الفصل السابع عشر (الجزء الثانى)

289 21 3
                                    

شعر "مهند" بالحنق وهو ينتظر "سمر" فى السيارة .. شعر بالضيق لاصرار "عدنان" على أن يأخذها معه لمقابلة الوفد القادم من شركة الخشب التركية التى يتعامل معها "عدنان" .. فكان يفضل أن يأخذ أى مترجمة أخرى .. لكن "عدنان" أخبره أن يأخذ "سمر" كمترجمة للقاء الذى سيدور بينهم .. نزلت الدرج لتقابلها "نهال" فى أسفله وهى تهمس لها بغيظ :
- كان ممكن ترفضى
تلفتت "سمر" حولها لتتأكد من عدم وجون آذان متنصته ثم نظرت الى "نهال" بتحدى وقالت هامسه :
- وايه اللى يخلينى أرفض .. حد تجيله فرصة انه يقضى اليوم بطوله مع "مهند" ويقول لأ
أمسكتها "نهال" من ذراعها السليم بعنف وهى تقول بحده :
- "سمر" بطلى تستفزيني
حررت "سمر" ذراعها من يد "نهال" وهى تقول بتحدى :
- وانت طبطلتش هتعملى ايه ؟
قالت "نهال" بغضب :
- ابعدى عن "مهند" .. هتتفضحى .. وعمى هيطلقك ويطردك بره الفيلا
قالت "سمر" بتحدى هامسه فى أذن "نهال :
- مش هبعد عنه .. لو تقدرى تبعديني ابعديني
احمر وجه "نهال" من الغضب وهى تتابعه "سمر" التى خرجت من الفيلا لتجلس بجوار "مهند" فى السيارة .. التفتت اليه قائله بابتسامه عذبه :
- سورى اتأخرت
احتدات ملامحه وهو يقول :
- ممكن لو سمحتى تلبسى جاكيت
نظرت الى بلوزتها عارية الذراعين والرقبه وقالت :
- الجو حر
تنهد قائلاً بحزم :
- معلش بس مش هقدر أخدك معايا كده .. لاننا هنفضل مع بعض طول اليوم .. ومش هقدر أبقى واقف جمبك وكل الرجالة فى القاعة بيتفرجوا عليكي
ثم قال بحزم وهو يخرج هاتفه :
- أنا هكلم عمى أخليه يبعت "نهاد" أو عمى "حسنى"
هتفت بسرعة قائله :
- لأ لأ أنا هطلع أغير
وقبل أن تعطيه فرصة للرد فتحت باب السيارة وأسرعت الخطا عائدة الى غرفتها .. ساعدتها الخادمة فى تبديل ملابسها ونزلت سريعاً الى "مهند" الذى اخذ ينظر الى ساعته فى ضيق .. حانت منه التفاته اليها وهى تقول مبتسمه :
- كده كويس ؟
أخفت قدميها ببنطلون وذراعيها ببلوزه بأكمام .. فقال بإقتضاب وهو ينطلق بالسيارة :
- مش كويس .. بس أحسن من الأول
ساد الصمت بينهما الى أن قالت بهدوء :
- فى تركيا الوضع مختف كتير عن مصر .. يعني الحاجات دى عادى هناك .. زى ما هى برده ساعات بتبقى عادى هنا
اضطربت أكثر وهو تقول :
- يعني اللى أقصده .. انى مش بلبس كده عشان حاجه معينه .. بس هو الموضع تعود
انتظرت منه أن يتحدث .. لكن انتظارها طال .. فقالت بهدوء :
- على فكرة أنا كنت محجبة
التفت ينظر اليها ثم عاد ينظر الى الطريق مرة أخرى .. تمتمت بشرود :
- قبل ما اسافر تركيا كنت محجبة وكنت بلبس زى "فريدة" تقريباً .. بس معرفش .. لما سافرت حاجات كتير اتغيرت
أطلقت من صدرها تنهيده وهى تتطلع من الشباك بجوارها .. بدا عليها الشرود والوجوم الى أن وصلا الى الفندق الذى سيتم استقبال الوفد بداخله

***********************************

جلست "سمر" الى جوار "مهند" على الطاولة التى ضمت وفد رجال الأعمال وقامت بدور المترجمة بروعة واتقان .. انتقلوا بهم الى بعض المعالم السياحية فى القاهرة ومن ثم عادوا الى الفندوق لتناول الطعام .. اندمج "مهند" فى الحديث مع أحد الرجال الذى كان يتقن الإنجليزية فكان من السهل على "مهند" التواصل معه .. حانت منه التفاته الى "سمر" فوجدها تعقد ما بين حاجبيها وهى تتحدث التركية الى الرجل بجوارها .. لم يفهم حرفاً .. لكنه رآى الضيق مرسوماً على وجهها واستطاع التقاط نبرة صوتها الحازمة الصارمة .. التفت اليها قائلاً :
- فى حاجه ؟
قالت بهدوء :
- لأ مفيش
تحدث اليها الرجل مرة أخرى وهو يلقى نظرة على "مهند" أجابت هذه المرة بحدة أكبر .. فتدخل "مهند" مرة أخرى قائلاً بحزم :
- فى ايه يا "سمر" ؟
قالت بهدوء :
- قولتلك مفيش
حاول "مهند" التحدث مع الرجل بالانجليزية والفرنسية بدا الرجل غير ملم بتلكم اللغتين أو تعمد عدم فهم حديث "مهند" .. قالت "سمر" بإصرار :
- خلاص يا "مهند"
قال بحدة :
- حاسس انه بيضايقك
قالت بنفس الهدوء :
- أنا بقدر أتصرف فى المواقف اللى زى دى
نظر اليها بعينين ثاقبتين والشرر يتطاير من عينيه قائلاً :
- يعني كان بيضايقك ؟
قالت بهدوء وهى تتطلع حولها :
- مفيش داعى تعمل مشكلة من لا شئ .. أنا فاهمة الناس دى كويس .. هو مش قاصده يهيني .. هما مش فاهمين طباعنا ولا عادتنا .. افتكر انى بتمنع عشان أخليه يتمسك أكتر .. بس أنا فهمته وخلاص الموضوع انتهى
ثم قالت وهى ترمق الرجل بنظراتها ثم تعود لتتطلع الى "مهند" :
- متقلقش أنا كنت بقابل ناس كتير بالعقلية دى وأنا عايشة بره .. وكنت بعرف أتعامل معاهم كويس
نظر "مهند" اليها وتعجب بعض الشئ .. ففتاة متحررة هذا التحرر فى ملبسها كان يتوقع أن تكون متحررة فى علاقاتها أيضاً .. ولكم ضايقع ذلك .. لأنه تمنى لعمه امرأة تعرف كيف تصون نفسها .. أيقن الآن من كلمات "سمر" بأنه كان مخطئ فى الحكم عليها فى هذا الأمر .. وإن لم يكن الخطأ كاملاً .. فمازال يظن .. بل يوقن .. بأن علاقاتها بالأخرين تتسم بالتحرر .. لكنه ارتاح على الأقل لوجود خطوط حمراء تضعها لنفسها
استأذنت للرد على هاتفها فى الخارج .. تابعها الرجل بعينيه لكنه اضطر الى أن يشيح بوجهه بعدما طالعته أعين "مهند" الثاقبة المهددة الغاضبة !

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن