يالهذا السَّقَم وَالْمِلَل وَالْمَرَض وَالِابْتِلَاء . أُرِيد اعْتِزَال الدُّنْيَا وَتَرَكَهَا لغيرى . لَا أُرِيدُ عَيْشِهَا بلحظاتها . أَتَمَنَّى أَنْ تَنْتَهِى الْآن فَتُقْضَى عَلَى وَعَلَى كُلٍّ مَا حَوْلِى . . . . . . . مَا السَّبِيلُ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ كُلِّ هَذَا والارتياح بَعْد الْعَنَاء ؟ ؟ . . . . . . لَقَد جَرِبَت كُلّ الْحُلُول الَّتِى وَصْفِهَا أصدقائى مِن اسْتِنْشاقُ الهواءِ الصباحى المنعش وَمَن مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ وَلَكِن سقمى أَعْمَق مِنْ ذَاكَ . . . . . . هُنَاك حَلّ وَحِيدٌ بَاقِى لَم أَجْرِبَة بَعْد وَطَرِيق لَم أَتَجَرَّأَ عَلَى سَلَكَه بَعْد . . . . . . سأجرب أَنْ أُصَلِّىَ لِلَّه وَأَدْعُو لَهُ حَتَّى يخصلنى مِن حياتى فَقَد ضَاقَت بِى الْمَذَاهِب ! ! . . . . . مَا هَذَا ؟ ! ! . . . . . كُنْت أَجْرَى طِوَال حياتى دُون هَوَادَةٌ . . . ألهث مِنْ ضِيقِ صَدْرِى وَتَقَطَّع أمالى وتحطمها عَلَى صُخُور التَّسْوِيف والتواكل . . . . لَا أَعْرِفُ كَيْف أوصفه . . . . . . هُوَ أَقْرَبُ إلَى النُّورِ الخَافِت الَّذِى يَصْدُرُ مِنْ بَيْنِ شِقِّى الْبَاب الَّذِى لَمْ أَتَجَرَّأَ عَلَى فَتْحِهِ أَبَدًا . . . . . بَابًا يَقُولُون عَنْهُ أَنَّهُ يُلَخِّص وَيُخْلِص . وَهَذَا مَا احْتَاجَهُ بِحَقّ ! . . . . قُمْت إلَى الْبَابِ وَإِذ بِه يَفْتَح رُوَيْدًا رُوَيْدًا . . . . . لَقَد تَأَكَّلَت مَفَاصِل الْبَابِ مِنْ الصَّدَأ كَيْفَمَا صَدَأٌ عقلى تَمَامًا . . . . اةةةةةة . . . . . . مَا هَذَا النُّورِ الشَّدِيد ؟ ؟ ! . . . . مَا مَصْدَرُه ؟ ؟ ؟ ! . . . . . مِن المذهل أَنَّ الْأَعْمَى الحقيقى هُوَ مِنْ يُقْضَى حَيَاتِه كفيفا إمَام الْحَقِيقَة وَلَيْس إمَام مَوْجَات الضَّوْء الفوتونيه . كُنْت عَمًى . وَهَكَذَا فَتَحْتُ بَابًا سَمَّاه السَّابِقُون بِاسْم الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ . . . . . . . انْتَظَرْت حَتَّى ضَاقَ بُؤْبُؤ عيناى حَتَّى يَسْتَطِيع اسْتِيعابِ مَا يَسْتَوْعِبُه مِن الضَّوْء الصَّادِرُ عَنِ هَذَا الْبَابِ الْغَرِيب . . . . . هَا أَنَا . . . عَلَى وَشْكِ أَن أَخْطُو أَوْلَى خطواتى دَاخِلٌ هَذَا الْعَالِمُ الْغَرِيب عَن مداركى . . . . . أَشْعَر بشعور غَرِيبٌ يتملكنى ويلتف حَوْلِى فىيرفعنى عَن عالمى الزَّائِل الَّذِى عِشْت فِيه طِوَال محياى . . . . . أَشْعَرَ بِهِ يَتَخَلَّل صَدْرِى ويكتنف قَلْبِى . . . . . . الْحَقّ أَصْبَح وَاضِحًا لِى حِينَئِذٍ كَمَا هُوَ وَاضِحٌ لِمَنْ أكتنفت نَفْسه نَفْس الشُّعُور . . . . . . . كُنْت مَيِّتًا . . . . . هَذَا هُوَ شُعُور الْحَيَاة . . . هَذَا هُوَ طَعْمُهَا ! . مِنْ شِدَّةِ جَمَال هَذَا الشُّعُور الوجدانى كُنْت أَكَاد أتذوقه . . . . يالجمال هَذَا ! . . . . لَقَد وجدنى رَبِّى . . . الَّذِى خَرَرْت صَرِيعًا ودعيت لَهُ أَنْ يخلصنى مِن عنائى وكبدى . لَقَد ولدنى مُجَدَّدًا كَمَا تَوَلَّد الْحَيَاة فِى رَحِم الْأُمّ . لَقَد أحيانى بَعْد مماتى . لَقَد . . . . لَقَد . . . . آمَنْت بِاَللَّهِ . .