و عندما قررتُ المغادرة و عدت إلى المترو قررت أن أصعد إلى وسط البلد و إحضار هدية لعهد .. ربما تُحدِث فارقاً معها ، أحضرت لها فستاناً بلونها المفضل الأخضر .. بحثت كثيراً و عندما اشتريته كنت قد اقتربت من ميدان التحرير فقررت أن أستقل المترو من هناك
لميدان التحرير مكانة خاصة في قلب كل مصري و في نفس الوقت هو أكبر ما يخيف كل رئيس يأتي ، رغم مرور وقت كبير على آخر مرة ثار الناس فيها في هذا المكان حتى تكاد تعقد أو بالأصح تتيقن أنهم نسوا تماماً معنى كلمة ثورة ... إلا أن المصريين لايمكن التنبؤ بتصرفاتهم
لاحظت وجود تواجد أمني في المكان وقتها ، كان هناك شاب يقف مع خطيبته و كان هناك ضابط يرتدي ملابس مدنية إنها صفة لضباط الأمن الوطني أو أمن الدولة ، كان يبدو أن الضابط حاول تفتيش هاتف الفتاة التي كانت برفقة الشاب و رفض الشاب الأمر ، بدى أنهم تبادلا النقاش ثم أتى بعض أمناء الشرطة و أمسكوا بالشاب و بدأوا بضربه و سحله نحو أحد الأبنية هو و خطيبته .. كانو يمسكون به كأنهم يمسكون بحرامي أو كما نطلق عليه معاملة حرامي الغسيل
ما لفت إنتباهي أنه كان يصرخ فيهم " أنا في كلية هندسة أنا ابن ناس "
حتى خطيبته حاولت بجانب صراخها و استغاثاتها حاولت أن تستغيث بالضباط و الناس في الشارع و لم يحرك أحد ساكناً
حتى أنا تحركت مسرعاً نحو المترو .. و أدركت كم أنا جباناً و أدركت أيضاً كم أنا غائب عن العالم عندما سمعت شخصين في المترو يتحدثان بلغة تملأها الإشارات الصامتة الخائفة و المضحكة أيضاً عن سبب ذلك التشديد الأمني المكثف بسبب حدث منتشر على الفيس بوك
و كنت غائباً عن كل مواقع التواصل الفيس و الواتس و التويتر فقط كان لدي الأنيستا و فقط استخدمته لأتحدث مع زينات
هذا الإنقطاع لأنني شخص غير إجتماعي بالمرة و هذه التطبيقات ماهي جميعاً سوى وسائل تواصل إجتماعي ، ليست لها أي قيمة بالنسبة لشخص غير إجتماعي .. وهذا غلافاً للشخص الوحيد
لقد كان حولي كل الأشخاص الذين أحبهم و الذين أستطيع التواصل معهم .. أبي و أمي كانا على المعاش و معهم أختى التي تدرس الآن في الثانوي و هم بالقرب من شقتي .. و لدي لارا زوجتي و حبيبتي
إنه عدد قليل جداً ، لكنني طوال عمري كنت هكذا ، أنهيت الجامعة و لم أستطع تكوين صداقات قوية ، فقط كانت تعاملاتي سطحية إنطوائية .. إنه أمر أردت البحث خلفه يوماً لذلك درست علم النفس و الطب النفسي لكنني شُغِلتُ عن هذا الأمر بالكثير من الأمور الأخرى
عدت للشقة و كانت لارا غير موجدة .. إنها تحاول من جديد أن تحصل على الريمينوس مجدداً .. ألقيت الفستان على الكنبة في الريسيبشن و جلست بجانبه أنتظر عهد.
