهو ينظر الى حاسوبه ويقول :
- أيوة خلاص
ابتسمت بسعادة وقالت :
- ميرسى ..
اختفت ابتسامتها ببطء عندما قابلها بتجاهل تام منه .. لم يرفع حتى بصره اليها .. التفتت تحمل الملف فى يدها وتغادر المكتب بهدوء***********************************
نزلت "نهال" من السيارة لتقابل احدى صديقاتها أمام بوابة الجامعة .. ثم تتوقف معها لانتظار زميلتهم الثالثة .. لم يدرى "بشير" لما توقف .. لكنها أراد الإطمئنان عليها حتى تدخل من البوابة .. لكن ظهر الغضب على وجهه عندما رأى أحد الشباب يقترب من "نهال" بمياعة وهو يبتسم فى وجهها ويتحرك بحركات بهلوانية .. ازددا انعقاد جبينه وهو يرى "نهال" تصع يدها على فمها لتكتم ضحكتها فقد رأى ما يفعله الشاب ظريفاً .. اقترب منها أكثر ومد يده للسلام عليها فاستجابت وهى تسلم يدها الى راحته .. بدا وجه "بشير" محتقناً من الغضب .. خاصة عندما رفض الشاب أن يترك يدها وهو يبتسم فى وجهها ويرفع حاجبيه فى تحدى .. حاولت كثيراً نزع يدها ففشلت فيما وقفت صديقتها مبتسمة لهذا المشهد .. أسرع "بشير" فى النزول من السيارة وتوجه اليهم .. وقف بجوار "نهال" وقال للشاب :
- سيبها
التفت اليه الشاب زهز يرفع نظارته الشمسية الى جبينه ويتطلع الى "بشير" بسخرية قائلاً :
- ولو مسبتهاش
التفتت "نهال" لتقول لـ "بشير" ::
-خلاص يا "بشير" هو بس بيهزر
ثم التفتت الى الشاب وقالت مبتسمة :
- سيبنى بأه
نظر اليها بتحدى مبتسماً وقال :
- مش سايبك
ازداد غضب "بشير" ودون أن يعى ما يفعل لكم الشاب فى كتفه وقال :
- بتقولك سيبها
بدأت "نهال" تشعر بالخوف .. حاولت جذب يدها من كف الشبا الذى أحكم قبضته عليها .. بدا وكأن الشاب قد حول الأمر الى عند وتحدى .. فنظر الى "بشير" وقال بإحتقار :
- لو راجل خدها من ايدي
فجأة ارتفعت قبضة "بشير" لتلكم الشاب فى وجهه .. لكن "بشير" أخطأ بإختيار الخصم ! .. فالناظر اليهما من أول وهلة سيدرك أن هذا الشاب النحيل قصير القامة لن يكون نداً لذلك الشاب الطويل مفتول العضلات .. ترك الشاب "نهال" لينهال على وجه "بشير" وبطنه وصدره باللكمات والركلات .. صاحت "نهال" صارخه :
- سيبه .. كفايه سيبه
لكن الفتى بدا وكأن جنونه قد جن .. أخذ يكيل اللكملات والركلات حتى استطاع مجموعة من الشباب السيطرة عليه وجذب بعيداً عن "بشير" الذى غرق وجهه فى دماء جراحه .. أقبلت عليه "نهال" وهى تهتف قائله :
- "بشير" انت كويس
أومأ برأسه وهو يتحسس صدره فى ألم .. عاونته على النهوض .. وتوجهت معه الى السيارة ليستند على بابها فى اعياء .. قالت بلهفة :
- لزام شنوف دكتور .. وشك غرقان دم
رفع رأسه لينظر اليها قائلاً بصوت مشبع بالألم :
- المهم ان انتى كويسة
قالت "نهال" وهى تتوجه الى مقعد السائق :
- اركب يا "بشير" هسوق أنا
رفض "بشير" رفضاً قاطعا ً وجلس هو أمام المقود رغم اعياؤه .. وانطلق الى أحد المستشفيات لينال عدة غرز فى جبهته وشفتيه .. على الرغم من الجراح والألم الذى شعر به .. الى أنه شعر بالانتشاء .. لأنه أظهر لها رغبته فى الدفاع عنها .. وحمايتها !