حياة ⁦❤️⁩

322 16 6
                                    

- انتِ سامعاني ؟
كانت دي اول جملة اسمعها من حد بعد شهرين ..
شهرين بالظبط على فراقنا .. كان هو روحي اللي عايشة بيها و لحد دلوقتي انا مش مصدقة اني شيلت روحي من جوايا و كتبت كلمة الفراق بايدي ، رفعت راسى للمحامي اللي قاعد قصادي بيحاول ياخد مني اي كلمة يثبت برائتى بيها لكن حتى لو قدر يخفف الحكم عني مش هيقدر يخفف وجعي عليه من جوايا .
بصيت ورا المُحامي بتركيز و اتمثل لي طيفه و هو بيبتسم لي و بيقولي مستنيكي لان زي ما عشنا سوا زي ما هنتجمع سوا .. رفعت صوتي اسأله اذا كان زعلان مني و لا مش زعلان ، ابتسم و هز رأسه انه مش زعلان مني ، اصل انا كنت بدافع عن حقى و هو حقي ..انا مغلطتش ..  ‏انا بس نفذت اتفاقنا مع بعض و قتلته لما خاني زي ما قالي " لو يوم خونتك اقتليني لاني هكون مستحقش الحياة " !
و لانه خان اتفاقنا قبل ما يخوني قتلته .. بسيطة !
حاول المحامي يجذب انتباهي لما لاحظ تركيزي وراه اكتر من تركيزي معاه و قال
- مريم انتِ لازم تساعديني عشان اقدر اساعدكِ
نطقت لاول مرة و قولت
- مش عايزة مساعدة لا منك و لا من غيرك .. انا عايزة اموت و بس .. تقدر تعمل كدة ؟
رفع وشه يتأملني بملامحي الباهتة و عيوني اللي لمعتهم اتطفت و انا كمان اتأملته بس مكانش في عيني " مراد " المحامي لكن كنت شايفاه "احمد " حبيبي !
رجعت الحجز تاني و قعدت و انا ضامة ركبتي لصدري و عيوني دمعت و انا شايفة احمد قصادى و افتكرت اول مرة شوفته فيها ..
كنت رايحة تدريب في مكتب محامي كبير صاحب والدي و بعد ما خلصت الكلام معاه و اتفقت على على فترة التدريب لقيته بينادي المساعد بتاعه و قاله
- الانسة مريم هتكون  تدريب معاك يا احمد خد بالك منها
ابتسم لي و قال
- هكون عند حسن ظنك يا ريس
و في الحقيقة مكانش عند حسن ظنه هو بس لانه في فترة قصيرة قدر انه يكسب ثقتي و خصوصا انه كان بيهتم بيا بشكل مُلفت للنظر و اللي خلى كل المكتب يلاحظ انه معجب بيا لكن هو مقالش حاجة خالص لحد اخر يوم ليا في المكتب لما خلاص فترة تدريبي خلصت لقيته بيبص لي بحزن و قال
- مريم ممكن اتكلم معاكِ شوية ؟
بصيت للمعة الحزن اللي مالية عيونه و مكنتش اعرف انها محتلة عيوني و وقف اتكلم معايا انه هيفتقدني و مش عارف يومه هيعدي ازاي من غيري بعد ما كنت انا كل يومه و فجأة اعترف لي بحبه و انه مش ضامن نتقابل تاني و لا لا !
و من هنا بدأت اسعد ايام حياتي .. ارتبطنا ٦ شهور لحد ما اتخرجت من الكلية و كان معايا في كل خطوة و بدأت احضر دراسات عُليا كمان و هو كان مساندني و بعدها اتجوزنا .. اخيرا حلمنا اتحقق و بقينا لبعض .. مرت شهور كتير و احنا في منتهي السعادة و مكانش في بالي ان السعادة دي هتنتهي قريب ..
فوقت من ذكرياتي على صوت العسكري بينادي بأسمي عشان اخرج اقابل مراد .. كان عدي ايام كتير من اخر مرة اتقابلنا فيها .. معرفش ليه هو مصمم على القضية دي كدة ! معقولة لسه ليا مكان في قلبه رغم اني مبادلتوش الشعور و اتجوزت غيره !
قعدت قدامه بهدوء و هو كان بيتأمل ملامحي .. ابتسمت بأنكسار و انا ببص ليه و خصوصا لما ظهر طيف احمد جنبه و دي اكتر حاجة استغربتها اني مابشوفش احمد الا في وجود مراد !
قعد يتكلم مراد معايا كتير عن موقفي و قد ايه هو صعب و انا كان كل تركيزي مع أحمد و كالعادة مشي مراد و مخدش مني الا السكوت !
مرت ايام كتيرة اتحدد ميعاد محاكمتي و لما روحت الجلسة كنت بسمع مراد و هو بيدافع عني بكل استماتة و كأن قلبه هو اللي كان بيتكلم و اكتر حاجة ركزت فيها كانت صدمته لما خدت مؤبد ساعتها جه مسك ايدي بدموع و قال
- هستأنف الحكم مش هسيبك تضيعي مني مرتين يا مريم !
هزيت رأسي بلا مبالاة و انا ببص لأحمد اللي جنبه و رجعت مكاني تاني و ضميت رجلي و نمت في وضع الجنين و انا بفتكر تحول حياتي مع احمد ..
...
كنا خارجين سوا في مطعم بنحتفل بترقيته و استأذنته اروح التواليت و و انا بظبط الميك آب بتاعي قابلتني بنت كانت بتعيط بانهيار .. قعدت قصادها و هي بتعيط و بدأت تحكي لي انها كانت مرتبطة بواحد و فاجأها يوم عيد ميلادها بدل ما يخطبها راح خطب غيرها .. البنت كانت مهزوزة لدرجة وحشة اوى و ثقتها في نفسها شبه منعدمة و هي كل شوية تسألني عن شكلها حلو و لا وحش .. مكانش في ايدي غير اني حضنتها و مشيت بعدها و انا قلبي موجوع عليها و خرجت لاحمد حكيت له و سألته فجأة
- انت ممكن تخوني في يوم يا أحمد ؟
مسك ايدي و ضمها اوي و قال بحب
- لو يوم خونتك اقتليني لاني هكون مستحقش الحياة
ضميت ايده اكتر و هو بيأكد لى الوعد و مكانش في بالنا انه هيخلفه !
غمضت عيوني اوي و انا بقاوم دموعي و افتكرت اليوم اللي قررت اطلع روحي من جسمي .. كان يوم عيد جوازنا الاول و كنت مجهزة تورتة و جنبها سكينة .. جهزت جو رومانسي و استنيته بس اتأخر عليا لدرجة اني نمت و انا مستنياه و لما جه صحاني فضلت مبتسمة لكن لقيته بيقول كلام غريب .. بيقول انه خاني ! كان بيحكيلي التفاصيل و كلامه بيدبحني .. ابتسامتي اختفت و حولت نظرى بينه و بين السكينة و في لحظات محستش بحاجة الا و انا بحط السكينة في قلبه و بطبع بوسة على جبينه و دموعي غرقت وشه و دمه غرقني .. و اندمجت صرخته مع صرختي و استوعبت اني قتلت نفسي !
خدت نَفس عميق و مسحت دموعي بعد ما رجعت من ذكرياتي و فوقت على صوتهم بيخرجونا بره .. روحت حمام السجن و مسكت موس كنت مخبياه في هدومي و قطعت معصمي .. فضلت بتفرج على نفسي و روحي بتتسحب و جه احمد و خدني و مشينا .. عيشنا سوا و موتنا سوا .
***
قمت مفزوعة و كنت بنهج كان كأن روحي بتتسحب مني .. بصيت للساعة جنبي لقيتها بقت ١٠ الصبح ! انا اتأخرت على ميعادي .. بدأت استوعب ان كل اللي فات ده كان حلم ! انا لسه في اوضتي مع اهلي ! مدتش نفسي فرصة استوعب و قومت اجهز عشان اروح مقابلة الشغل بتاعتي و انا بدعي اتقبل .. وصلت في وقت قياسي و فتحت الباب عشان ادخل للمحامي .. كان محامي شاب عيونه ملونه و شكله لسه متخرج .. ثانية واحدة ده مش اي شاب ده " مراد " ! .. قعدت قصاده و انا بحاول اتغلب على صدمتي و لقيته بيقول
- مريم عبد الحي مش كدة ؟
نطقت بأيوه و رفعت وشي لقيته بيتأملني و عيونه وسعت اول ما اتلاقت عيونا و نطق
- احنا اتقابلنا قبل كدة ؟  
- ‏اه اتقابلنا في الاحلام
- ‏ما تيجي نخلي الاحلام حقيقة
- ‏يعني ايه
- ‏يعني تتجوزيني ؟
"أَتَعْلَمْ..
حِينَمَا أبصرتُكَ فَرَّ قَلْبِي مني إِليكَ .. فَـ تلقاهُ قلبُكَ بينَ يديهِ و قُضِيَ الأمرُ! "
#تقي_خالد

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 13, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن