" توقفي "
صدر هذا الهتاف من فمِ عبدالرحمن مخاطبا أخته الصغري التي كانت علي وشك الضغط علي ملف يتضمنه حاسبه المحمول يحمل الأسم #نور لتصدر شهقة من فم أخته وتسرى إرتعادة خفيفة في جسدها الصغير لاحظها عبدالرحمن بعينين ثاقبتين ووجه تكسوه علامات الغضب ، لانت ملامحه رويدا رويدا وتمتم بعض كلمات غير مفهومة ثم أقترب من أخته ماسحا علي شعرها الأسود اللامع في حنان وهو ينظر إلي عينيها شبه الدامعتين ووجها الذي تكسوه آيات الفزع
_ هوني عليكي يا صغيرتي لم أكن أريد إفزاعك ولكن هذا الملف بالتحديد له مكنون خاص داخل قلبي وأخشي أن تحذفيه بالخطأ
لانت ملامح أختهِ الصغري قليلا وهي تنظر إليه نظرة عدم فهم ، أبتسم لها عبد الرحمن فبادلتهُ بأخرى عذبة وقامت تغادر حجرة أخيها في خطوات مسرعة .حمل عبدالرحمن حاسبه وإتجه في خطوات مثقلة كأنه يحمل الدنيا فوق كتفيه إلي سريره وجلس مقرفصا واضعا حاسبه أمام ناظره وقام بالضغط علي الملف فخرجت له نافذة بها عشرات الملفات هي قصصهِ المكتوبة وقام بالضغط علي أولها والتي تحمل الأسم نور
أغمض عينيه قليلا غاص خلالها عقله في ذكريات جمة وغاصت روحه في بحر لُجي متلاطمة أمواجه من مشاعر متضاربة ، فتح عينيه بصعوبة وبدأ يقرأ ." كانت السماء ملُبدة بالغيوم تلك الليلة من ليالي يناير الباردة ، صوت الرعد يصُم الأذان ويُربي الخوف في نفوسِ معظم قاطني تلك المنطقة من مدينة الإسكندرية ، وفي إحدى شرفات أحد المنازل وقف يوسف يراقب السماء والقمر المستتر خلف السحب السائرة ببطء ناثرا ضوءه الفضي بإستحياء علي الرقعة الممتدة أمامه ليرسم جزءا من جمال تلك المدينة الساحلية .
قاطع رنين هادئ تأملات يوسف فأسرع إلي الداخل وأمسك هاتفه كان أحد أصدقائه الذي يستعيرون منه بعض الكتب من مكتبته الضخمه يخبره بأنه أنهي الكتاب الذي لديه ويريد ترشيحا أخر فأخبره يوسف بكلمات مسرعة أن يتابع المناقشة التي ستتم داخل مجموعة الكتب علي منصة التواصل الإجتماعي بعد عشر دقائق من الآن .
أنهي يوسف المكالمة سريعا وأمسك هاتفه ليقوم بنشر محتوي مناقشة اليوم ، كان قد أختار مسبقا رواية #1984 لجورج اوريل لتكون موضوعا للنقاش وقد أعد لذلك مقالا صغيرا قام بنشره سريعا علي المجموعة وجلس ينتظر التعليقات ، مرت عشر دقائق وبدأت التعليقات تنهال عليه تابعها جميعا ببطء وتأني مجيبا علي جميعهم حتي أستوقفه تعليق من حساب لـفتاة تدعي نور صالح كان تعليقها يشبه مقال نقد من الدرجة الأولي ، أستطاع أن يعلم من خلال تعليقها فقط أنها تهوي القراءة حد العشق وأنها تفهم ما تقرأ وهذا ما يجعلها قارئه جيدة جدا وهذا ما يستهوي نفس يوسف ، لم يتواني يوسف حينها عن إستئذانها في محادثة خاصة ، وافقته ، تحادثا كثيرا على مدار ليالِ في الكتب والكُتاب والقراءة في العموم وبين تلك المحادثات كان يوسف يشحذ حواسه كلها ليعلم عنها كل شئ ، كل شئ يتساقط سهوا منها في مجمل كلامها ، أخبرته أنها اكتفت بالمناقشه في تلك الليلة وأنها ذاهبة إلي النوم ، ود يوسف لو يخبرها أنه يريديها بجواره ، لكنه لم يستطع فوافقها ثم قام إلي مدونة صغيره وأمسك القلم وكتب ..