أمسكت بهاتفي اللوحي و بدأت بفتح الإنترنت و مشاهدة الأنيستاجرام
هناك رسالة واردة من زينات .. حاولت تجاهلها و تصفح الأحداث لرؤية تلك المنشورة حديثاً
وقعت عيني على تلك الأحداث ، مقتل طفل فلسطيني في موقعة تشبه إلى حد كبير جداً الطفل أحمد الدرة و الجميع يستنكر الأمر و يضع صورة الطفل في مكان صورهم الشخصية و هناك من يطالبون بإلغاء معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل و هناك حركات أخرى تطالب بطرد السفير الإسرائيلي
لا يدركون أن استخدامهم لهذه التطبيقات هو أمر يدر المال على إسرائيل... لا يدركون كم مرة حدث هذا الأمر و استنكر الجميع
ثم ماذا ، بعد فترة نقوم بتغيير الصورة الشخصية من جديد و تحميل صور أكثر إشراقاً و نشارك أعياد الميلاد و الإحتفالات و صور النادي الرياضي و عشاء الليلة ... ثم استقبلت رسالة أخرى من زينات
زينات: إنت بتخفي كتير ليه كدا
إنت بتتهرب مني صح
نضال : هتهرب منك ليه يا زينات ، أنا بس عندي مشاكل كتير في حياتي زي ما إنتي عندك مشاكل و زي كل الناس
زينات : أنا آسفة يا نضال ، مقصدتش كدا أنا بس خوفت أفقدك
انت صديقي الوحيد و أعز حد عندي و بدونك بحس نفسي مش موجودة
نضال : و إنتي أعز صديقة ليا يا زينات
أسوأ ما في أمر الشات و المراسلات على الإنترنت أنك لاتستطيع أن تميز وجوه الناس بينما تكلمهم ، لاتستطيع أن ترى نظرة الخداع و الكذب في عينيهم لا تستطيع أن تلاحظ نبرة الخوف و التردد في أصواتهم
لا تلاحظ سوى مجرد كلمات مكتوبة و إيموشنز مرسومة .. انت فقط تتعامل مع بيانات رقمية ، مجموعة من شفرات و تكرارات الصفر و الواحد التي يشكلها المبرمجون .. بإختصار أنت تتعامل مع بيانات رقمية فقط
و فتح الباب
كانت عهد.. لم تتوقع وجودي لأنني من المفترض أن أكون مازلت في العمل فكانت الصدمة تلتهمها ، و كانت الصدمة تلتهمني أيضاً لأنني كنت مندمجاً في التراسل مع زينات .. أغلقت الهاتف في الحال من زر إغلاق الشاشة و تركته على الكنبة و أمسكت بالفستان لأريه لها
هي واقفة ثابتة مكانها على الباب متسمرة مكانها بينما تقدمت إليها مغلقاً الباب الذي نسيت أمره تماماً .. وضعت يدها على فمها و رأيت الدموع تنزل من عينيها .. وضعت يداي حول خصرها و نظرت لعينيها
" أنا بحاول تاني أهو .. هدية بسيطة ، خلينا نطلع من المرحلة دي لحياتنا"
لم تجاوب فأكملت " جربي الفستان قيسيه ، خليه يجرب يبقى أجمل فستان كدا " فإبتسمت و هي تمسح دموعها ، فأكملتُ " إيه رأيك نطلع نسهر النهاردة كمان " و بينما كنت أكمل حديثي أدركت أنني نسيت الإنترنت يعمل في هاتفي و استقبل الهاتف رسالة من زينات معلناً بذلك بإشعار صوتي لتدرك عهد الأمر .. نظرت إلى الهاتف و نَظرتْ إليّ و كانت ملامح الخوف تلمع من عيني ..
