الفصل الأول " أحببت المجهول "

917 17 12
                                    

كانت في سنتها الثانية من مرحلة دراستها في الإعدادية عندما رأت صورته من على الفيس بوك أي كان عمرها تقريباً الأربعة عشر عاماً – أي في مرحلة المراهقه – كنت غير كل الفتيات فهي مثقفة هادئة جريئة في الحق , صاحبة رأي ثاقب وفوق كل هذا لا تشبه الفتيات في سنها فهي لم تعجب بزميل لها في الصف أو تكلم أحد الشباب على الهاتف كما يفعل من في عمرها كانت دائما ما تبحث عن المجهول لا تدري من أو ما هو ' هي فقط تنتظره وفي أحد الأيام كانت تمسك بهاتف أخيها وتتصفح الفيس بوك خاصته وتفاجئت بصورته ما إن رأت صورته ظلت تنظر لها كثيراً بدون كلام لا تدري ماذا تقول أو ما سر إنجذابها الغريب لهذه الصورة هكذا ؟! فتحت صفحة صاحب الصورة ورأت مجموعة من الصور له ظلت تقلب بين الصور وهي لا تدري ما كل هذا الفضول والإنجذاب لذاك الشخص في الصورة وظلت هكذا كل يوم تأخذ هاتف أخاها تفتح صفحته وترى صوره وما إن كان قد أنزل صور جديدة له أم لا ' وظلت هكذا حتى أصبحت في سنتها الأولى في المرحلة الثانوية ..' وها قد حصلت على حساب خاص لها على الفيس بوك و بدأت تتعرف شيئاً فشيئاً على عالم السوشال ميديا حتى بحثت عن صفحته مجدداً وظلت تتطلع على المستجدات وفي أحد الأيام كانت عائدة للمنزل برفقة صديقة لها فرأت صديقتها صورة له على الهاتف ' فعرفتها بإسمه وتفاجئت كثيراً أنه ليس نفس إسم الشخص الذي تفتح صفحته وأن صاحب هذه الصورة هو شخصية مشهورة جداً وسياسي معروف وفوق كل هذا له منصب سياسي كبير ' لم تعرف هل تفرح أم تحزن فقد كانت ترى صوره من على حساب شخص آخر منذ سنتين لأنه كان شخصية مشهورة فقط ! ' فقد كان الجميع يضع صوره هكذا على حساباتهم الشخصية وأن هذا شيئ عادي تفاجئت من هذه المعلومات التي عرفتها من صديقتها فهي لم تحاول البحث حتى عنه هي فقط إكتفت برؤية صوره وخجلت من أن تقول لصديقتها أنها معجبة بشخص على الفيس بوك !. وبعد أن عادت من مدرستها ظلت تبحث على جوجل عن الإسم الذي أخبرتها به صديقتها وإتضح لها أنها على صواب وأنه بالفعل شخص مشهور جداً و محبوب من بنات العالم أجمع بل و أمير من أمراء دولته تفاجئت من كم المعلومات التي إنهالت عليها كالشلال ظلت تبحث وتبحث لتعرف المزيد عنه و بالفعل قرأت عن تاريخ حياته ومغامراته وعن عائلته و كل شيئ و إرتاحت كثيراً عندما علمت أنه أعزب وغير متزوج أو مرتبط كانت عمرها آن ذاك ستة عشر عاماً , وكان هو في الثامن والعشرين من عمره تفاجئت من فارق السن بينهما ولكن لم تعطي الأمر أهمية كبيرة فهي ترى أن العمر مجرد رقم وليس مقياس لشيئ ما يهم في أي علاقة بين الرجل والمرأة هو مقدار التفهم بين الشخصين وفقط فقد كانت فتاه متعقلة و رزينة إلى أبعد الحدود ولم تعد تبحث عن صورة على صفحة ذلك الشخص بل أصبحت تراها من على جوجل وظلت تبحث كثيراً على مواقع التواصل عن حسابه الشخصي كثيراً حتى تحدثه ولكن باءت جميع محاولاتها بالفشل فقد كان يوجد العديد من الحسابات بإسمه على النت فإكتفت برؤية صوره والدعاء في صلاتها أن يكون ذلك الشخص من نصيبها فهي لا ترى سواه ولا تفكر إلا فيه وبعد فتر وجيزة وجدت أخيراً حسابه الرسمي الخاص به على الإنستغرام فرحت كثيراً بهذا وقررت بعد تفكير طويل أن ترسل له رساله تحكي له فيها عن مشاعرها التي تكنها له ظلت تكتب في دفترها الورقي الرسالة التي سترسلها له وإن لم تعجبها تمذقها حتى إستقرت على رسالة وأعادت كتابتها له على الإنستغرام وكلها أمل أن يقرأها ويأتي لها لينتشلها من واقعها لتحيا معه للأبد – كانت بالفعل فتاه حالمة كثيراً لدرجة أنستها هذا الوقع الذي تعيش فيه – وإنتظرت أن يجيب على رسالته أو حتى أن يراها ! إنتظرت يوم .. إسبوع .. شهر .. سنة , ولكن لم يحدث شيئ ولم يرها حتى أنها فقدت الأمل في رؤيته لرسالتها فحذفتها من شدة غضبها وكبريائها الذي جُرح , و قد كان يحاول جميع الشباب التودد لها أو حتى أن يتحدثوا معها ولكنها لم تكن تعطي الموضوع جزء من تفكيرها , فبالها مشغول بذلك الذي خطف قلبها منذ أول مرة رأته فيها ' كانت يومياً لا تنام قبل أن تبحث عن أي اخبار عنه و تراها حتى وصلت للصف الثالث الثانوي كان والدها فخور بها كثيراً فقد كانت فتاة ذكية و نجيبة و فوق كل هذا هدوءها وإحترامها وطيبتها وأيضاً هي محبوبة من الجميع لذا كان أمر أن تصبح طبيبة مفروغ منه فهي كانت دائماً تنافس على المراكز الأولى بين أصدقائها متمنية أن تصل يوماً ما إلى أعلى المناصب لتصل له وتتزوجه ويتعرف عليها كانت لا تنظر إلى أي شاب حتى لا تخون عشقها بمجرد أن تنظر لغيره كانت تقول دائماً في نفسها أنها يجب أن تجرب معه هو فقط كل شيئ وليس غيره ' فقد كان هدفها أن تصل إليه وأن يتعرف عليها ويحبها تماماً كحبها له كان هذا هو حلمها الوردي متناسية أنه أمير وأنه أصبح في الثلاثين من عمره ويجب أن يتزوج عاجلاً آجلاً كانت تتناسى كل هذا ! فحتى إن أصبحت مشهورة هو أمير وهي مجرد فتاة حالمة أعجبت بشخص من مجرد رؤيتها لصوره أما هو , فلا يدري عن حبها له بشيئ !.

الكاتبة والسياسي 💕💘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن