- خلاص يا حبيبة قلبي فاضل يوم وهنكون في بيت واحد، مش مصدق نفسي إن اليوم ده جه، هاين عليا اطير من الفرحة.
- وأنا كمان يا حبيبي مبسوطة أوي، ربنا يتممها على خير.
- يارب يا حبيبة قلبي.اللي بكلمها دي اسمها "منى" خطيبتي وأنا اسمي "أحمد" وبكرة فرحنا، في اليوم ده بليل اتصلت بيا "منى" وطلبت مني أروح استقبل قريب ليها كان مسافر وهيوصل بكرة الصبح، جاي مصر عشان يحضر فرحنا، وأخوها مش هيعرف يروحله لانه مشغول، رديت عليها بالموافقة.
وصلت تاني يوم الصبح المطار وعرفت إن قريبها ده كان في الصين، والمفروض يعملوا فحص لكل المسافرين عشان يتأكدوا إن معندهمش كورونا، أثناء انتظاري اخطلت بالمسافرين اللي جاين، ولما الممرضين شافوني أصروا أنهم يجروا عليا الفحص لأنهم اعتقدوا اني من المسافرين، ولما قلتلهم اني جي أستقبل حد، قالوا برضو عشان لو أخدت العدوة من حد، الفحص كان عن طريق الدم.
أخدوا مني عينة وعقبال ما طلعت نتيجة الفحص كنت بدور على قريب "منى" لحد ما لقيته، سلمنا على بعض ولسة هسأل عن أحوال البلد اللي جاي منها، دخلت علينا ممرضة وبتوجه كلامها لينا وبتقول:
- التحليل بيقول إن عندك كورونا يا أستاذ أحمد ولازم تنعزل عن اللي حواليك في المصحة عشان متعديش حد.
رديت عليها وأنا برفع حواجبي من الاستغراب:
- نعم!!؟؟؟، ايه اللي إنتِ بتقوليه ده، أكيد ده سوء تفاهم!
ردت الممرضة بنظرات شفقة:
- للأسف حضرتك هي دي الحقيقة...مشيت وسبتهم طلعت برا المطار وأنا شبه منهار، مصدوم، بحاول أستوعب اللي اتقال، مش عارف افكر، دماغي واقفة، روحت البيت بالعافية، وبعدين اترميت على السرير وبدأت أفكر:
- المفروض أجهز دلوقتي، عندي فرح، لا الفرح ده مش لازم يتم، "منى" ذنبها ايه!!، لازم أبعد.
اتصلت ب"منى":
- ايوا يا حبيبي روحت من المطار ولا لسة؟
رديت وعنيا بتدمع:
- منى، في موضوع مهم عايز أكلمك فيه.
ردت:
- موضوع ايه يا أحمد، وبعدين مال صوتك في ايه ؟!!
- منى كل شيء قسمة ونصيب، احنا لازم نسيب بعض، أنا آسف.
ردت "منى" وهي مش مسوعبة اللي بتسمعه:
- ايه اللي أنت بتقوله ده ؟؟
رديت وأنا بعلي صوتي:
- بقول الصح يا منى، بقول اللي المفروض يحصل واللي هيحصل.
قالت:
- في ايه طيب فهمني؟!!
- منى، أنا واحد مريض، عندى كورونا، وإنتِ ملكيش ذنب في أي حاجة، شوفي حياتك ومستقبلك، ربنا يكتب لك الخير ويسعدك.
لحظات صمت وبدأت "منى" بالكلام:
- أنا هجلك دلوقتي حالًا.
- مش هينفع يا منى، أنا مينفعش اخطلت بحد.
- وأنا مينفعش اسيبك يا أحمد.
- لا هتسبيني لأن ده الصح واللي مفروض يحصل.
- هسألك سؤال، لو أنا مكانك هتسيبني؟؟
- لا طبعًا هفضل جنبك حتى لو هموت.
- أنت رديت على نفسك يا أحمد، أنا لو سيبتك يبقى مستهلكش.
لقيت إن مفيش فايدة من الكلام معاها وإن الحل الوحيد إني أقفل الموبايل.انعزلت في الشقة اللي كنت هتجوز فيها، وقلت لأهل "منى" باللي عندي عشان أضمن إنها مش هتجيلي، بدأت أقول لأهلي وصحابي عن اللي فيا، وكل ما أحكي لحد اللي يبعد عني، واللي مجرد ما يعرف يقطع تواصل ومعايا، أحسن حد تعامل معايا كان بيكلمني وهو بعيد عني خطوتين على الأقل.
ده غير النظارات الشفقة اللي كانت بتقتلني قبل ما أموت، واللي يقولي "ابعد عني شوية وأنت بتكلمني".عدى يومين ومفيش أي أعراض عندي تدل إن عندي كورونا، وده خلى عندي أمل إن يكون التشخيص غلط، طلعت على المطار تاني يوم الصبح، وبلغت طاقم التمريض هناك إني كنت عندهم من تلت أيام والفحص قال إن عندي كورونا، طلبوا اسمي وبدأوا يدوروا عن الفحص اللي باسمي من 3 أيام ولقوا الفحص بالفعل.
- أستاذ أحمد الفحص بتاعك بيوضح إن معندكش مرض الكورونا. (قالتها الممرضة)
رديت:
- إزاي زميلتك كانت هنا وقالت إني مصاب بالمرض ده!!!
- والله يا أستاذ ده اللي في الفحص قدامي.
- مش مشكلة، مش مشكلة أي حاجة المهم اني سليم.جريت على بيت "منى" عشان أبشرها إني كويس ومفييش حاجة، لما وصلت ووالدتها فتحت أول ما شافني رجعت لورا.
- يا طنط أنا كويس مفييش حاجة، التشخيص كان غلط، وأنا جاي أقولكم.
ابتسمت والدتها وبصتلي وقالت:
- أنت بتتكلم بجد! ده خبر حلو جدًا، والله يا ابني كنت زعلانة عليك أوي، دي منى هتفرح جدًا.
نادت على "منى" وهي بتقول:
- منى يا حبيبتي خطيبك واقف على الباب.
منى طلعت من الأوضة وكان باين على عينيها أنها كانت بتعيط وأول ما شافتني اترمت في حضني.
- إنتِ ليه مبعدتيش عنى زيهم، ليه مقولتليش "ابعد عني وأنت بتكلمني".(قلتها وهي ماسكة فيا جامد ومش عايزة تسيبني)
ردت عليا:
- لأن بمنتهى البساطة أعيش يوم واحد جنبك ولا إني أعيش ١٠٠ سنة بعيدة عنك.بعدها سألت على قريبهم اللي كان جاي من الصين وردت والدة "منى":
- قصدك أحمد!، ده طلع عنده كورونا ومن ساعتها وهو محجوز في المصحة.
بصيتلها وأنا بربط الأحداث ببعض وقلت:
- اسمه أحمد زيي!!النهاية
شهاب الدين أشرف.
#راصد_القصص