١٩

38.4K 1.1K 143
                                    

الفصل التاسع عشر

دلف سيارته ليتوجه طلباً لبعض العلاج لأروى ليتنهد سأماً فهذا لم يكن في الحسبان أبداً.. تذكر مهاتفة زينة له منذ قليل ليشعر أنه قد اشتاق لها للغاية وتفقد هاتفه ليعيد الاتصال بها بينما شرع بالقيادة وانتظر اجابتها فلم تجيبه ليتعجب هو من انهاءها للمكالمة..

"لا حضرتك المفروض تمشي على الـ location أصلاً.. أنت اخدت طريق غلط خالص!" تحدثت بإنزعاج بينما صدح هاتفها بالرنين

"معلش يا آنسة.. الشبكة مش مظبوطة خالص وواضح انها ضعيفة في المنطقة دي!" اجابها السائق

"أنا عندي كويسة.. اتفضل اهو الموبيل" أخبرته لتتفقد الهاتف فقررت أنها ستهاتف سليم لاحقاً بعد أن تصل للشركة "حاجة تقرف بقا.. أنا لازم ابتدي اخد العربية اللي جابهالي سليم.. مش هينفعني اوبر خالص الفترة الجاية بالمنظر ده" فكرت بعقلها وهي تتابع الطريق وقد عاد السائق للمسار الصحيح فصدح هاتفها بالرنين مرة أخرى

"موبيلك يا آنسة" أخبرها السائق

"ماشي هاته.. عموماً هنفضل مكملين على طول وهناخد اول u turn وهتنزلني على اول شركة على اليمين" ناولها الهاتف لتجد أن شهاب هو المتصل فأجابته

"ايوة يا شهاب!" تحدثت بنبرة منزعجة

"ايه ده أنتي مال صوتك؟" سألها بإهتمام

"موضوع كده.. هابقا احكيلك بعدين"

"طيب أنا وصلت ومستنيكي في الـ meeting room اللي كنا بنمضي فيها العقود امبارح"

" تمام ماشي أنا خلاص اهو على وصول"

"تمام.. خدي بالك من نفسك.. سلام" أنهى المكالمة ليزفر في راحة شديدة بعد أن أدرك أنه قد ترك الدفتر بكرسيها الذي جلست عليه أمس وانتظرها وهو يُعيد تذكر كل ما خطط له اليوم فهو لن يتركها حتى يشغل فراغها بالكامل!


❈-❈-❈

جلس وهو يتناول قهوته التي صنعها بنفسه.. حسناً، هي ليست مثل التي تصنعها نورسين.. لا يزال يشعر بالحزن كلما ابتعدت عنه، حتى ولو لسويعات قليلة وبأسباب منطقية كنومها لمرضها مثلاً، ولكنه يشعر كالتائه بدونها..

لانت شفتاه بإبتسامة عندما أدرك أن حبهما القوي لا يزال كما هو، لم يتغير بل يزداد بمرور السنوات، للحظة شعر أنه ممتناً لأخيه زياد لإحضاره تلك المرأة الرائعة بحياته يوماً ما كما شعر بالإنزعاج لتذكره أول مرة مرضت بها وهو كان يُعذبها..

كما تذكر ليلى ليزداد شروده وغرقه بالتفكير، تلك المرأة الرائعة التي تركت له قطعة منها ومنه، لقد قامت بتضحية عظيمة من أجله، لقد رسخت أفضل أساس لتشيد رجلاً رائعاً كسليم ابنهما، لا يدري إن لم تقم بما فعلته كيف كان ليربي سليم؟ لقد كان بوقت عصيب ولكن اختيارها وما فعلته سهل عليه الأمر كثيراً

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن