الفصل الثاني : هدم وبناء ..

525 12 6
                                    

أصرت أمينة على دخول ذلك القسم وقالت لوالدها :

                                                                              " الله الموفق والمستعان "

وكانت صدمتها الأكبر – والتي غيرت حياتها بالكامل – هي زواج ذلك الذي عشقته في ذات اليوم التي ظهر فيه نتيجة التنسيق وعرفت ماذا ستدخل تحديداً و قد عُرض حفل زفافه على التلفاز وعلى جميع القنوات كان حفل زفافه ملكي بكل المقاييس كانت تنظر للأمر بحسرة وسخرية ( في حين هو يحتفل بزفافه وبزوجته هي تقاسي وتتألم وفوق كل هذا فقدت حلمها وفقدت كل ما كانت تفكر به ' وماذا عن صلواتها بخشوع ودعواتها أن يرزقها الله حبه وقربه ؟ وماذا عن أنها تحلم به كل يوم ؟ وماذا عن دعائها قبل نومها 'ماذا حدث لكل هذا ؟؟؟؟!!!) ما هذه القسوة التي في قلبه كيف لقلبه ألا يشعر بقلبي كيف له أن يترك قلبي يقاسي بمفرده ! " كنت أسمع الجميع دائماً يقولوا البعيد عن العين بعيد عن القلب ولكن لم أؤمن بها يوماً والآن ها هي تتحقق وبطريقة لازعه جداً " .

قررت أمينة أن تصبح فتاة جديدة ' يجب أن تصبح فتاة مختلفة تترك تلك الأحلام الوردية التي لطالما رسمتها لنفسها وها هو القدر قد وضعها في مكان مختلف تماماً عن كل هذا وضعها في بيئة ومجتمع مختلفين ويجب أن تثبت نفسها من جديد تقوم ببناء شخصيتها من جديد على الواقعيه بدون أحلام فقط واقعيه بحته لا تتفاجئ بشيئ يجب أن تضع كل الإحتمالات لحصول ما هو أسوء لها دائماً لا تتأمل الكثير فهذه الحياة بائسة ويجب أن تعيش وفقاً لهذا الواقع المرير " ليس كل ما يتمناه المرء يدركه " هذا ما إستنتجته هي بعد تلك التجربة العصيبة وهذا ما تعلمته منها ألا تتمنى شيئ من الأساس فقط عليها الحصول على الأشياء ولا تتمنى شيئ أو أن تفكر في تمني شيئ ..#نرمين_شعبان

..' ظلت تدرس وتدرس لم تكن تهتم بحصولها على أعلى التقديرات لأنها كانت تهتم دائما بما تفهمه وتستطيع إستيعابه وليس ما يجب أو ما يطلبه منها محاضريها في الجامعة ...

تميزت بثقتها الكبيرة وإعتدادها بنفسها وتمسكها برأيها مهمها كان مناقض لما يقوله معلميها وفوق كل هذا تكتبه في ورقتها " ومن السخرية أن رأيها كان الصواب ومع ذلك كان محاضري المادة يرفضوه لأنهم فقط يريدوا الرأي المكتوب في كتبهم و ما قالوه و ليس رأيها هي !!.

كانت تسخر من ذلك النظام العقيم المتخلف كيف لها أن تكون في قسم كالفلسفة والمحاضرين لا يريدون من الطلاب سوى حفظ الكتاب وتسميعه وليس هضم الكتاب وفي النهاية قول آراء الطلاب فيه وتحليله بطريقه فلسفيه بحته !.

ولكن يبدو أنها كانت تناشد نفسها في هذا ، فلم يكن يوجد من يستمع لها حتى وجدت أخيراً ملاذها وهو الفلسفة السياسية وجدت نفسها تؤدي فيها بطريقة رائعه وفي إجازة نصف العام وآخر العام لا تقرأ سوى عن فلسفة الشعوب وسياستهم حتى أنهت مرحلتها الجامعية بحصولها على تقدير عام جيد جداً مرتفع لم تكن تطمح للمزيد بل لم تكن من الأساس تطمح لشيئ كانت تدرس من أجل التعلم وليس من أجل الحصول على أعلى الدرجات .

الكاتبة والسياسي 💕💘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن