مقدمة

1.7K 101 39
                                    


تعالت دقات الطبول وارتفعت أصوات الموسيقى في أرجاء المملكة، في كل منزل ومن كل الممرات. تسللت الروائح الزكية للمخبوزات من النوافذ الى الأنوف مختلطة بروائح الزهور المنعشة.
خلت الشوارع من ساكنيها المعتادين، اختفى ضجيج العمال وحل محله بهجة لم يسبق لها مثيل.
وفود أتت من بلاد بعيدة لحضور هذا الحدث الذي لا يتكرر كثيرا، جاؤوا ليشهدوا أعظم احتفال قد يعرفة البشر لعقود كثيرة.
حشود تقف في كل جانب يصفقون وينشدون بشتى الأناشيد الوطنية

سُمع صوت أرجل الجنود آتٍ من بعيد فهلل الحضور،
لقد أتى!

"فليحيا الملك! طال عمرك يا ملك الزمان!"

بدأ أحدهم يصفق في تناغم مع صوت أقدام الجنود وتبعه آخر وآخر حتى أصبحت نغمة موحدة بين صفوف المحتشدين

"ملك الزمان! ملك الزمان!"

ترجل الملك من عربته وبدأ يحيي الحضور، في ذلك اليوم، كانت البهجة عامة والابتسامة منتشرة كما الأزهار في الربيع

تقدمت فتاة في مقتبل العمر تحمل زهرة بيضاء جميلة نحو الملك الذي انحنى وأخذ الزهرة منها مربتا على شعرها الأسود المنسدل

"مبارك عليك الزواج يا ملكنا"

بتلقائية أخذ الملك أحد الخواتم التي كان يرتديها وأعطاها للفتاة الصغيرة التي بدا عليها الفقر ثم أكمل السير محييا الجماهير

كل القلوب تهواه، كل رجل وكل امرأة وكل طفل في هذه البلاد يحبه ويفتديه بروحه، ذلك الملك الذي يستمع الى مشاكلهم ويتوغل بينهم ليرى ما ينقصهم
يحكم بينهم بالعدل، وبحزمة وقوته، بعطفة ورحمته، استحق بجدارة لقبه ملك الزمان.

أخيرا اختار زوجة له، لتساعده في الحكم وتكون أما لشعبه بعد موت زوجته السابقة.

قال أحد الحضور فجأة "نريد رؤية العروس أيها الملك"

لتتعالى الصيحات مرددة بنفس المطلب

لكنها لم تبرح مكانها في العربة، تنظر لهم في ضجر واضح من تحت نقاب وجهها المطرز بالجواهر

صرخة أطلقتها امرأة وسط الحشود، لتتوقف الموسيقى عن العزف اثرها وليهدأ الصخب تماما
لحظات علا فيها التوتر وترقب الجنود وايديهم على سيوفهم لما قد يكون سبب الصرخة

"لقد طعن أحدهم هذه السيدة!"

شهقات المتواجدين بينما أفسحوا المجال ليمر الجنود الى الجثة الملقاة على الأرض

"لقد طعنت من الخلف بخنجر"

"من يفعل شيئا كهذا في مثل هذا اليوم!"

"لابد أن القاتل مازال بيننا"

صرخ أحد الجنود "هدوء!"

صرخة أخرى،أتت من عربة الزفاف

"الملكة!"

رأى الجنود طيفا يهرب من زاوية الطريق فاسرع جزء منهم خلفه بينما اتجه الملك الى العربة يهرول

" عزيزتي هل أنت بخير؟
استدعوا الطبيب حالا!"

لينظر وراءه ويرى سيف أحد الجنود يهوي على رأسه فاصلا اياه عن جسده

🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀

بين السهول والصحاري يولد الرجال
في أرضنا الغناء نفديها بالدماء
سربنتلياس، يا موطن الشجعان
اردعي الغزاة واحمي الابناء
دماء من حديد، سيوف من فولاذ
سربنتلياس، دمتي في سلام

أتت الخيول تحمل الفرسان
بين الحشود آت ملك الزمان
يباركون له ذلك الزفاف
وعلى غير حرص ضربه الغدار
اشتعل الغضب وأحرقت النار
وعلى قبر العزيز بكي الأمير البار
فلترقد في سلام، فلترقد في سلام
وليحفظ روحك الاله
دماء من حديد، سيوف من فولاذ
سربنتلياس، دمتي في سلام

🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀🥀

سربنتلياس Serpentilias IIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن