الفصل الثاني ولثلاثون

3K 87 10
                                    

انهت محاضراتها بأرهاق فالدراسة اتت ممله وماعادت متحمسه لها بعد ماحصل .. فتره وهو لم يتصل بها ليتجاهل وجودها بصورة تامه وخصوصا بعد صدامه مع وليد ..
اليوم كان مخيب للأمال وفاشل بكل المقاييس من جهه نست هاتفها بالبيت وسجى لم تحضر للجامعه ومن جهه اخرى لم تستطع التركيز بالامتحان .. بدأت تسرع بخطواتها نحو الشارع لتطلب سياره اجرة وماهي سوى لحظات حتى توقفت سيارته امامها وبخطوات سريعه ترجل من مكان السائق لينزل لها ويقبض على ذراعها ليدخلها بدون كلمه لسيارته ثم يعود ليقود السياره ..

منذ فتره وهو ينتظرها ان تخرج بعد أن عرف مواعيد المحاضرات .. لم يستطع الصبر اكثر الى أن قرر منحها فرصه وبالواقع هو منح لعلاقتهم فرصه .. هذه المرة خذل كبريائه لينتصر قلبه 
كان سيسمح لها بالدراسه اذا عادت حتى لايخسرها ولكن بعد ماحصل اقسم لنفسه ان يرجعها له مهما كلفه الأمر وباأي طريقه .. ليس هو من تهون عليه نفسه في سبيل العشق ولكن الشوق لعب به وانتصر اخيرا ليرجع لها ..
علاقته بوليد تأزمت وماعادا يتكلمان سوى بالاشياء الضروريه الخاصه بالعمل ..
لاتصدق انه سحبها بهذه الصورة للسياره ليجلس بعدها ويقود وكأنه لم يفعل شئ .. 
بانفعال من مفاجأة رؤيته حاولت ان افهم الموضوع 
( حسام مابك ..انا لن ارجع للبيت معك بهذه الطريقه ) 
ابتسامته كانت غريبه وبدون أن يلتفت لي اجاب بهدوء 
( اريد أن نتكلم براحتنا فلاتخافي لن ارجعك للبيت ..) 
كانت تتأمل ان اجابته ستهديها ولكن فقط اثارت خوفها ومن ملامحه كان واضح ان لامجال للأسئله .. تذكرت تهديده لها ولكنه نسى انها ليست فتاه ضعيفه خائفه ..هي اقوى من مايتخيل 
كان يقود بسلاسه وهي فقط تنظر لأي شئ ألا هو تتجاهله كما يفعل ..او هكذا تصورت فعينيه كل قليل تسرق لمحات منها .. لن يسامحها على مافعلت به ..
لم ترغب بسؤاله عن وجهتهم حتى لايظهر ارتباكها 
اخيرا وصل حيث هدفه ركن السياره بالقرب من المدخل ثم لم يوليها نظره حتى عندما ترجل من السياره قبلها ويفتح الباب الخارجي بمفتاح ويدخل ..
تبعته باستياء لتراه يقف هناك .. بحديقه البيت الصغير الذي اختاره بدون أن تدرك السبب .. 
( هذا بيت ابي ..اشتراه بوقتها عندما كان ينوي الاستقلال ليسعد امي ..اقصد امي الحقيقيه ) 
اختفى الاستياء وهي تستمع له ..هذه اول مره تسمعه يتكلم عن امه الحقيقيه .. عينيها لم تفارقه وهي تتمعن بتركيز به .. رغم محاولته ان لايبدو متأثر لكن هناك شئ بعينيه قد ظهر وهو ينطق بأسم امه ..عندها انتبهت لتعبه .. لم يحلق ذقنه وعينيه متعبه بحيث لم يبدو كحسام ..
( هي لم تحبه بيوم ورغم كل ماقام به لم تبادله مشاعره وبانانيه تركته لتسافر ..تركته وتركتني خلفها ..اقسمت انني لن اشبه ابداً بالضعف ) 
مصدومه من كلماته ..عينيه قاسيه وملامحه باتت مخيفه ..شعرت بالحزن له فهو لم يتجاوز بيوم طلاق والديه .. 
( اكيد لديها اسبابها لاتحكم عليها حسام ) 
ازدات عينيه قسوة ليرد بجفاف 
( ربما تتفهمين أنت هذه الاسباب فبالنهايه أنت مثلها ) ...
تفاجأت من رده وكأنه ضربها .. هل يحقد عليها كما يفعل مع امه ..ثم ماذا فعلت هي 
( ماقصدك .. ماعلاقتي بها انت تتكلم بدون تفكير ) ...
شبه ابتسامه ظهرت قبل ان يجيبها بقسوة 
( هي تركت عائلتها وانت تنوين تركِ وترك اية بدون ذنب ) 
توسعت عينيها منه .. هي لاتنوي تركه او هجر اية ..
( انا مستحيل ان اترك اية ... ثم اي شئ بيننا لاعلاقه لاية به .. 
حسام انا احتجت وقت كي نستطيع التواصل سويا ونحل مشاكلنا بهدوء لكنك استفززتني )
رد بغضب هذه المرة 
( وحصلتي على الوقت أذن ارجعي ..) 
انتبه لعينيها التان تهربا منه 
( احتاج للمزيد ..بهذه المده استوعبت كم علاقتنا معقده ونحن نزيدها تعقيد .. بيننا الكثير من الامور العالقه من الماضي هذا غير اننا لانفهم على بعض )
نسمه من الرياح حركت شعرها بينما بقيا واقفين يتبادلان النظرات .. 
مره ثانيه تضع هذه الحواجز بينهما .. يقسم انه حاول افهامها 
( أذن مافائده الوقت لنا .. بعدنا عن بعض سيكبر المسافه فقط) 
لاتعلم كيف توضح له انها تحتاج ان تجد نفسها بين كل مايجري فهو يمحي شخصيتها شئ فشئ 
( لا بالعكس عندها سنعرف قيمه مانملك )
اقترب منها أكثر يكاد يلامس بشفتيه وجنتها عندما امال رأسه قليلاً لها ..بهمس يحكم الشوق حروفه
( اقسم اني اقدر مااملك .. انت من لاتقدرين بعنادك هذا ماقد تخسرين .. أحذرك فقط لمصلحتك ) ... همساته احرقتها لتبقى ساكنه بين يديه 
استعدل ليبتعد خطوة فقط عنها مبتسم بصورة غريبه لها يتأمل عينيها كبحر اغرقه بعشقها 
يهددها .. مرة ثانيه يتحكم بها .. 
بصوت بلاحياه وخيبه أمل به ردت
( ماذا ساخسر حسام .. انت من تجعلنا بتسلطك واسلوبك هذا نخسر مابيننا ) ..
ادخل يديه بجيب بنطاله وهو يحول اصابعه لقبضه حتى ابيضت هذه الاصابع ..
( لم تسأليني لماذا انت هنا .. ألاينتابك الفضول ) .. استغربت تحويله لمسار الحديث وحتى موضوع البيت هذا لم يخطر ببالها
( يبدو أنك ستخبرني ) .. زادت ابتسامته اكثر 
( أجل .. هل يعجبك .. هذا بيتك الجدي

يامن اسرتي الفؤاد ترفقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن