" حسنًا ، فهمت "
أبعدت إيما الهاتف عن أذنها ليهُمّ سيباستيان بتوجيه سؤاله لها " أهى ماريا ؟ "" سكرتيرتها ، تقول أنها ستعود فى وقت متأخر اليوم وألا ننتظرها على العشاء "
أطلق سيباستيان تنهيدة طويلة قبل أن يباشر " توقعتُ أن تفعل هذا ، سأعود لها "
" حاول أن تعيدها بدل أن تمكث معها فى الشركة سى "
قلص عينيه ليرد بانزعاج مخفى بملامحه " لا تنادينى بهذا ، ولا تقلقى فهذه المغفلة لم تنم أكثر من أربع ساعات خلال الثلاث أيام الماضية. لن أتركها أكثر من هذا "
قهقهت إيما بخفوت بينما تشاهده يمضى فى طريقه أمامها ، اتجه إلى غرفة مات ودخلها مباشرة قبل أن يكبّد نفسه عناء طرق الباب
" سيباستيان بنفسه شرّف غرفة عملى ، يا لها من مفاجأة متوقعة "
لم يلتفت له ، بل أكمل عمله دون أن يلقى أى اهتمام لهسيباستيان وهو يتفقد ملمس قماش إحدى النماذج التى بجانبه " لم آتى هنا منذ فترة طويلة ، مع ذلك لا أرى تغييرات كثيرة "
استدار مات بجسده له " ادخل في الموضوع مباشرة ، ماذا تريد هذه المرة ؟ "
" بحقك ، أنا لست استغلاليًا لهذا الحد "
" صلب الموضوع "
" أمسية ليلية ، شيء فريد ، ليس مزخرفًا جدًا بل بسيط وأنيق ، ثلاثة أسابيع "
" قطعة واحدة ؟ "
" ستة "
" فقط ؟ "
" ستعمل علي تصاميم أخرى وسأخبرك التفاصيل لاحقًا "
مدّ يده ليكمل " المقاسات .. "
" أنهِ التصاميم بحلول الغد ، اقلق بشأن هذا فقط للآن "
نظر إليه باستنكار " هذه تفاهة لأقلق بشأنها "
" واثق .. يعجبنى هذا ، سآتى لاحقًا لرؤيتك وإخبارك كل ما يتعلق بأمر الحفل "
" هل سيحضر جدّى ؟ "
" لستُ متأكداً بعد ، لكن أرجح هذا "
" حسنًا شىء آخر ؟ "
أعطاه ظهره منغمسًا بالخياطة اليدوية ليتنهد هو بقلة حيلة وينسحب خارج الغرفةسيباستيان " متعجرف "
خرج لمرآب السيارات الذى كان يقبع بالجزء الخلفى من القصر العملاق وأخذ سيارة سوداء متوسطة الحجم لينطلق إلى حيث تكون ماريا المنهمكة بالأوراق ، ليصل بعد نصف ساعة تقريبًا للشركة ويتوجه لمكتبها فورًا
ماريا " ظننت أننى طلبتُ منكَ أن ترتاح ..؟ "
"طلبتِ ولم تأمرى "
تنهدت ماريا قبل أن تبتعد قليلًا بكرسيّها و تمدّد ذراعيها بتعب " كما تشاء ، يبدو أننى لا أقوى هذه المرة على الاعتراض "