مرحبا مرة ثانية و أخيرة
استمتعوا مع آخر فصل
*
سكارلت :
هل تعتقدون أن الشفاء سهل ؟ الابتعاد و محاولة العيش بعيدا عن كل ما يربطك بالحياة سيكون مجدي لتنسى كل شيء ؟ أبدا ذلك فقط سيكون بداية الألم و الشوق ، صحيح كانت لدي فرصة و لكن أنا تخليت عنها لأنها كانت ستودي بنا إلى طريق مسدود ..... هو سعادته الحقيقية ارتبطت بمارغريت و أنا كنت مجرد مكمل ........ تماما كمكمل غذائي يشعره بالشبع من السعادة ، الكمال ، و يرضي هوسه ليس إلا
ربما تجربتي أو يمكنني قول أن حبه أشعرني بالشبع ، جعلني أبني سدا على قلبي ، بل جدار يصعب هدمه و هكذا منعت أن يدخل إليه أحد و منعته هو أيضا من الخروج ، أن تعيش مع شخص بقلبك و عقلك ، ترسم له صورة تريده أن يكون عليها و يكون لك وحدك فقط لهو أمر مريح ، ربما الكثيرون سيقولون مجنونة ، مهووسة و لكن أنا سأقول أنها طريقة دفاعية أوجدها عقلي لحماية قلبي .......... لن أؤلم أحد و لن يؤلمني أحد
كنت أحدق بالسقف بينما لا أزال ممدة بفراشي ، تنهدت و عندما سمعت صوت الطرق على الباب اعتدلت ، خللت خصلاتي البندقية و رفعتها عن وجهي و الباب فتح لتطل من خلفه شقيقتي ليلي ، ابتسمت ثم تحدثت ببهجة
" هيا سكار الفطور جاهز "
حدقت بها ثم ابتسمت و بتصرف دلال أنا مددت ذراعيّ لها و نبست بصوت طفولي
" أختي "
تنهدت بملل و هي تحاول اخفاء ابتسامتها ثم تركت الباب و دخلت لتقترب مني ، جلست على طرف السرير و ضمتني و أنا تركتُني بحضنها ، أغمضت عينيّ و شعرت بالطمأنينة ، بالسعادة و الرضى و كل تلك المشاعر التي حرمت منها منذ نعومة أظافري و هي تحدثت بهمس لقلبي
" ألا زلت تتألمين سكار ؟ "
وضعت كفي على ظهرها و تمسكت بها
" بعد أن وجدت حضنك دافئ من أجلي ...... لا ، لم يعد للألم مكان ، لا يجرؤ على الاقتراب "
أبعدتني عنها و حدقت بي ، ابتسمت و وضعت كفها على شعري تربت عليه ثم قربتني منها و قبلت وجنتي
" أريدك قوية و واثقة "
" سأكون كذلك أختي "
" اذا هيا قبل أن يبدأ راين بالأنين "
ابتسمت أومئ لها و هي تركتني بعدما سمعت صوته الطفولي
" أمي ....... "
" أنا قادمة .... "
استقامت و غادرت له ، عندما رحلتُ عن لندن و عن بريطانيا ككل لم أجد لمن ألجأ ، ليلي كانت تخفي وضعها ، هي أم ، حصلت على الطلاق بعد أول سنة زواج و لكنها تكرس حياتها لابنها البالغ من العمر خمس سنوات ، لم تقل أنها ارتبطت و لم تقل أنها أنجبت ....... هي أساسا لم تكن تتواصل سوى معي و لكن تواصلنا كان قليلا حتى أصبح منعدما في آخر فترة و أنا لم أجد غيرها
أنت تقرأ
صائد الكمال / اشباعُ هوسٍ
Fanficهل خلقنا سعداء ؟ أم خلقنا للبحث عن السعادة ؟ ....... و ما خرج الانسان من الجنة سوى ليبحث عن السعادة الكاذبة ، تخلى عن السعادة الأبدية ليبحث عن أخرى زائلة ، زائفة تملأها الرغبات و هواجس الأنفس لنجد أنفسنا في النهاية تعساء من أجل السعادة الفكرة معروضة...