الفصل التاسع و العشرون

1K 140 96
                                    

مساء الخير أعزائي 

*

استمتعوا 

سكارلت :

الهدوء الذي يعم بعد العاصفة يكون متعبا للغاية و الآن أشعر أنني أحد آثار العاصفة في حياة هذه المرأة التي تجلس بجانبي ، مارغريت أخبرتني أن أتبعها و جلسنا على مقاعد الحديقة التابعة للمستشفى ، جلسنا و ها هي تنتظرني أن أتحدث فأنا من أتيت لها .... أتيت حتى أعتذر منها و لكن هل سيكون لاعتذاري فائدة بعدما سمعت قلبها يتحطم في ذلك اليوم ؟ بعدما رمقتني بتلك النظرة الميتة ؟

تنهدت أشجع نفسي على المواجهة و الاعتراف بالخطأ فحدقت بها و رأيت ضمادة على كفها و هذا ما دفعني أن تحدثت بصوت هادئ

" هل أنت بخير ؟ "

ابتسمت بينما تحدق أمامها تنفي 

" أنا بخير ... "

التفتت لي و حدقت بعيني و قبل أن تسألني أنا تهربت من نظراتها

" أنا آسفة ...... صدقيني أنا أعتذر بشدة و بصدق لكِ "

" لماذا ؟ "

" لأنني أخطأت بحقكِ "

" كنت تعلمين أنك ارتكبتِ خطأ و استمررت به "

" أجل ..... "

" لما اخترته دونا عن الجميع ؟ "

" لأنني أحببته ..... لم أستطع تجاهله رغم أنني فعلت ذلك لسنتين "

" أنت دمرت علاقة كانت مثالية بأعين الجميع ........ دمرت بنيانا بنيته لبنة ، لبنة بمجرد نفخة من أنفاسك "

" آسفة "

" لن ينفع أسفك الآن .... نحن انفصلنا "

التفت لها و توسعت عينيّ و شعرت بالألم أكثر بالرغم من أن كلامها يجب أن يجعلني سعيدة و لكن أقسم أنني لست تلك الشخصية السيئة

" انسحبت فأنا لا يمكنني تجاهل كرامتي أكثر من هذا ..... الآن حياته ستكون لك و لطفلك "

عندها نفيت و عيني امتلأت بالدموع لأجيبها بهمس باكي

"  لا يريده ولا يريدني ..... أخبرني أنني فقط غلطة ، غلطة خربت حياته المثالية "

أشاحت بنظراتها عني و نفت

" أناني و لن يتغير و لكن صدقيني هو لن يتخلى عن انسانيته ، ربما هو فقط يحاول التشبث برأيه حتى لا يفقد كماله بنظره و لكنه لن يقتل طفله "

عادت تنظر إلي و وضعت كفها على ذراعي عندها شعرت أنني سيئة للغاية

" تمسكِ بطفلكِ  "

و بعدها استقامت لتغادر و أنا حدقت بها لأستقيم ، لا أعتقد أنني سأكون بعظمتها ، ولا أعتقد أنني سأستطيع يوما أن أعوض مكانها الذي تركته فارغا بحياته ..... حتى لو قبل بي و جعلني أسير برفقته أمام الجميع لا أعتقد أن حياتنا ستكون طبيعية فما حدث لا يمكن تجاوزه بسهولة

صائد الكمال / اشباعُ هوسٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن