الثالث
بمنزل ريان
شعر بها تتحرك منذ الصباح الباكر ، فتح عينيه بتثاقل لينهض قائلا : سبتينى نايم ليه يا ليال؟ تاج هيتأخر كدة .
ابتسمت ليال : كمل نوم انا رايحة الحضانة وهاخده فى طريقى .
ابتسم براحة ، هل حقا تحاول تجاوز الحزن !؟
الأمر لن يكون سهلا بكل تأكيد لكن يكفى أنها ستحاول فسوف تتحاوزه قريبا . يعلم أنها قد تعود للانطواء والبكاء لكن لا بأس ، هو هنا وسيحتوى كل أحزانها .غادرت الغرفة لتأخذ بيد صغيرها : يلا يا تاچ
يبتسم الصغير .. بالأمس فقط كان يتمنى أن تعود أمه لسابق عهدها . ضم كفها بسعادة : ماما ماتعيطيش تانى . انا بزعل لما تزعلى .
ربتت على رأسه بحنان : حاضر يا جلب امك .ضحك الصغير لتقطب جبينها فيقول وهو يحكم إغلاق الباب : كلامك الصعيدى بيضحك ههههه .
_________وصل طايع ورفاعى لمنزل تاج الذى كان ينتظرهما بكل الأحوال . فتحت غالية الباب لتستقبل أخيها بود : واحشنى يا ابو مهران .
ضمها رفاعى : الغالية ام الغالية . خوك عچز ومابجاش جادر يطل عليكى .
ربتت على كتفه بود : ربنا يديك الصحة يا رفاعى .دخل طايع بصمت لتقابله نظرات تاج الآسفة ، رحب بهما تاج ليجلسوا بصمت لدقائق حتى قال رفاعى : ليليان لسانها نايمة ؟
تحدث طايع بعد صمته منذ دخوله : تسمح لى يا عمى ادخلها ؟
لتقاطع غالية زوجها : لا طبعا . البنت منهارة . انت مش حاسس باللى انت عملته ؟صمت طايع منكسا رأسه بينما قال تاج : بالراحة يا غالية نفهم منه إيه يخليه يطلب منها طلب زى ده وبعدين نتكلم .
نظرا له ليتنهد ويبدأ حديثه عن ذلك اليوم الذى عايشوه معه جميعا . استمع له الجميع بصمت ليتنهد تاج مستغفرا بينما تقول غالية : بردو مش بالشكل ده ابدا
طايع : خابر يا عمة خوفى غلبنى وهى جنت وماجدرتش افهمها .
حاول تاج تبرير موقفها : رد فعلها متوقع يا طايع .
هز رأسه بموافقة على حديث تاج الذى قال : قومى يا غالية نادى ليليان تسمع جوزها .أسرع رفاعى : خليه يدخل لها يمكن ترضى تسمع منيه بكيفها مش غصبانية .
أشار تاج له بكفه مستسلما ولم يملك وقتا للتحرك فقد اقبلت ليليان بخطوات مترددة . نظر لها ، شحوبها . حزنها . تهربها من عينيه .
تصر على عقابه دون أن تسمع حجته .
رحبت ب رفاعى الذى قبل جبينها وأجلسها بجواره ليحيطها بحنان : عاملة ايه دلوك ؟
أجابت هامسة : الحمدلله يا خالى بخير .
نظر لابنه شزرا : الواد ده زعلك صوح ..بس انى عاوزك تسمعى منيه .
نظرت له ليقول بحنان : مرة واحدة ..اسمعيه مرة واحدة لاچل خاطرى انى .
اومأت موافقة فهى قبل الجميع لديها بين جنباتها حليفه الذى يتمنى أن تكون أخطأت ولم يفعل من أحبت ما تظن ..تنهيدة لم يعلم الحضور خرجت من صدر أيهما ليعيد طايع حديثه مرة أخرى______
نجع الحساينة
يدخل هيبة لغرفة والدته التى ترفض مغادرتها منذ وفاة صالح .. اقترب من فراشها حيث تجلس وتضع مصفحه الغالى أمامها تقرأ بهدوء كما اعتادت أن تفعل معه ، فإن غاب هو لم يغب وجوده وأفعاله وعاداته .
رفعت عينيها تنظر له قبل أن تنهى قراءتها وتقول : تعالى يا ولدى .
اقترب مقبلا جبينها لتتساءل : إيه اللى بيچرى فى الدار النهاردة ؟؟
جلس أمامها : مرت راجى بتولد
هزت رأسها بتفهم متمتمة : ربنا يجومها بالسلامة ويرزجه الخلف الصالح . ومرتك فين والبت مريم ماشوفتهاش النهاردة .