الغريب

20 0 0
                                    

أنا مُتأكد أني ماكنتش بحلم، زي ما أكون في عِلبة سوداء كبيرة بس شَايفني، أنا في مكان معدوم الملامح لدرجة السواد، أيدي ورجلي متكتفة بأساور حديد وسامع صوت حنفية بتنقط، المكان ساكن تمامًا وفي حركة مش طبيعية بتحصل حوليّا.

قُدامي على بُعد كام متر مني ظَهر دُخان كَثيف من العدم وملئ المكان وفضل حوالي دَقيقتين تلاتة، مع بداية تلاشي الدُخان ده ظَهر شَخص خلفه، شخص أقرع لابس جلبيه عَنده لحية بيضاء وعيونه ممحية بدون (نني)، ابتسم ابتسامة خبيثة وبدأ يقرب مني بخطوات بطيئة، سنانه صفراء وشكله مُقزز أوي، فضل يقرب لحد ما بقى الفرق بينا خطوات وقال لي :
  -لو كنت سبتني مكنش حصلك كدا، أنت اللي جبته لنفسك، استحمل

وضحك بعدها بصوت عالي، في عِز ضَحكه أعصابي انهارت وبدأت أصرخ، أصرخ بصوت عالي، لمّا لقيته بيركز معايا أوي و أنا بصرخ ضَحكه زاد واختفى بالتدريج، بمجرد ما اختفى حَسيت بحركة وبعدها على طول لقيت باب بيتفتح، الباب ماكنش باين لأني زي ما قولت أن المكان عبارة عن مكعب أسود كبير، لمّا الباب اتفتح، جيه منه نور أبيض ملئ المكان فغمضت عيني لأنها تعبت بسبب النور ده .

بعد دقيقة حجب النور ده ثلاثة أشخاص لبسهم عبارة عن بناطيل وقمصان بيضاء، قربوا مني  قلعوني القميص اللي كُنت لاَبسُه، مسكوني بِحَزم وشِدَة من دراعاتي وحطوني على حاجة أشبه بالسرير، كان ساقع جدًا لمّا لامس ضهريّ.

أنا في حالة استسلام تام وفاقد القدرة على الحركة، خرجت من المُكعب الأسود برفقة الثلاث أشخاص دول وأنا حاسس أني طاير على السرير ده، غمضت عيني تاني لأني مكنتش قادر أبص للنور الفظيع اللي بيتعب عنيا ده، عدى حوالي دقيقة عشان ألاقي نفسي في مُكعب أسود تاني زي اللي كنت فيه بالظبط .

نفس الأساور الحديد أتركبت في أيديا ورجليا تاني وواحد من التلاتة لبس حاجة غريبة في أيده، مش عارف أيه ده بس كان بيقرب عليا لحد ما وصل لي وفي حركة مُفاجئة ضربني بأيده الاتنين في صدري، صداع مسك دماغي، ألم رهيب في جميع أطراف جسمي، رعشة بتزيد كل ثانية لحد ما جمسي كله بقى بيتنفض، صرخت بأعلى صوتي لحد ما كُل جسمي ارتخى وفقدت الوعي.

بحرك رHسي بصعوبة وحاسس بدوخة، أنا فين، أنا في المُكعب الأسود الأول لأني لقيت القميص بتاعي على الأرض، نفس التكتيفة، نفس كُل حاجة، حركت دماغي بإرهاق شمال ويمين، لَقيت نفس الراجل الأقرع أبو جلابية ظَهر تاني، ضحك بسخافة وقال لي :
  -كان عليك بأية، لو كنت سبتني مكنش كل ده حصل، خليك كدا لحد ما تموت، هخليك تشوف العذاب لحد ما تموت.

وضحك بنفس طريقته المستفزة، ماقدرتش أقاوم وصرخت، فضلت أصرخ أصرخ أصرخ ولقيت نفس المشهد بيتكرر تاني، نفس التلاتة المجهولين بيخشوا من الباب بس المرة دي كانوا  بيجروا نحيتي بسرعة، حسيت بحاجة رفيعة بتخترق جسمي، حسيت بنفس الارتخاء وفقدت الوعي .
أنا كل يوم على الحال ده، أنا كل ثانية بتعدي عليا بتمنى الموت، أنا نفسي أفهم حاجة واحدة
أنا محبوس هنا وبتعذب ليه !.....
.
.
ده وليد
وليد مريض متحول بقرار من النيابة لمستشفى الأمراض العقلية ولمّا بتجيله حالة التشنجات بيتعالج منها عن طريق حُقن مُهدئة أو صدمات كهربائية، وليد مُتهم في جَريمة قتل شخصين، الشخص الأول هو أُمه، والشخص الثاني هو جاره اللي ساكن في الشقة جَمبه ومن فترة جاره ده كان محكوم عليه في السجن بتهة ممارسة الدجل والشعوذة، أثناء التحقيقات لمّا اتواجه وليد بالتهمة دي، قال أنه دَخل الشقة لقاهم في (وَضع مُخل)، جاب سكينة من المطبخ وقتلهم هُم الاثنين، ادعى وليد أن الراجل أثناء موته توعده وقاله أنه هيموته بالبطيء وقال له جملة غريبة (هرجعلك تاني)، وأثناء تحقيقات النيابة وليد تصرفاته في الحجز غريبة، بيكلم ناس مشموجودة، بيبص حواليه على طول، دايمًا متوتر وخايف وعلى وشه علامات رعب من شيء مجهول
يا ترى هل اللي وليد فيه ده بسببه !
الله أعلم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 01, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الغريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن