الفصل الثالث و العشرون (الجزء الثانى)

241 20 0
                                    

- أنا اتجوزت
لم تصدق "سحر" أذنيها .. أكمل "دياب" بهدوء :
- كتبنا الكتاب النهاردة .. والدخله هتكون قريب
سادت لحظة صمت قبل أن تصرخ "سحر" قائله :
- عملتها يا "دياب" .. عملتها واتجوزت .. أنا كنت عارفه من الأول انك راجل تييييييييت .. وياما جارتي حذرتني منك وأنا اللي مكنتش بصدقها .. كنت بقولها "دياب" أبدا .. "دياب" مش ممكن يعمل كدة .. مش ممكن يخوني بس طلعت تييييييييييت
نظر اليها "دياب" بحزم وقال :
أنا لا خونتك ولا ظلمتك .. أنا استخدمت شرع ربنا بعد ما عملت معاكس البدع عشان تغيري من نفسك .. فضلتي تسمعي لدي شوية و دي شوية وتخرجي اسرار بيتك لحد ما ضيعوكي
انفجرت في البكاء وهي تصيح بغضب :
مش ممكن اعيش معاك بعد كده .. طلقني يا "دياب" أنا مستحيل أعيش معاك يوم واحد بعد ما جبتلي ضره
اندفعت الي الدولاب لتجمع اغراضها لكن دياب اوقفها قائلا :
- ده بيتك .. أنا اللي هسيبه مش انتي .. لحد ما تهدي ونقعد نتكلم مع بعض بهدوء .. وعلي فكرة أنا لو عايز اطلقك كنت طلقتك .. لكن انتي أم بنتي و مستحيل أظلمك .. وكمان أنا مش هعيشها معاكي .. أنا هاخدلها شقة لوحدها .. يعني ده هيفضل بيتك انتي و بنتي
خرج "دياب" من المنزل .. لتجلس "سحر" فوق الفراش باكية وهي تصيح :
- منك لله .. منك لله .. يارب اكسره زي ما كسرني .. ربنا ينتقم منك يا "دياب"

********************

طرقت "لميس" مكتب "عدنان" بالمرسم فأذن لها بالدخول .. وقفت أمامه بإرتباك وهي تقول :
- بعد اذنك يا "عدنان" بيه .. لو مش هعطلك في حاجه عايزة اتكلم مع حضرتك فيها .. حاجه مهمة
أشار لها بالجلوس ونظر اليها بإهتمام قائلا :
- خير يا مدام "لميس"
مر علي ذهنها صورة "سمر" يوم أن جاءهم خبر استشهاد "مهند" وتلك الحالة التي أصابتها .. والكلمات التي أخذت تهذي بها في نومها بعدما تناولت المهدئ .. تذكرت قول سمر : بحبك يا "مهند" .. جفلت عندما حثها "عدنان" قائلا :
- اتفضلي .. أنا سامعك
بلعت ريقها بصعوبة وهي تحول أن تتخير كلماتها بعناية ثم قالت :
- حضرتك ومدام "سمر" لسه عرسان جداد .. ومدام "سمر" شابه صغيرة .. وكمان كانت عايشة بره
ثم قالت بجدية :
يعني اللي أقصد أقوله انها محتاجه اهتمام زيادة .. خروج .. فسح .. يعني تحس انها عروسه جديدة .. أنا عارفه فرق السن اللي بينكوا كبير .. ويمكن ده ميخليش حضرتك تاخد بالك من نقطة زي دي
ثم قالت بإرتباك :
- أنا عارفه طبعا اني بتدخل في حاجه متخصنيش .. بس أنا اتعودت من زمان اني أهتم بكل فرد في العيلة دي .. واني اعتبر نفسي مسؤله عن راحتهم وسعادتهم .. وأنا ......
صمتت لا تدري ما تقول .. كيف تخبره بأنها تشك ب "سمر" .. وأنها سمعتها تنطق بحبها لابن أخيه الذي هو بمثابة ابنه .. كيف تخبره بأن تلك الفتاة لم تكن مناسبة له بأي حال من الأحوال .. من مقاومات الزواج الناجح التكافؤ .. في كل شئ .. أما "عدنان" و "سمر" لم تري بينهما أي تكافؤ علي الاطلاق .. كان بإمكانها أن تخبره بتلك الكلمات التي هذيت بها "سمر" .. لكنها لم تستطع أن تطعنه في مقتل .. لم تستطع أن تكون سببا في شعوره بالألم .. حتي وإن كانت تتألم بسببه .. بسبب حبها الغير متكافئ .. أطرقت برأسها وهي تقول بخفوت :
- أنا آسفة مرة تانية اني اتدخلت في حاجه متخصنيش .. بس أنا نيتي خير
نهضت واستأذنت للانصراف دون أن تجرؤ علي النظر الي وجهه .. تابعها "عدنان" بعيناه .. والابتسامه على شفتاه !

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن