بعدَ عِيد الحُب بِيَومَ.

264 34 46
                                    

2017
6:00 PM
15|02

اتقدَم وقَطراتُ المطَر على مطَاريتِي ؛
أتقدَم نحَو الأمَامَ وكُليّ أمَلٌ بمُلاقاتِه .
الثَلجُ عانَق حَوافَ الطَريقَ ، والبِردُ إحتضِن الجّو بِقوةَ .

بِعاصمَةِ رُوسيّا التِي تَكَادُ تكونُ خاليّة من المَارِين بِطُرقِهَا .
أصِلُ لمَكتبَتِه وأحدِقُ بشُرودَ ... هَل سأفشلُ مجدَدًا؟
هَل أبقّي عينَاي مُغلَقة ؟ هَل أدخُل ؟ هَل أواجِهُه.

قَرأتُ بنادِي مُعجبّيِ كِتابَاتهُ انهُ كاتبٌ متنقِلٌ من عاصمَةٍ لأخُرى ولايَعودُ مُجدَدًا ... انا خَائفةٌ من يوَمٍ لايكُون فيّهِ تحتَ سمَاءِ رُوسيا ..

لاأعلَمُ لمَا وكِيفَ تَسحرنُي حُروفهُ وأوافِقُ على كُل وجهَةِ نظرٍ يكَتُبهَا ، لدَيهِ فكِرٌ غرَيبَ ومنهجٌ غامِض؛ فمَن الكَاتبُ الذي يُحقِقُ شهَرةً عظيمٍةً بمكَانّ مَا ويتركُ كل شيَءٍ خلفهُ ليبدَأ من جدِيد في عاصِمةٍ أخِرى ؟

ردُودُ افعالِ شخَصياتِ مَروياتَه غيرُ متوقعهَ ومُذهلِة .
كُل شيّءٍ كانَ فيّهِ مثَاليّا ؛ حَتى تقَاسيمَ وجهِه وانا المُصابةُ بهَوسٍ إتجاهَ كُلِ شيّءٍ يخُصهُ .

كُنتُ وربَما قدَ شرِدتُ أكثرَ من اللازِمِ أمامَ البَابِ الزُجاجِي الخَاصِ بمكَتبَتِه ... لأرى طَيفًا يتقدَمُ إتجاهِي ليَفتحَ البَاب وتفّرجَ عن هَيئةٍ مُحبَبَةٍ لقلبِي لينَبُض بهولٍ إثَر ذلِك .

كَان المِعطفُ الرمَاديِ الذي إمتدَ طولهُ ليقفَ عند رُكبتيّهِ يغطِي عُرض منَاكِبهِ ، كَانت عيناَهُ تضُخ السوادَ بشكّلٍ مُربكٍ وجَذابَ وتمَردتَ بعضًا من خُصلاتَهِ الكسَتنائِيّة على جَبينِهِ إثر سُرعتهِ بالمَشيّ قبلَ قليِل ، كَان كلاسيكِيا للغايَة وكَأنهُ أديِبُ فرنَسيّ من القرنِ السَابعِ عشَر حينمَا كانَتَ الاناقٍة الرجِاليةَ لقَبًا آخرَ لرجَال فرنسَا.

تقِدم نحَوي بُغيةَ الخرُوجِ ؛ لأتقدمِ للخَلفِ تلقَائِيًا .
إبتسَم نحوِي وسُرعانَ ما أمسكَ رسغِي حينمَا فقدَتُ توازُنِي كَونهُ إخترقَ مسَاحتي الشخَصيةَ إضافِةٍ إلى ذلكَ الثلجِ الذِي على حَوافِ الطَريقِ ؛

"صَباحُ الخيّر آنسَتِي "
هُو بادِر بالحدِيث ؛ لأنظُر لهُ بعدَما كُنت أنظُر لكفِهِ الذيّ كَان على رسغِي .

"صَباحُ الخيّر سيدَ بيرلاَن "
هُو إبتسمَ مُجدَدًا لينظُر للسمَاء ليّلحظَ أن المطَر قدَ إشتدَ ؛ لأرفعَ يدِي التيّ تحمِلُ المظَلةَ فتّغطِي طُولهُ ؛ أحميّه من البَلَلِ ... بأي حقَ؟ إبتسمتُ بسخَريةٍ لنفسِي.

هُو نظَرَ لِي ثم الى المِظلةَ وأمسكَها لأفلِتهَا ؛ لأن فارقَ الطولِ بيننَا كَان مُرهِقًا لذراعِي .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 09, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كُوب قهوةَ | كيم كاي .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن