كان البحر عدوها الأول، عندما سَمِعَت بخبر غرَق توأمها الذي يكبرها بسويّعات
فذهبت هُناك، حيث تم فقد جثة أخيها التي لم يتم العثور عليها حتى الآن، فهي اعتادت على زيارته عندما تشتاق إليه، تروي له معاناتها بعد فقدها إياه، تخبره بكل أسرارها كما كانت تفعل سالِفًا، تشكوه قسوة الحياةتِلك المرة كانت تحمل باقة من الورد، النوع المُفضل لكلاهما سابقًا لتلقي بها لأعماق البحار علّها تصل لجسد أخيها فتزهر روحه معها
ظلّت تتقدم نحو الأمام حتى دون وعيٍ منها غاصت أقدامها برمال البحر، راودتها أفكار الإنتحار، قالت في حديثِ نفس: "لِما لا ألقي بحالي فينتهي ذلك الكابوس ومنها ألتقي بنصفي في عالمٍ موازي الذي منذ ضياعه ضاعت نَفسي معها
ولمّا حانت اللحظة،
كان على الطرفِ الآخر يقف أحمَد الذي في منتصف العِقد الثاني
كان هو أيضًا يعاني من الحياة.. يعاني فكرة الوجود.. يعاني التعامل مع البشر،فاتخذ من البحر مُعينًا على همومهِ، صديقًا له.. يأتي إليه كلما ضاقت به نفسه
عكس فريدة معادية له فهو مقبرة شقيقها
تركت نفسها تسقط.. روحها تختنق.. جسدها يُهوَى به داخل القاع