تحركت نحو الهاتف فتحركت فأمسكتُ يدها .. نظرت إلى عيني ، هي طبيبة و ترى كيف تأثرت حدقة عيني من الأدرينالين ، توسعت و ربما بدأت أتعرق ، علمت الأمر ، بل أسوأ
شعرت بأنني لست صادقاً معها ، أنني لم أعد أحبها ، شعرت أن الأمر هو مجرد تمثيل ، حررت يدها من يدي و دخلت غرفتها .. سمعتها تبكي هناك ، دخلت الغرفة فوجدتها قد ابتلعت شيء ، بالتأكيد ابتلعت حبة من المنوم ... تحركت نحوها و جلست على السرير بجوارها فغطت رأسها
نضال " أنا لسة بحبك و عمري ما بطلت أحبك يا عهد ، أنا خوفتك تشوفي الموبايل عشان متفهميش إني بخونك ، دي بنت غلبانة و بتعتبرني أخوها يا عهد متكبريش الموضوع .. كل كلمة قولتهالك كانت من قلبي بجد .. اتعرفت على جيرانا فريد و زوجته ، كنت عايز أعرفك عليهم و نسهر الليلة مع بعض
لم تكن تجيب ، أدركت أنها نامت
أمسكت حقيبتها و بحثت عن علبة الريمينوس ، وجدت شريط .. أخذته و وضعته في جيبي
تحركت للريسبشن أمسكت هاتفي اللوحي و أردت أن أقذفه للخارج ليتحطم إلى مائة قطعة .. لكنني تمالكت نفسي و عدلت عن قراري و قمت بحذف تطبيق الأنستاغرام .. أحسست أنني أظلم زينات .. كنت صديق سيء و زوج سيء أيضاً ..
أمسكت بتلك الحقائب البلاستيكية التي تحمل أدوات الرسم و أخذتها و دخلت غرفة النوم بجانب عهد ، نصبت اللوحة و بدأت أرسم
أردت رسم عهد لكنني نسيت بينما أنا غارق في التفكير كنت أقوم برسم ذلك الحلم .. كانت ملامح تلك الفتاة من حلمى ، عينيها و تلك النظرة فيهما و مر الوقت و أنا أرسم .. و لم أواجه تلك الصعوبة التي إعترضتني حينما حاولت الرسم بالأمس .. الأمر يحمل القليل من الكوميديا بالنسبة لي فقد كانت أمي تخبرني عندما كنت طفلاً أن كل شخص لديه ملكة صغيرة غير مرأية تقوم بإعطائه موهبة معينة ، و عندما لا يقوم بتلك الموهبة ولا يقوم بإحترامها تغضب الملكة الخفية و تسحب منه تلك الموهبة و تذهب لإعطائها لشخص آخر يقوم بإحترامها ، و هذا هو الأمر الذي أضحكني ذلك الوقت لأنني عندما إحترمت الملكة الخفية الخرافية و استخدمت الألوان و الألواح عادت إلي الموهبة من جديد
ثم انتبهت إلى ما أرسمه بينما تتقلب عهد في السرير ، خشيت أن ترى الفتاة في اللوحة فتحزن من جديد ، وضعت لوحة أخرى بيضاء فوق تلك اللوحة و قمت بتثبيتهما على الحامل بمشابك الورق و بدأت أحاول رسم عهد النائمة .. كنت أتأملها ، كالملاك لكنني كرهت رؤيتها هكذا .. ضوءها يخفت كل يوم من حزنها و إكتئابها
علينا تخطي الأمور و نسيان تلك الأمور السيئة في الحياة لأن ذلك هو الحل الوحيد لنستطيع أن نواصل
سمعت رنين الهاتف اللعين ، تركت فرشاتي و لوحتي وتحركت إليه لأرى من المتصل .. كان فريد هو من يتصل
فريد" أجيب المدام و نجيلكم إمتى ؟"
نضال" مش النهاردة "
فريد " شكل في مشكلة "
نضال " انت مش نازل الكافيه !"
فريد" نازل ، هو إحنا لينا مهرب غيره يأوينا "
أضحكتني إجابته رغم الجو الظلامي الذي أعيش فيه لكنه كان محقاً ربما يهرب جميع الرجال إلى الكفيهات و المقاهي إنها كملاجئ لنا بينما تعاني السيدات في أماكنهن و أسرتهن مكتئبات .. إنه عالم ظالم لهن
بل هو عالم ظالم للجميع ... رددت " خلاص نتقابل هناك بقى "
أقفلت الباب خلفي و عندما قررت النزول لذلك الكافيه ثم خطر ببالي أن أذهب لزيارة فريد في شقته ، إنها الشقة المواجهة بالضبط ، إنها كما المثل المصري الباب في الباب ..
طرقت الباب ، هناك ظل تحرك أمام العدسة السحرية ثم بعد لحظات بسيطة فتح الباب فريد ، كان يبدو عليه التفاجؤ من حضوري و السعادة في نفس الوقت .. كانت شقته بالطبع تطابق شقتي كان الإختلاف في الأثاث و الفرش جلسنا في الريسيبشن و من ثم أتت زوجته و هي تحضر عصير الموز ليتكلم فريد " ياسمين بتعمل كوكتيل موز بالجوافة بقى ملهوش مثيل "
ياسمين" أول مرة حد من صحاب فريد يزورونا ، فريد حكالي عنك قال إنك جارنا "
نضال " الباب في الباب بالظبط "
ياسمين " طب ماجبتش المدام ليه بالمرة "
نضال" الزيارة الجاية بقى أنا جيت كدا من غير تفكير كنت أساساً نازل القهوة اللي تحت "
فريد " إنت نورتنا يا دكتور نضال "
أحببت حقاً هذان الزوجان ، تمنيت لو عدنا أنا و عهد إلى رشدنا ، لقد كنا نشكل ثنائياً جميلاً جداً مثلهما الآن .. أردت إخبارهم كيف أنهم يتمتعون بنعمة جميلة لا ينتبهون لها ، ذلك البيت المترابط الجميل العائلة ، حتى لو لم تكن مثالية هي أكبر كنوزنا .. لكنني لم اخبرهم بأي شيء لأنني أعرف كيف يفكر أغلب المصريين ، نحن بالغي الطيبة كشعب لكننا نتجنب أي شيء يبدو غريبا ، نرى نصيحة كهذه حسداً و عين من صاحبها
فقط شربت العصير و أنا ابتسم و أستمع إلى النكات التى ألقوها على بعض ، ثم سألتني ياسمين " بس إنت مش موجود على الفيس زي بقيت أصحاب فريد "
نظر إليها فريد و هو مبتسم " دكتور نضال ماجيستير في علم النفس ، يعني راجل فيلسوف مبيتأثرش بالحاجات التافهة دي زينا "
ضحكت و رددت " مش موضوع حاجات تافهة و حاجات مهمة الفكرة إنها في الأساس اسمها وسائل تواصل و أنا مليش ناس كتير أتواصل معاها و مش معنى كدا إني معنديش خالص عندي حساب على الأنيستا"
فريد " اليومين دول الفيس و تويتر و كل مواقع التواصل تقريباً مقلوبين على تريند #الدرة_حكاية_بتتعاد و اللي يغيظك إن التلفزيون المصري لم يذكر أي شيء عن القصة لأنهم مشغولين بتحليل قضية السفاح و تحليل شخصيته و شخصيات المجرمين المتسلسلين " كان يقول ذلك حينما قامت ياسمين بتشغيل التلفزيون لمتابعة المسلسل التركي الذي تتنظر موعد بدء حلقته بفارغ الصبر و حينما قامت بتشغيل التلفاز كانت قناة إخبارية مصرية تستضيف المحامية مريم التي تترافع لقضية السفاح ، لعاصف ..
ثم قامت بتغيير القناة لتلك التي تعرض المسلسل
أردت البحث في هاتفي المحمول فأدركت أني قد نسيته في الشقة .. إستأنت من فريد و ياسمين و غادرت .. وبينما كنت أقف أمام شقتهم أخذت أفكر هل أذهب لشقتي أم أنزل إلى الكافيه تحت
تردد ثم نزلت للكافيه تحت ، طلبت القهوة و جلست أستمع حيث كان التلفاز يعرض برنامج أخباري يتحدث عن الشخص الذي قتل ٢٣ شخص و كيف شخص يستحق الموت شنقاً أكثر من مرة وليس مرة واحدة
حينما كنت أنظر عبر الزجاج و شاهدت سيارة تتحرك بسرعة على الطريق أمام الكافيه و صدمت إمرأة و أبنها .. وقفت و تحركت بسرعة للخارج فوجد السيارة كانت قد توقفت أمام المرأة و لم تصدمها هي أو ابنها كما توهمت .. بينما كنت أقف هكذا منزهلاً مما حدث مر بي النادل فأوقفته و أعطيته الحساب و صعدتُ للأعلى ، قابلت فريد ينزل .. نظر إليّ مبتسماً وقال" هربت من المسلسل التركي "
ضحكتُ و أكملت للأعلى
دخلت الشقة ، كانت كما هي ذلك الجو الكئيب تحركت نحو غرفة النوم و كانت عهد مشعلة سيجارة تكاد تنتهي و تجلس و هي تنظر للوحة
نضال " لسة مكملتش .." نظرت إليّ و هي تبتسم
عهد " نضال إنت لسة بتحبني بجد "
تنفستُ الصعداء لأنني أدركت أنها لم ترى تلك الرسمة تحتها ، حمدت الله أنني لم أكمل كلا الرسمتين .. ثم رأيتها تمسك هاتفي ، و الذي لم أغير رمز القفل الخاص به منذ أكثر من عشرة أعوام
عهد" لسة نفس الرمز متغيرش ، و مسحت الأنيستا "
كنت فقط أبتسم ، أخذت منها السيجارة و أنهيتها
نضال " مش غلط أو غريب إننا نكون إحنا الإتنين دكاترة و بندخن إحنا الإتنين"
نظرت إليّ و ضحكت ، كأنها زهرة تفتحت في صباح الربيع
أثبتت لي الحياة أنها تستطيع أن تكون مضيئة و منيرة لأي شخص مهما كانت كآبته ..
حاولت الإقتراب منها أكثر فأخبرتني أن أكمل لوحتي أولاً ..جلست بفارغ الصبر و أكمل اللوحة .. ثم نظرت إلي و سألت " إكتشفت إنك بتحب الرسم فجأة ؟!"
نظرت إلي الألوان و أنا مضجر من ذلك السؤال الذي يذكرني بماض أبغضه
أجبت " كنت بحب الرسم أيام لما كنت لسة صغير ، إبتدائي و إعدادي .. كنت طفل .. كنت طفل جبان جداً ، كرهت الشخصية دي و حاولت أكره كل حاجة كانت بتمثلها "
عهد " و إيه اللي فكرك بقى بالرسم ؟!"
لم أرد أن أجب و أخبرها بأي شيء لأنني أكبر فاشل في الكذب و إذا أخبرتها ربما أعكر هذا الجمال و الصفاء .. فقط ابتسمتُ و أكملتُ رسمتي
كانت تجلس على السرير و أنا أجلس على الكرسي أرسم
تحركت و استلقت و سمِعتُها تقول " وكأنك تغيرت "
لكنني سمعت تلك الكلمة و أدركت أنها محقة فعلاً لطالما اعتقدت أنني تغيرت ، صَدَّقتُ لفترة طويلة أنني تغيرت أنني عدلت شخصيتي فقط كل ما حاولته كان لأصير فقط نسخة قبيحة عن نفسي القديمة فقط
أنت تقرأ
عدالة باللون الرمادي
Ciencia Ficciónيقول فرانسيس بيكون " يميل المرء للإعتقاد بما يفضل أن يكون صحيح" لم تعد هناك ألوان بيضاء و سوداء .. أصبح كل شيء باللون الرمادي و أصبح الصواب و الخطأ متداخلين إلى حد كبير إذا لم يكن هناك أي دليل على الجريمة ولكنك تعرف الجاني و تعرف أنه سيلوذ بالفرار...