الفصل الخامس

2.9K 95 2
                                    

لكل منا صديق يحبه و يتمنى له كل الخير و السعادة و الفرح و البركة . صديق كما يقول العرب رُب اخ لم تلده لك اُمك . صديق فى كتفك دائماً يحزن لحُزنك و يفرح لفرحك . صديق بالرغم من جنونة الا انه مثل والدك فى المشورة و المشاجرة و المصيبه . صديق ان بحثت عنه فى الدنيا كلها لن تجده مهما بحثت فهو كالفرصه نادرة الحدوث و يجب عليك ان تغتنمها ، فتلك المشاعر الصادقة نادرة و اصبحت اشد نُدرة و شُحاً فى تلك الايام العصيبة و المجهولة و التى يتمنى جميعنا نسيانها فى المُستقبل القريب .

و مثْل هذا الصديق هو خير دليل ابن آل اكارسو " مصطفى ". كان مثل الثور الهائج فى حلبة المُصارعه الذى استفزه تحرك المُصارع بقطعة قماش حمراء و قد تهئ له انه بتلك الطريقه يستفزة بحق قد فعل. هكذا كان مصطفى يا سادة يقود سيارته بسرعة كبيرة و جنون وتهور لا يعرف من اين جاء بهم ز هو المعروف بالهدوء و الرزانه لكن اين له بالهدوء و الرزانه و قد جن جنونه، ف" برهان " اعزائى قد عاد من امريكا اخيراً بعد أسبوعين و ليس هذا سبب غضبه بل ان هذا الاربعين الخرف سافر فاجاه و من دون ان يخبرة و هو يعلم جيداً اين كان و قد نصحة مراراً و تكراراً حتى ذبُلت احباله الصوتيه من كثرة النصح و الارشاد لكن هيهات هيهات له ان يسمع او يعى اى من ما يقول.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دخل الى مغارة على بابا و الأربعين لص او قصر برهان الذى تراست على طول الحديقه الموجهه الى الباب الداخلي للقصر الكثير من التماثيل الرخاميه البيضاء ذات اللمسه الرومانيه و اليونانية. لفت نظرة صوت الماء فى حمام السباحه المضرب و التفت اليه بفضول حتى وجد عزيزه يسبح بحريه و مهارة وسط الماء و كانة سباح محترف و هو بالفعل كذلك!!
اقترب منه حتى اصبح امامة و قد وضع يديه في جيبيه و امتص شفتيه بين اسنانه بنوع من الضيق و نفاذ الصبر من هذا الذى القى عليه نظرة عابرة ثم اكمل ما كان يفعل حتى استند عند حافة المسبح و قد فرد زراعيه التى صرخت بالقوة و العضلات و الجاذبيه مثل الالهه الرومانيه المنحوته ثم امسك بتلك القنينة الخضراء التى لا تحتاج بان تُصرح عن ما فيها من كحوليات . ارتشف القليل ثم و نظر الى مصطفى الذى قد زادت وتيرة انفاسه بغضب و هو يحاول ان يقظم غيظه و ان لا ينفجر فى وجهه.

تحدث قائلاً ببرائه مُصطنعة : ماذا هناك ؟!

ابتسم مُصطفى باصفرار و هز راسه بمعنى لا و تحدث بنوع من السخريه و الغضب فى ان واحد و قد تجولت عينيه فى جميع الارجاء ما عدا وجه برهان قائلاً : لا ابداً لا شئ ، امر تافه لدى احد اصدقائى يعمل فى المُخدرات و مع جماعه مجهولين الهويه و قد نصحته اكثر من مرة بان يتركهم و كل مرة يعود لهم و اقربها منذ اسبوعين و سوف يفتح عليه و على ابواب جهنم و سوف تضيع سُمعة الشركة ان علم احد و كن اريد ان اعرف رايك و اخذ المشورة . ثم نظر له قائلاً بسخريه : انصحنى يا فيلسوف زمانك و اوانك .

اسيرة البرهان (مُعدله مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن