أول تساقط للثلج

شفاه الكرز

جلست في أحد المقاهي منتظراً قدومها فإذا بها تأتي متباهيةً بجمالها وأناقتها .

إبتسمت ووقفت لأعانقها ثم إبتعدت عنها طالباً منها الجلوس لنتبادل أطراف الحديث .

بينما كنت أعمل شاهدت الشاب المشبوه جالساً فهممت بالتوجه نحوه لكني تراجعت في آخر لحظةٍ عندما شاهدت تلك الحسناء ذات القوام المتناسق والملامح الجذابة بإطلالتها الفاتنة والأنيقة تتوجه نحوه .

ماذاااا!! لقد تبادلا العناق ! هل هي عشيقته ! ان كانت كذلك فقد ربح حقاً أنا أحسده .

مهلاً لحظه ! لا يمكنك هذا لقد رسمت لك خططاً مستقبلية مع بيان لا يمكنك ان تحب غيرها ، كان ينبغي ان أجعلكما تحبان بعضكما وتتزوجان وتنجبان طفلاً يحمل إسمي كيف لك أن تفسد خططي بعشيقتك الجميله .

كان هذا هدفي قبل رحيلي علي ان أطمئن عليكما تلك الحسناء تبدو لعوبه .

أمسكت بيده !! تبدو جادةً في الحديث ، تلك الإبتسامة التي ارتسمت على شفتيها قاتله .

علي ان اسمع ما يدور بينهما يجب ان أقترب منهما بطريقةٍ او أخرى .

مر زميلي بجانبي ليوصل القهوة إليهما فأخذتها منه قائلاً: سأفعل هذا بنفسي . متأكدٌ بأنها مغرورةٌ ومتكبره علي ان اظهر هذا له.

توجهت نحوهما وبدأت بتقديم القهوة لهما يبدو بأنه لم ينتبه لي هذا جيد .

أسقطت كوب القهوة خاصتها لينسكب عليها القليل فنهض الشاب المشبوه بسرعةٍ ليمسح عنها القهوة بينما كانت هي متفاجأةً مما حدث .

هذا جيد ستبدأ بالصراخ علي في أي لحظه .

(هل انت بخير ) سأل الشاب المشبوه فقالت بإبتسامةٍ : أجل من الجيد انها قهوةٌ مثلجه .

ماذا ! لما لم تصرخ أخرجي جانبك السيء أرجوك سيخصم هذا من مرتبي لا تجعلي تضحيتي تذهب سداً.

صرخ معتذراً وإستدار ليغادر ! مهلاً هذا الصوت يبدو مألوفاً لدي .

أمسكت به قبل أن يغادر فإستدار نحوي وهو يحاول إخفاء وجهه خلف صحن الخدمه .

ذلك الأحمق ما الذي يحاول فعله ( هل تريد الموت ) قلتها بغضبٍ
فأظهر وجهه قائلاً : لقد انزلق من يدي اعتذر .

قالت بلطفٍ : لا بأس أنا بخير .

لو علمت أنه يعمل في هذا المقهى لما أتيت إليه ( هل تعرف كم قيمة ثيباها التي افسدتها بالقهوه ) وجهت سؤالي له لأخيفه وقد نجحت في ذلك .

قال وقد أخفض رأسه : تعلم بأني لا املك المال .

قالت : ولكن هل تعرفان بعضكما ؟

صعقت من رده حيث أجاب من دون تردد : كلا .

فقلت : هل أصبت بفقدان الذاكرة الآن أنا شريكك في السكن.