مساء الخير مرة ثانية اليوم
استمتعوا بالفصل
*
سكارلت :
أسندت نفسي على الجدار بقرب غرفته ، فراشة حاولت أن أحلق حوله إلا أن نار كلماته أحرقتني ، لا أعلم لما حتى ابتعدت عن ذلك المكان الذي حدده لي و أتيت اليه ، ما الذي كنت أريده منه بينما هو لا يفعل شيء سوى خذلاني و جرحي مرة بعد مرة ؟
لقد أخبرها أنه يحبها ، أخبرها أنها غطاءه الأبيض النقي و أنا قبلا كنت قد كرهت ذلك اللون و نفرت منه ، وضعك يا سكار في زاويته المظلمة و أخبرك سابقا أنك حتى و لو كنت لن تكوني سوى نزوة ، لن تكوني سوى للفراش ....... أنا أريد أن يحبني أولا ، أن يعتقلني بين دروب حياته و قلبه و بعدها تأتي رغبات النفس التي تزينها الأجساد عندما تتعانق متعرية من مشاعرها الكاذبة ......... ربما روادتني من قبل تلك المشاعر المجنونة و لكن عندما تذوقت جروحه ؟ ذلك صعب للغاية
وضعت كفي على ثغري أمنع صوت شهقاتي من الخروج ثم سحبت نفسي أنزل الدرج ، عدت للأريكة و تمددت عليها لأضع على نفسي الغطاء ، وضعت كفي على قلبي و ألمي زاد ، أنا لا أهذي ، أنا فقد أردت أن ألجأ لحضنه لعله عندما يضمني يموت مرضي كما زرعه بي
قلبي كسرت جناحيه و ما عدت أشعر بأي راحة ، لا أستطيع البقاء على الأرض ولا يسعني أن أحلق في سماء الحرية فهو قيدني بأرضه ، أين مخرجي ، أين ستقودني يا قدري ؟
نمت أحتضن نفسي ببيته بينما هو يحتضن طيفها بسريره ، لقد جعلني أعلم و بكل هدوء أين سيكون مكاني الذي أستريح فيه ، لا أحتاج سوى لخطوة شجاعة لينتهي كل شيء ، أغمضت عيني و أرغمت نفسي على النوم و حذرت قلبي أن يجرني نحو أحلام تعانق أنفاسي أنفاسه بها ......... هو لها و ليس لي ، أنتِ يا سكار لست سوى تأنيب ضمير بالنسبة له
أخذني بحر النوم أخيرا حتى يمر الليل بسرعة و أركض بعيدا عنه ، و عندمى رمتني أمواج صباحه أنا فتحت عيني و الظلام كان لا يزال يخيم على السماء في الخارج و لكن خيط الفجر ظاهر فأملت رأسي قليلا أتبع صوت حركة عقارب الساعة و كانت تشير للسادسة و النصف صباحا
أبعد عني الغطاء و اعتدلت ، ارتديت حذائي ثم هممت بالانصراف و لكن توقفت و رميت نظراتي على علبتيْ الدواء الموضوعتين على الطاولة ، اقتربت و أخذتهما ثم اقتربت من الباب ، أخذت معطفي و ارتديته لأضع العلبتين بجيبي ثم أخذت مفاتيح بيتي من جانب مفاتيح سيارته و هكذا أنا أصبحت مستعدة للمغادرة
اقتربت من الباب أحاول ألا أكون ضعيفة و لكن بمجرد أن وضعت كفي على المقبض أنا التفت بينما كفي التانية تضم معطفي ، امتلأت عيني بالدموع و لكنني حاولت السيطرة عليها و فتحت الباب لأغادر حياته نهائيا هذه المرة ، إنه يريد حياة بسيطة و سعيدة ، يريدها هي و أنا اقتنعت أن لا فرصة لي معه
أنت تقرأ
صائد الكمال / اشباعُ هوسٍ
أدب الهواةهل خلقنا سعداء ؟ أم خلقنا للبحث عن السعادة ؟ ....... و ما خرج الانسان من الجنة سوى ليبحث عن السعادة الكاذبة ، تخلى عن السعادة الأبدية ليبحث عن أخرى زائلة ، زائفة تملأها الرغبات و هواجس الأنفس لنجد أنفسنا في النهاية تعساء من أجل السعادة الفكرة معروضة...