كان الوقت تقريبا وكنتُ للتو قد انهيت مناوبتي بالمستشفى وانا الان أجلس على أكثر المقاعد قربا للنافذة، وأنظر للمطر الغزير الذي يتساقط خارجا، كان المنظر جميلا للغاية خاصه مع كوب القهوة الذي بين يديي والذي أستمد منه الحرارة , أخرجتُ صندوق سجائر وينستون الفاخر ووضعت السيجارة في فمي , اقتربت الولاعة لإشعال السيجارة فجأة رن جهاز النداء الخاص بي معلنا ان هناك حاله طارئه ووصول مصاب جديد للمستشفى، وبما انني رئيسه الاطباء يجب علي ان اتواجد هناك، لعنت في سري وضربت بقبضتي الطاولة , رشفت اخر رشفه من قهوتي لعل ذلك يعطيني القليل من الطاقة ووضعت المال على الطاولة وركضت للمستشفى الذي كان يبعد عن المقهى بموقف سيارات.
وصلتُ للغرفة التي سأجريها فيها العملية وقمتُ بإجراءات التعقيم ودخلت لغرفه العمليات فقامت ديانا باستقبالي برداء العمليات.
-"اهلا دكتورة اليس اعتذر على استدعائك رغم انتهاء مناوبتكِ ولكن ليس لدينا غيرك في الوقت الراهن".قلت بصرامة: "لنتكلم بالأمور الثانوية لاحقا ماذا لدينا هنا؟".
-" لقد وصلت المريضة للتو وقد خسرت الكثير من الدماء نتيجة لحادث تحت تأثير الكحول، وقمنا بتزويدها بوجبه تعويضا عن الدم الذي خسرت".
قلتُ بينما أرتدي الرداء بمساعدة ديانا-"أخبري طاقم التخدير ان يقوموا بعملهم انا قادمة".
دخلتُ غرفه العمليات واستقبلتني الاصوات المعتادة
-"اسم المريضة بريدجت بريمور، العمر 25 عام لا مشاكل طبيه من قبل، وصلت قبل 15 دقيقه إثر حادث انزفها الكثير من الدماء تم تزويدها بكميه دماء تكفي لإجراء عمليه".
قلت: "ماذا عن الإشارات الحيوية؟".
قالت ديانا وهي تقابلني على الجهة الأخرى من السرير:
-"ضربات القلب 80/120 ثابت"
-"ضغط الدم 60/90 جيد"
-"معدل التنفس 15ملليتر /د"-"ولقد قاموا فني التقنية بأجراء اشعة للجرح ووجدوا ان هناك شظيه زجاج بجانب الكلية اليمنى".
"-حسنا ادوارد وديانا انتما مساعداي يجب علينا العمل بسرعه وإخراج الشظية قبل ان تحدث اي مداخلات وينخفض ضغط المريضة ويسوء الوضع"، أكملتُ بصرامة:" اريد من الجميع ان يركز لا اريد ان يحدث اي خطأ خلال مسؤوليتي".
اقتربتُ للمريضة ورفعت الرداء لأرى الجرح فأمسكتُ بالسرير للأ أسقط ارضا.
لقد تسمرت عينياي على ذلك الوشم أسفل نهد المريضة الأيمن
غير معقول مستحيل......
"-دكتوره اليس هل أنتي بخير "صرخت ديانا برعب وامسكت بكتفي.كان منظري مخيفا بالتأكيد فقد كنتُ على وشك الموت من الصدمة، كنت أشعر بضيق تنفس وثقل بالراس نتيجة لدوامة الأفكار ولكنني نجحت في السيطرة على نفسي.
نظرتُ لطاقم الذين كانوا ينظرون لي البعض بنظرات القلق والبعض بنظرات الشماتة، فقلتُ: -" انا على ما يرام، كل ما في الامر انني لم أدخن سيجارتي".
سخر طالب سنه سادسه الذي كان يقف بجانب ديانا قائلا: "لم اعلم ان رؤية تاتو على صدر مريضه يثير الرغبة في التدخين " ونظر لديانا ليرى ان كانت سخريته قد اضحكتها والتي قالت بدورها:" كفى يا رون".
فنظرتُ الى ديانا قائله:" أرجوكِ ان تخرجي الطفل الذي يثرثر للخارج فهنا الكبار يعملون".
تحركت ديانا ولكن رون اوقفها قائلا:" شكرا اعرف مكان الباب سأذهب على كل حال فقد انهيت مناوبتي ". مر بجانبي وهو يرفع انفه للسماء بسخرية ولكنني تجاهلته قائله:" اعطوني ملقط لأخرج الشظية وبعد ذلك نغلق الجرح ولكن يجب ان نقوم بذلك بسرعه وبحذر فلا يجب ان يبقى المريض الثمل تحت تأثير التخدير طويلا" ,أخرجتُ الزجاج وعقمت الجرح واغلقته بسرعة , وأخيرا نزعتُ القفازات وقلتُ :"ارجو منكي يا ديانا ان تكملي عمليه التضميد وأريد ملف هذه المريضة على طاولتي وستكون تحت رعايتي خلال فتره مكوثها هنا" , لاحظتُ نظرات الطاقم لبعضهم البعض متسائلين عن طلبي الغريب استغليتُ تشتت انتباههم واختلستُ نظره الى وجه المريضة صرخ صوت في راسي: انهاااااااااااا هي
قلتُ بصوت متكسر:" احسنتم عملا جميعا".
الساعة 00:00 يوم الخميس سنة 2017
أنت تقرأ
قبله افقدتني صوابي +18
Romansالدكتورة اليس تعمل في مستشفى حكومي منذ العشرين من عمرها ومنذ سنه وبضعة اشهر تم ترقيتها الى منصب رئيسه الاطباء سنخوض معا رحلة الدكتوره اليس في اكتشاف حياتها وميولها الجنسيه والصراعات التي تواجهها خلال عملها في مكان مليئ بلاضرابات النفسيه تحذير يوجد...