لوّحا لي أن أصعد وأشارك في حفلتِهما الصغيرة
رَغم أنّي على عجلة من أمري.. ورغْم رغبتي المُلحة في شِراء ما خططت له.. إلا أن مجاورة جدي وجدتي لا تُضاهي شيئًا اخر.. لا شئ!
حركتُ رأسي بإمتسامة شغوفة بأنّي سأصعد إليهما في الحَال.
أثناء تقدُم خطواتي للصعود.. أوقفني حارس البناية كأنّه يستجوبني بـ'إلى ولِمَن ستصعدين يا آنسة؟!
أچبته بكل وضوح: إلى شقة الأستاذ عِصام فَهمي.. في الدور الثاني يقيم جدي وجدتي؛ مِن الواضح أنكَ چديد ولا تعرفني ، أنا حفيدتهم لينة وأمر عليهما كل أسبوع؛ فهَل تسمح لي بالعبور؟؟؟
سمع الحارس وانتبه لاِسمها.. وتذكر أن چيران العمارة حذروه أن يرفق معها في المعاملة إن چاءت وسألت عنهم..
خفضَ من صوتهِ وقالَ لها: يا ابنتي.. اعتذر منكِ على أسلوبي الفَظ مرة.. هذا عَملي وأنا مُجبر
وعلىٰ الخبر السئ أن چدك وافته المنية منذُ شهور.... وسبقته جدتك الأستاذة فاطِمة..
أعتذر مِنكِ مرة أُخرىٰ..
حالة من السكوت والصدمة والتصنم.. وكأن الخبر أول مرة يقع على مَسمع أُذنيها..
بكت گثيرًا كأن لم تبكهم مِن قبل..
في حقيقةِ الأمر أنها مازالت عالقة في تلك اليوم وتلكَ الساعة.. ولم تستطع أن تتجاوز فكرة رحيلهما للأبد..
وفي الواقع: الأجداد لا يموتون في قلوبِ الأحفاد ولو دُفِنوا.